مفاوضات النووي الإيراني: تقدم من دون اتفاق نهائي

مفاوضات النووي الإيراني: تقدم من دون اتفاق نهائي
مفاوضات النووي الإيراني: تقدم من دون اتفاق نهائي

من دون تحديد موعد لاستئنافها، انتهت اليوم الأحد الجولة السادسة من مفاوضات فيينا حول النووي الإيراني بتأكيد مبعوث الاتحاد الأوروبي أن المحادثات “أحرزت تقدماً”، لكن “لم نصل بعد”، مؤكّداً أن المشاركين “سيكون لديهم فكرة أوضح عن كيفية إبرام اتفاق” لدى عودتهم إلى العاصمة النمساوية.

وقال إنريكي مورا إن “إيران والقوى العالمية الست أرجأوا المحادثات النووية للتشاور في عواصمهم”، مضيفاً أنه يتوقع أن تتوصل الوكالة الدولية للطاقة الذرية وطهران إلى اتفاق بشأن تمديد اتفاق التفتيش على أنشطة إيران النووية الذي ينتهي في 24 حزيران (يونيو).

إعداد للجولة الأخيرة

بدوره، قال مبعوث روسيا ميخائيل أوليانوف إن أحداً لا يعرف متى سيتم استئناف المحادثات.

وأشار إلى أن “المشاورات تهدف للإعداد لما يفترض أن تكون الجولة الأخيرة من المفاوضات”.

“مسافة كبيرة”

إلى ذلك، أكّد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أنه لا تزال هناك “مسافة كبيرة” لتقطعها الأطراف في ما يتعلق بقضايا رئيسية في محادثات إيران النووية.

وقال: “يجري التفاوض في فيينا حالياً بشأن أي العقوبات سترفع عن إيران”.

بعد انتخاب رئيسي

وعُقدت جولة المفاوضات هذه غداة فوز رجل الدين المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية في الجمهورية الإسلامية.

وهي جزء من المحادثات الجارية منذ مطلع نيسان (أبريل) والرامية إلى إعادة الولايات المتحدة للاتفاق النووي المبرم في العام 2015 ورفع العقوبات المفروضة على طهران مقابل الحدّ من برنامجها النووي.

وفي حين أبدى الاتحاد الأوروبي استعداده للعمل مع حكومة إيران الجديدة، شدّد على أنه “يجب استمرار الدبلوماسية لإحياء الاتفاق النووي”.

ورأى مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إنه لا يزال بوسع إيران والقوى العالمية التوصل إلى اتفاق لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بعد أن أسفرت انتخابات الرئاسة في إيران عن فوز رئيس من غلاة المحافظين، لكنه أشار إلى أن الوقت ينفد.

وقال جوزيب بوريل إن التوصل لاتفاق بات “قريبا جدا” وقد يجعل الشرق الأوسط أكثر أمنا ويجعل ملايين الإيرانيين يشعرون بالارتياح بعد أن أنهكتهم العقوبات المالية والنفطية التي أعادت الولايات المتحدة فرضها عقب انسحابها من الاتفاق قبل ثلاث سنوات.

وأضاف بوريل في تصريح لمجموعة من الصحفيين في بيروت “الوقت يداهمنا فيما يتعلق بهذه المفاوضات”. وتابع “قطعنا شوطا كبيرا في الجهود السياسية… لذلك آمل ألا تكون نتيجة الانتخابات هي العقبة الأخيرة التي ستفسد عملية التفاوض.. على حد علمي … لن يكون الأمر كذلك”.

وقال بوريل الذي التقى مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تركيا يوم الجمعة إنه لا يزال متفائلا.

ويترنح الاتفاق النووي التاريخي منذ انسحاب الولايات المتحدة منه في العام 2018 وإعادة فرضها عقوبات على الجمهورية الإسلامية. وقد دفع ذلك طهران إلى زيادة أنشطتها النووية التي كانت محظورة بموجب الاتفاق منذ العام 2019.

وفاز المحافظ المتشدد رئيسي بالانتخابات الرئاسية الإيرانية بنيله 62% من الأصوات.

وقال مفاوضون إنه من غير المتوقع أن تؤثر نتائج الانتخابات الرئاسية على المحادثات رغم أنّ توجهات رئيسي تعد على نطاق واسع مختلفة عن المواقفة المعتدلة لسلفه الرئيس حسن روحاني.

دبلوماسي أوروبي يحذر من نفاذ الوقت

قال دبلوماسي بارز في مجموعة الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق النووي إن “محادثات إحياء الاتفاق لا يمكن أن تستمر للأبد وهناك حاجة لاتخاذ قرار في هذا الشأن قريبا جدا”.

وتابع قائلا: “نواصل تحقيق تقدم لكن ما زلنا بحاجة لحل القضايا الأصعب. كما قلنا بوضوح من قبل الوقت ليس في صالح أحد. لا يمكن لهذه المحادثات أن تكون دون نهاية”.

وأضاف: “ستعود الوفود الآن للعواصم كي تتشاور مع القيادات. نحث كل الأطراف على العودة إلى فيينا وهي على استعداد لإبرام اتفاق. وقت اتخاذ القرار يداهمنا”.

“وثائق شبه جاهزة”

وقُبيل انعقاد الجلسة الرسمية الختامية للجولة السادسة، كشف كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي أن المجتمعين في العاصمة النمساوية باتوا اليوم “أقرب من أي وقت مضى للتوصل إلى توافق”.

وقال في تصريح للتلفزيون الإيراني الرسمي: “نحن الآن أقرب لاتفاق من أي وقت مضى، ولكن ملء بعض الفراغات للتوصل لاتفاق ليس سهلاً”.

كما أضاف أن الوفود المشاركة ستعود الى العواصم “ليس فقط للمزيد من التشاور بل لاتخاذ قرار”، بحسب تعبيره.

إلى ذلك، أوضح أن “كل وثائق الاتفاق باتت شبه جاهزة، بعد أن حلت خلافات كبيرة، ولم يتبق منها سوى القليل”. وأشار إلى أن “الأمور باتت واضحة الآن، كما أصبح معلوم ما هو ممكن وما ليس ممكناً”.

كذلك، شدد على أن الوقت حان لأطراف الآن لكي تتخذ قرارها.

اقرأ أيضاً:

• إيران: نحرز تقدما في مفاوضات فيينا ولا نتعجل للوصول إلى اتفاق

• رئيس وفد إيران للمفاوضات النووية: “الجولة القادمة قد تكون الأخيرة”

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن