مصادر تكشف أبرز بنود المقترح الجديد حول ترسيم الحدود اللبنانية – الإسرائيلية

مصادر تكشف أبرز بنود المقترح الجديد حول ترسيم الحدود اللبنانية - الإسرائيلية
آموس هوكشتاين يناقش مع الرئيس اللبناني ملف ترسيم الحدود

قالت مصادر إن المبعوث الأمريكي لشؤون أمن الطاقة العالمي، “آموس هوكشتاين”، حمل إلى لبنان طرحا جديدا، تصفه المصادر اللبنانية بأنه أفضل من كل الطروحات السابقة فيما يتعلق بمسألة ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل.

وأوضحت أن المبعوث الأمريكي قدم عرضاً جديداً وإيجابياً، قريباً من الخط 23، وهو الخط الذي يصر لبنان على اعتماده كخط فاصل، وهو ما يجعل المساحة التي يحق للبنان التنقيب فيها هي 860 كلم مربعا، وفقا لـ”عربي بوست”.

وبحسب المصادر، فإن هوكشتاين ذكر للمسؤولين في بيروت وجود اقتناع أمريكي بمنح لبنان المساحة التي يطالب بها، أي 860 كلم مربعاً.

واقترح “هوكشتاين” فكرة الخطّ المتعرج، أي الحصول على 860 كلم مربعاً، مع الحفاظ على حقل قانا لتحوي المساحة التي يطالب بها لبنان غازاً ونفطاً، من خلال خط ترسيم متعرج يحفظ حق لبنان بحقل قانا كاملاً.

وتشير المصادر إلى أن الأفكار التي عرضها الوسيط الأمريكي تقوم على فكرة أن أي اتفاق لن يتضمن أي تواصل مباشر بين لبنان وإسرائيل، وذلك احتراماً لموقف لبنان الرسمي على قاعدة لا لبنان ولا إسرائيل يقبلان شراكة في أي حقل غازي ونفطي، بالإضافة لوقف أي تفاوض عن الخطوط البحرية، لا خط (1) ولا خط هوف ولا الخط 23 ولا حتى الخط 29.

ومع تحديد كل الحقول في المنطقة المتنازع تتم عملية توزيعها بالاتفاق عبر الوسيط الأمريكي والأمم المتحدة، بالمقابل فإن الجانب الأمريكي سيقدم مقترحاً عملياً لتوزيع عادل للحقول كجهة ضامنة، ويبحث المقترح مع لبنان بالتفصيل مع تعهد أمريكي بممارسة ضغط على إسرائيل للسير بالمقترح الأمريكي.

♦ إسرائيل تستغل أزمة لبنان لابتزازه في ترسيم الحدود البحرية

ويواصل المبعوث الأمريكي لشؤون أمن الطاقة العالمي، “آموس هوكشتاين”، زيارته إلى لبنان ولقاءاته مع مختلف المسؤولين.

وكان “هوكشتاين” بدأ زيارته إلى لبنان يوم الثلاثاء، بلقاء مع وزير الخارجية اللبنانية عبد الله بوحبيب، ومن ثم التقى على عشاء بمستشار رئيس الجمهورية، الوزير السابق “إلياس بوصعب”.

وعقدت 5 جولات من المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل في مقر قوات اليونيفيل في منطقة رأس الناقورة جنوب لبنان.

هوكشتاين يسأل عن موقف حزب الله

بالمقابل تقول مصادر حكومية رفيعة المستوى إن هوكشتاين سأل رئيس الجمهورية ميشال عون عن حقيقة موقف حزب الله، وإذا كان يوافق على ذلك. عون أبلغ هوكشتاين أن الحزب يقف خلف موقف الدولة اللبنانية.

في المقابل، تشير مصادر إلى أن حزب الله -وكما قال أمينه العام حسن نصر الله- لا يعترف بحدود مع إسرائيل، ويفضل الحصول على أقصى مساحة ممكنة، كالخط 29 بدلاً من 23. وهذا أمر من باب شد الحبال للوصول إلى مكاسب أكبر.

وتقول المصادر نفسها إن الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي اتفقوا ليل أمس على عقد اجتماع سريع يوم السبت 12 فبراير/شباط لدراسة المقترحات التي قدمها الوسيط الأمريكي، وإنه في حال حصل اتفاق لبناني على الأجوبة التي طلبها هوكشتاين على المقترحات التي قدمها وسلمت له سريعاً، سيعود إلى إسرائيل فوراً مستكملاً مهمته.

أما إذا تأخر الرد اللبناني لحين إعطاء جواب دقيق وعملي، فإنه فور الانتهاء من صياغة الأجوبة ستبلّغ إلى هوكشتاين الذي يعود إلى المنطقة سريعاً مستكملاً مهمته.

سرعة إنهاء الملف

أشارت مصادر دبلوماسية غربية إلى أن الوفد التقني من الخُبراء والاستشاريين المُرافق للمبعوث الأمريكي يعد دليلاً واضحاً على مدى الجدّية التي تتسمُ بها الزيارة هذه المرة.

ويود هوكشتاين إنهاء ملف الترسيم الحدودي بين لبنان وإسرائيل قبيل منتصف مارس/آذار المقبل، الموعد الأول لوصول الشركة الأمريكية المسؤولة عن التنقيب للجانب الإسرائيلي.

كما يريد الزائر الأمريكي الانتهاء بأسرع وقت ممكن لمتابعة الأزمة بين أوكرانيا وروسيا والتي تندرج ضمن مهامه أيضاً.

وعن ارتباط ملف الترسيم بالتطورات الإقليمية، يقول المحلل السياسي منير الربيع إنه ليس بسيطاً أن يزور هوكشتاين، وهو أعلى مسؤول أمريكي لشؤون الطاقة، لبنان، في مرحلة يشهد فيها العالم صراعاً حول النفط والغاز، وفي ظل التوتر الأمريكي – الروسي في أوكرانيا.

ويصر الأمريكيون على إنجاز ملف ترسيم الحدود قريباً، وإلا سيكون لبنان خارج نطاق الدول التي نجحت في ترتيب علاقاتها النفطية والغازية.

تدخلات إقليمية

ويشير الربيع إلى أنه وقبيل سنوات كانت أمام لبنان نماذج متعددة لخطوط النفط والغاز: النموذج الأول هو تحالف دول شرق المتوسط، والذي يضم مصر، اليونان، قبرص، وإسرائيل. والنموذج الثاني هو الخط التركي – القطري، والذي أبرم اتفاقاً مع ليبيا. والخط الثالث غير موجود أو ناشئ حديثاً، وهو صنيع طموح إيراني للوصول إلى البحر الأبيض المتوسط.

وقبل فترة سحب الأمريكيون الغطاء عن خط “إيست ميد”، واعتبروا أنه غير ذي جدوى، لأنه يحتاج إلى مبالغ مالية مرتفعة جداً ليصبح ناجزاً، ففضلوا إعادة الربط عبر الأنابيب النفطية التركية.

حصل ذلك على وقع التقارب التركي – الإسرائيلي، والتركي – الخليجي، وتحديداً مع السعودية والإمارات، والتركي – المصري.

ولطالما اعتبرت تركيا أنها قادرة على لعب دور محوري في مجال النفط والغاز، خصوصاً أن لديها أنابيب جاهزة تصل إلى أوروبا.

هوكشتاين “وفق الربيع” هو أحد أبرز مؤيدي فكرة التخلي عن البحث عن تمويل أنابيب تحالف دول شرق المتوسط، وهو أكثر من ذلك يؤيد مسألة الغاز المسال والذي تكون عملية نقله أسرع.

وكان من المفترض أن تقتصر المفاوضات على مساحة بحرية من نحو 860 كيلومترا مربعا، بناء على خريطة أرسلت في 2011 إلى الأمم المتحدة، لكن لبنان اعتبرها خريطة مستندة إلى تقديرات خاطئة، وطالب بمساحة إضافية تبلغ 1430 كيلومترا مربعا، تشمل أجزاء من حقل “كاريش” الذي تعمل فيه شركة يونانية لصالح إسرائيل.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن