معهد إسرائيلي: السقف الأمريكي مفتوح في مواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا

معهد إسرائيلي: السقف الأمريكي مفتوح في مواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا
معهد إسرائيلي: السقف الأمريكي مفتوح في مواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا

لم تتحقق حتى الآن أهداف الحملة العسكرية الروسية ضد أوكرانيا وهي السيطرة على العاصمة كييف والإطاحة بالحكومة الحالية واستبدالها بحكومة موالية لروسيا. ويتركز التوغل العسكري الروسي في 3 محاور رئيسية: من الشمال نحو كييف، ومن الشرق نحو خاركيف؛ والمحور الأخير من الجنوب انطلاقا من شبه جزيرة القرم.

ووفقًا لمعهد دراسة الحرب في واشنطن، فقد فشلت القوات الروسية في تحقيق التفوق الجوي في أوكرانيا. كما تشير التقارير إلى نجاح كبير للقوات الأوكرانية في إعاقة التقدم الروسي، خاصة في منطقة كييف.

وقد فشل الجيش الروسي حتى الآن في محاصرة وعزل العاصمة الأوكرانية، كما أظهر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نوعا جيدا من القيادة، وألهم القوات الأوكرانية وشجع المدنيين، وتمكن من الحصول على مساعدة عسكرية من الغرب.

وحتى الآن، تنسق الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي بشكل وثيق وأظهرت استجابة موحدة، مع التركيز على 3 مجالات:

أولا: مسار العزلة السياسية والاقتصادية لروسيا

تم الإعلان عن قائمة طويلة من العقوبات كان أبرزها خطة لعزل سلسلة من البنوك الروسية عن نظام “سويفت” المصرفي، وحرمان البنك المركزي الروسي من قدرته على استخدام احتياطياته. ولم تُنشر التفاصيل الكاملة حتى الآن، لكن هذا التصعيد الكبير يشير على ما يبدو إلى وجود إجماع على فرض عقوبات شاملة على روسيا. في هذا السياق، أعلن البيت الأبيض أنه سيتم تشكيل فريق عمل عبر الأطلسي في الأيام المقبلة لتنفيذ العقوبات المفروضة على أصول الشركات الروسية.

ثانيا: توريد مساعدات عسكرية لأوكرانيا

أعلن الاتحاد الأوروبي أنه سينسق جهود توريد أسلحة إلى الجيش الأوكراني. وكان من المهم في هذا السياق إعلان المستشار الألماني أولاف شولتز أن ألمانيا ستزود أوكرانيا بـ1000 صاروخ مضاد للدبابات و500 صاروخ ستينجر مضاد للطائرات، فيما تعهدت الحكومة الهولندية بتزويد أوكرانيا بأسلحة مضادة للدبابات (ألمانية) وتعهدت إستونيا بتزويد أوكرانيا بمدافع الهاوتزر. وتشكل القرارات التي اتخذتها الحكومة الألمانية تغييرًا تاريخيًا في السياسة الألمانية بشأن صادرات الأسلحة.

ثالثا: تكثيف الاستعدادات العسكرية بين دول الناتو

في اجتماع خاص لقادة دول الناتو في 25 فبراير/شباط الماضي، تم التوصل إلى اتفاق بشأن رد غير مسبوق على العدوان الروسي عبر تفعيل قوة عمل مشتركة ذات جاهزية عالية جدًا تضم ​​40 ألف جندي من 30 دولة من دول الحلف من بينها الولايات المتحدة. وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن الولايات المتحدة وضعت 12 ألف جنديا أمريكيا تحت الطلب لتقديم المساعدة لحلف شمال الأطلسي. في الوقت نفسه، تواصل الإدارة التأكيد على تعهدها بعدم إرسال جنود أمريكيين للقتال على الأراضي الأوكرانية.

من السابق لأوانه في هذه المرحلة إجراء تقييم كامل لعواقب الغزو الروسي لأوكرانيا على روسيا والغرب والمسرح الدولي بشكل عام. ومع ذلك، فمن الواضح أن تحرك روسيا تسبب في اضطراب للنظام العالمي الذي كان قائماً منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى إعادة تموضع في النظام بأكمله، بين مختلف الجهات الفاعلة الدولية، كما سيعيد حلف الناتو توجيه السياسة الدفاعية نحو روسيا على وجه الخصوص.

وبالنسبة لـ”بوتين”، يعد تعزيز السيطرة الروسية على أوكرانيا مهمة تاريخية، وإن كانت مجرد خطوة وسيطة في جهوده لتشكيل نظام دولي جديد يعزز المصالح الروسية. ومن المحتمل أن تسعى روسيا جاهدة للإطاحة بالحكومة في كييف وتجنب صراع طويل الأمد (قد لا يحقق هدفها). ويُعتقد أنه بعد استكمال استيلائها على الأراضي الأوكرانية، ستكرس روسيا جهودًا متجددة للضغط على الغرب من أجل تعزيز طموحاتها الاستراتيجية.

♦ صحيفة: مقامرة بوتين “المجنونة” في أوكرانيا قد تؤدي إلى انهيار النظام الروسي

في الوقت نفسه، هناك بوادر توتر داخل النظام الروسي بعد خيبة أمل من أداء الجيش الروسي، كما يقال إن هناك خلافا في هذا السياق بين بوتين وقيادات الجيش، في ظل العقوبات المفروضة على روسيا، كما لا يستبعد البعض احتمال حدوث اضطرابات عامة في روسيا. ومن المرجح أن تؤدي كل هذه العوامل إلى إثارة رغبة روسيا في إنهاء الصراع في أقرب وقت ممكن، مع محاولة تعزيز الحوار/المفاوضات حول شروط إنهاء النزاع.

ويبدو أن الغرب يدرك الطبيعة المصيرية لهذه الحرب والعواقب الوخيمة التي من المرجح أن تصاحب النجاح الروسي في أوكرانيا، بما في ذلك إمكانية توسع الطموحات الروسية. وربما يكون ذلك سببا في الموقف الحازم الذي تتخذه الولايات المتحدة والدول الأوروبية والإصرار على فرض ثمن باهظ على روسيا.

وتعد الأزمة في أوكرانيا اختبارا حرجا للإدارة الأمريكية، ومن الواضح أن استجابتها لهذا التحدي ستشكل أيضًا الموقف تجاه قيادة الرئيس بايدن، سواء في المسرح الدولي أو المحلي الأمريكي، خاصة قبل انتخابات الكونجرس النصفية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

وحتى لو تم تحويل انتباه المسرح الدولي نحو روسيا، فإن تهديد الصين لا يزال مركزيا بالنسبة للولايات المتحدة، ومن المرجح أن يؤثر تعامل الإدارة الأمريكية مع الأحداث الجارية في أوروبا على سلوك الصين في المستقبل بما في ذلك التهديدات ضد تايوان.

وتتطلب العواقب بالنسبة للشرق الأوسط مناقشة منفصلة، ومع ذلك، يبدو أن إسرائيل ودول أخرى تحاول الحفاظ على موقفها الحذر. ولكن يجب الانتباه إلى أن ائتلافًا واسعًا يتشكل على المسرح الدولي تحت قيادة الولايات المتحدة. وهذا التحالف يتحدث بشكل جماعي ضد روسيا ورئيسها، وهو على استعداد لدفع ثمن اقتصادي والمجازفة لأبعد حد من أجل إحباط التحديات التي تواجه النظام الحالي.

بالرغم من هدفها المتمثل في الحفاظ على علاقات جيدة مع روسيا، وبالتالي عدم تعريض مصالحها في سوريا والعراق للخطر، فقد قررت إسرائيل الوقوف إلى جانب الولايات المتحدة والغرب في إدانة العدوان الروسي في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة.

معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن