مفاوضون امريكيون: نتنياهو يتحمل المسؤولية الكاملة عن فشل المفاوضات

المفاوضات

تحت عنوان كيف فشلنا؟ يكشف ناحوم برنياع في ملحق “يديعوت احرونوت” تصريحات لعدد من المسؤولين الأمريكيين الكبار الذين كانوا على صلة بمبادرة كيري، وأطلعوه على قصة فشل المفاوضات من وجهة نظرهم، شريطة أن لا يكشف هويتهم. ويقول برنياع ان ما قالوه كان قريبا من الرواية الأمريكية الرسمية، وان الرواية التي سمعها من الجانب الأمريكي تختلف بشكل جوهري عن الرواية التي عرضها وزراء الحكومة الاسرائيلية. كما ان الموقف الأمريكي يختلف عن الموقف الاسرائيلي بالنسبة للجانب المسؤول عن الفشل. ويصف الانتقاد الأمريكي للحكومة الاسرائيلية بجرح الحبيب، فاسرائيل غالية على قلوب الأمريكيين لكن الجراح صعبة.

وحسب برنياع فانه سيتم قريبا حل طاقم المفاوضات الأمريكي، بشكل كامل او جزئي، وأن كيري لم يقرر بعد ما الذي سيفعله، هل سينتظر عدة أشهر ثم يحاول استئناف المبادرة أم ينشر علانية المبادئ التي بلورها للاتفاق الاسرائيلي – الفلسطيني. فاذا فعل سيجعل الأطراف تدخل في حالة دفاع، كل على حلبته الداخلية، ولكنه سيعرض نفسه الى الانتقاد على الأخطاء التي ارتكبها.

ويضيف:” لقد رسم الأمريكيون بمساعدة برنامج محوسب الخط الحدودي في الضفة الغربية الذي ينقل الى اسرائيل قرابة 80% من المستوطنين الذين يعيشون هناك، مقابل اخلاء النسبة المتبقية. وفي القدس، يقسم الخط الحدودي المدينة حسب خطوط كلينتون، الأحياء العربية للفلسطينيين، والأحياء اليهودية لاسرائيل. وحسب المصدر فان الحكومة الاسرائيلية لم ترد على الخطوط المقترحة ولم تقم بطرح اقتراح بشأن الحدود”.

وفيما يلي ترجمة للنص الكامل للتصريحات التي ادلى بها المتحدثون الامريكيون لأهمية الحقائق الكثيرة التي يتم كشفها لأول مرة، ومن مصدر مباشر شارك في المفاوضات.

في ردهم حول سؤال عما اذا لم تكن المفاوضات محكومة بالفشل منذ يومها الأول، قال المتحدثون: “كان يتحتم بدء المفاوضات بقرار تجميد البناء في المستوطنات، واعتقدنا انه بسبب تركيبة الحكومة الاسرائيلية الحالية، لا يمكن التوصل الى ذلك، ولذلك تنازلنا عن الفكرة، ولم نفهم ان نتنياهو يستخدم مناقصات البناء في المستوطنات لضمان بقاء حكومته، ولم نفهم ان استمرار البناء يتيح لوزراء حكومته التخريب بشكل فاعل جدا على نجاح المفاوضات. هناك أسباب كثيرة لفشل الجهود، ولكنه يمنع على الاسرائيليين التهرب من الحقيقة المرة – فالتخريب الأساسي جاء من المستوطنات. الفلسطينيون لا يصدقون بأن اسرائيل تنوي حقا تمكينهم من اقامة دولة في وقت تواصل فيه البناء على الأراضي المعدة لتلك الدولة. والحديث عن بناء 14 الف وحدة سكن. والآن فقط، بعد انفجار المفاوضات فهمنا ان المقصود، ايضا، مصادرة مساحات شاسعة من الأرضي وهذا لا يتفق مع الاتفاق”.

وأضافت المصادر الأمريكية: “يصعب الآن رؤية كيف ستستأنف المفاوضات، او تحقيق اتفاق. لقد طالب ابو مازن عشية نهاية الفترة المحددة للمفاوضات، بتجميد البناء لثلاثة أشهر، وكان يفترض انه اذا تم التوصل الى اتفاق، فانه يمكن لاسرائيل ان تبني على طوال الحدود الجديدة كما تهوى، لكن الاسرائيليين رفضوا ذلك”.

وحول ما اذا لم يكن قرار اوباما اقصاء نفسه عن المفاوضات قد ساهم بفشلها، قالت المصادر الأمريكية: لقد دعم الرئيس وزيره كيري طوال الفترة، والمثال الأوضح على ذلك هو موافقته على الاستعداد لاطلاق سراح بولارد، رغم ان هذا القرار لم يكن سيمنحه التأييد في الأوساط الأمنية الأمريكية. بالاضافة الى ذلك، عندما وجه احد مساعدي الرئيس اتهاما لكيري بفشل المحادثات، من خلال تصريحات غير رسمية لصحيفة “نيوييورك تايمز”، خرج الرئيس عن المعتاد واعلن وقوفه العلني وراء وزير خارجيته. صحيح ان الرئيس اوباما كان متشككا، وكان واضحا منذ البداية أنه يشكك باستعداد القيادة في الجانبين لخوض المخاطر المطلوبة، وفي النهاية استخلص بأنه كان محقا.”

ويسأل برنياع المتحدثين الأمريكيين عما اذا كان يمكن التوصل الى اتفاق لو تدخل اوباما، فيجيب أحدهم: “لا، بشكل عام يعتبر تدخل الرئيس بالغ الأهمية، وجميعنا نتذكر كيف توسط الرئيس كارتر في كامب ديفيد بين بيغن والسادات، ونتذكر التدخل الحاسم للرئيس كلينتون بين نتنياهو وعرفات في محادثات “واي ريفر”، لكن الوضع هنا يختلف، لقد استثمر كيري الكثير من العلاقات الشخصية مع نتنياهو، وتحادثا هاتفيا ثلاث مرات اسبوعيا، وجرت محادثات مؤتمر عبر الفيديو، وقرابة 70 لقاء، وكانت العلاقات التي طورها حيوية جدا لضمان تليين مواقف نتنياهو، وتحركه الى الأمام. والرئيس لا يملك الوقت لكل هذه الجهود، ناهيك عن وجود رواسب سابقة بينه وبين نتنياهو. كل المفاوضات تعتبر حالة خاصة، وجولة المفاوضات هذه كانت حالة خاصة جداً”.

وقال المتحدثون الامريكيون انهم بذلوا كل جهد لإخراج عربة المفاوضات من الوحل العميق، لكنهم لم يجدوا لدى أي طرف شعورا بالإلحاح بينما كان كيري هو الوحيد الذي تعجل التوصل الى اتفاق”. وفي المقارنة مع مساعي كيسنجر بعد حرب يوم الغفران، للتوصل الى فصل للقوات مع مصر وسوريا، ومساعي بيكر بعد حرب الخليج التي ولدّت مؤتمر مدريد، قال المتحدثون الأمريكيون: “في نهاية الحرب يسود الشعور بالالحاح”، ثم أَضاف احدهم: “يبدو اننا بحاجة الى انتفاضة أخرى كي نخلق الظروف التي تتيح التقدم”. وقال المتحدثون: بعد 20 سنة من اوسلو تولدت حقائق وشروط لعب ترسخت عميقا في الأرض، وهذا الواقع يعتبر بالغ الصعوبة بالنسبة للفلسطينيين ومريحا للإسرائيليين”. وقالوا انهم كانوا يعرفون هذا الأمر مسبقا، لكنهم وضعوا عدم ايمانهم جانبا، كون كيري آمن، وآمنوا معه انه اذا لم يتم التوصل الى اتفاق الآن، فمتى سيتم ذلك؟ “لقد فكر كيري بالمستقبل، وآمن ولا يزال يؤمن بأنه اذا لم يتم التوصل الى اتفاق، فان الاوضاع ستصبح أسوأ بكثير مما هي عليه اليوم”.

وأضاف المتحدثون انهم فوجئوا عندما اكتشفوا بأن ما يحدث خلال المفاوضات لا يهم الاسرائيليين. وقالوا: “عندما قال وزير الامن موشيه يعلون ان كل ما يسعى اليه كيري هو الفوز بجائزة نوبل للسلام، كانت الاهانة كبيرة. لقد فعلنا كل ذلك من اجلكم ومن اجل الفلسطينيين، وبالطبع كان ذلك من مصلحة الاميركيين”. وأضافوا: “الكثير من الناس قالوا لنا لا تتوقفوا، وواصلوا، فقلنا لهم: ان الامر يعود لكم، تحملوا المسؤولية عن مصيركم. لكنهم لم يتحركوا وفضلوا ان نقوم نحن بالعمل من اجلهم. لقد كانت اللامبالاة العامة احدى المشاكل الصعبة التي واجهتنا”.

ويشير المتحدثون الى ان احد المفاوضين الفلسطينيين قال للإسرائيليين خلال احد اللقاءات: “انتم لا تروننا، نحن بالنسبة لكم شيئا شفافا وفراغ”. و”قد كان محقا في ذلك، فبعد الانتفاضة الثانية اقامت اسرائيل الجدار الفاصل، وتحول الفلسطينيون الى رياح بالنسبة للإسرائيليين، ولم تعد اسرائيل تراهم”.

وقال المتحدثون انهم لا يتمنون وقوع انتفاضة اخرى لأن ذلك سيكون مأساة، ويفترض بالشعب اليهودي ان يكون حكيما، رغم انه صعب المراس. وأَضافوا: “يفترض بكم اجادة قراءة الخارطة: في القرن الحادي والعشرين لن يواصل العالم تحمل الاحتلال الاسرائيلي، فالاحتلال يهدد مكانة اسرائيل في العالم، ويهدد اسرائيل كدولة يهودية”.

وتحدث المسؤولون عن المفاوضات خلال الأشهر الست الأخيرة، وقالوا انها كانت ثنائية برعاية امريكية، وأضافوا “ان المفاوضين التقوا قرابة 20 مرة، وفي احد اللقاءات غادر مارتين انديك الغرفة وابقى المفاوضين لوحدهم، وقد أتاحت هذه المحادثات تحديد الفجوات بين الطرفين. وفي كانون الأول استنتجنا انه آن الأوان لعرض مقترحاتنا، واجرينا اتصالات منفردة مع كل طرف، وجرت غالبية المحادثات بين كيري ونتنياهو مباشرة، في محاولة لإقناعه بمواقفنا وجسر الهوة. وفي هذه المرحلة شعر الفلسطينيون بالرضا لانهم شاهدوا الشرخ الذي حدث بين كيري ونتنياهو، والذي اصبح علانيا عندما قرر يعلون شن هجومه الشخصي على كيري.

“ولكن في الوقت الذي ركزنا فيه على تليين الجانب الاسرائيلي ساهمت مناقصات البناء في المستوطنات بمنع تليين مواقف ابو مازن، لقد فقد الثقة بإسرائيل، ووصل الامر الى القمة عندما قال نتنياهو بأن ابو مازن وافق على صفقة الأسرى مقابل البناء في المستوطنات، وهذا يجافي الحقيقة. لقد دخل ابو مازن المفاوضات وهو يساوره الشك بنوايا اسرائيل، وفي الواقع كان الجميع يشعرون بالشك، الا أن شكوك ابو مازن تمحورت حول نتنياهو، واتفاق اوسلو كان دليلا كافيا. لقد شاهد ابو مازن كيف فتحت اتفاقات اوسلو الباب لاضافة 400 الف اسرائيلي الى المستوطنات، ولم يكن بمقدوره تحمل ذلك أكثر.”

ويضيف المتحدثون انه “كانت هناك المزيد من الأمور التي صعبت الاوضاع. فلقد عرضت اسرائيل احتياجاتها الأمنية في الضفة، وطالبت بالسيطرة المطلقة على الأرض، وهذا يقول للفلسطينيين انه لن يتغير أي شيء في المسألة الأمنية. لقد عارضت اسرائيل الموافقة على جدول زمني، وقالت انها تريد السيطرة الى الأبد، فاستنتج ابو مازن ان الاتفاق لا يحمل أي شيء لصالحه. لقد اصبح ابو مازن في التاسعة والسبعين من العمر، ويمر في المرحلة الأخيرة من حياته، وهو يشعر بالتعب، ولذلك ابدى استعداده لمنح العملية فرصة أخيرة، لكنه ثبت له انه لا وجود لشريك في الجانب الاسرائيلي، وان ميراثه لن يشمل التوصل الى اتفاق سلام مع اسرائيل. وفي شباط الماضي وصل ابو مازن للقاء كيري في احد فنادق باريس، وقال انه يواجه ضغطا كبيرا، ويشعر باليأس. وقد رفض كل افكار كيري. وبعد شهر من ذلك، في آذار، دعي الى البيت الأبيض، وعرض اوباما امامه، شفويا، المبادئ التي بلورها الجانب الأمريكي، لكن ابو مازن لم يتجاوب.” واكد المتحدثون الامريكيون: “ليس صحيحا ما يدعونه لديكم من أن ابو مازن هرب من اتخاذ القرار.. انه لم يهرب، بل بكل بساطة انغلق على نفسه”.

ورفض المتحدثون الامريكيون قول تسبي ليفني بأن ابو مازن لم يتحرك عن مواقفه المعروفة بينما أظهر نتنياهو ليونة، وقالوا: “صحيح ان نتنياهو تحرك، ولكن ليس لكثر من اينش واحد، ونحن كان علينا استثمار جهد كبير في الموضوع. عندما حاولنا تحريك ابو مازن، لم ننجح، وقال انه قدم الكثير من التنازلات ولكن الاسرائيليين لم يقدروا ذلك”.

وفي ردهم على تساؤل برنياع حول التنازلات التي قدمها ابو مازن، قالوا: “لقد وافق على تحريك الخط الحدودي بحيث يتم ضم 80% من المستوطنين الى اسرائيل، ووافق على مواصلة السيطرة الامنية الإسرائيلية على مناطق معينة لمدة خمس سنوات (في غور الاردن)، على ان تستبدلها الولايات المتحدة بعد ذلك. لقد وافق على بقاء الاحياء اليهودية في القدس تحت السيادة اليهودية، ووافق على ربط عودة اللاجئين الى اسرائيل بمدى رغبة اسرائيل، والتزم بان إسرائيل لن تغرق باللاجئين. لقد قال لنا: قالوا لي انه لا يوجد أي زعيم عربي آخر يوافق على ما وافقت عليه، ولذلك فإنني لن اقدم أي تنازل آخر حتى توافق اسرائيل على الشروط التالية:

1) ان يكون ترسيم الحدود هو الموضوع الأول في المفاوضات، ويتم تلخيص الموضوع خلال ثلاثة أشهر.

2) يتم الاتفاق على موعد الانتهاء من سحب الاسرائيليين من مناطق السيادة الفلسطينية (إسرائيل وافقت على سحب قواتها من سيناء خلال ثلاث سنوات).

3) توافق اسرائيل على ان تكون القدس الشرقية عاصمة لفلسطين.

وقد رفضت اسرائيل هذه المطالب. ويوافق المتحدثون الامريكيون على ان موافقة اسرائيل على أي واحد من هذه المطالب كان سيؤدي الى تفكيك حكومة نتنياهو، وقالوا: “ان الحديث يجري عن تسويات مؤلمة، واذا كنت تبحث عن اسباب الفشل، فهذا هو احدها. لم ننجح بمواجهة أي طرف مع الحلول المؤلمة التي يطالبون بها. لقد رفض الاسرائيليون مواجهة احتمال تقسيم القدس الى عاصمتين، ولم يواجهوا معنى الانسحاب الكامل وانهاء الاحتلال”.

وبالنسبة لرفض ابو مازن الاعتراف بيهودية اسرائيل، قال المتحدثون انهم لم يفهموا ما الذي ازعجه في ذلك، فبالنسبة لنا ان الهوية اليهودية لاسرائيل هي مسالة مفهومة ضمنا. كنا نريد ان نصدق بان الموضوع بالنسبة للفلسطينيين هو مجرد تكتيك وانهم سيطالبون بشيء في المقابل، ولذلك كانوا يعارضون. وكلما شددت اسرائيل على هذا المطلب، كلما تعمق الرفض الفلسطيني. لقد ضخمت اسرائيل هذا الموضوع، واستنتج الجانب الفلسطيني ان اسرائيل تقوم بخديعة نتنة، وشككوا بوجود محاولة لانتزاع اعتراف منهم بالرواية الصهيونية”.

وبالنسبة لدور ليفني ويتسحاق مولخو في المفاوضات، قال المتحدثون ان ليفني كانت بطلة، لقد صارعت بكل قواها من اجل تحقيق التقدم، بينما شكل مولخو مشكلة كبيرة جدا بالنسبة لها. لقد تآمر عليها طوال الوقت، وفي كل مرة حاولت التقدم، كان يصدها”. ويقول برنياع ان كيري فهم في الفصل الاخير من مبادرته انه لن يتم التوصل الى اتفاق. لقد حاول الحصول على موافقة الطرفين على استمرار المفاوضات على الأقل، فطالب الفلسطينيون بإطلاق سراح اسراهم كما اتفق منذ البداية، وطالبت اسرائيل بإطلاق سراح بولارد، وعندها تم نشر المناقصة المتعلقة ببناء اكثر من 700 وحدة في حي غيلو في القدس، ففقد ابو مازن اهتمامه بالمفاوضات، وتوجه نحو حماس ومسألة من وكيف سيرثه.

وحسب الامريكيين فان “هذا هو التفسير لقيام عباس بفتح جبهة ضد محمد دحلان مؤخرا. ويضيف برنياع: “لقد فهم الامريكيون من الإسرائيليين ان نشر المناقصة في غيلو كانت عملا تخريبيا متعمدا من قبل وزير الإسكان اوري اريئيل، الذي يعارض بشدة التوصل الى أي اتفاق مع الفلسطينيين. لكن اريئيل انكر ذلك وادعى انه لم يعرف بتاتا بنشر المناقصة”.

ويقول برنياع ان الامريكيين يستصعبون التنبؤ بما سيحدث الان وما اذا كان فشل المفاوضات سيؤدي الى تعزيز مقاطعة اسرائيل. وقالوا ان المجتمع الدولي، خاصة الاتحاد الاوروبي امتنع عن القيام بأي خطوة خلال المفاوضات، والان ستبدأ المنافسة لملء الفراغ، ويمكن لاسرائيل مواجهة مشكلة كبيرة. فمن الآن لا يوجد ما يمنع الفلسطينيين من التوجه الى المجتمع الدولي. لقد يئسوا من الوضع الراهن، وسيحصلون في النهاية على دولتهم المستقلة، سواء بالعنف او التوجه الى المنظمات الدولية.

واضافوا ان المقاطعة والتوجه الى التنظيمات الدولية يعتبر مشكلة على المدى المتوسط، وستحاول امريكا مساعدة اسرائيل لكنه من المشكوك فيه ان ذلك سيساعد بما يكفي. ويحذر المتحدثون من ابعاد العقوبات التي قررت اسرائيل فرضها على الفلسطينيين. وقالوا: ان العقوبات الاقتصادية قد ترتد كالبوميرانج على اسرائيل، اذا سينهار الاقتصاد في الضفة، وسيقول ابو مازن: لا اريد التحمل اكثر، تسلموا الأمر. وهذا ينطوي على محفزات كبيرة للتدهور سينتهي بتفكك السلطة. وسيضطر جنود اسرائيل الى السيطرة على حياة 2.5 مليون فلسطيني، وستتوقف الدول الداعمة عن الدفع، وستتحمل خزينة المالية الاسرائيلية المصروفات التي تصل الى ثلاثة مليارات دولار سنويا.

وفي ردهم على تعقيب نتنياهو على بيان ابو مازن وتصريح عريقات بشأن الكارثة، قال المتحدثون انهم لا يرغبون بالتعقيب على رد نتنياهو، لكنهم أضافوا “ان اليمين المتطرف لديكم يستمتع بانهيار المفاوضات، وهو ليس مستعدا لتقبل أي لفتة واي تصريح ايجابي يصدر عن الجانب الثاني”.

وقالوا ان الولايات المتحدة ستعمل الآن على استخلاص العبر، فاستعداد كيري للعودة الى بذل الجهود يرتبط بمدى استعداد الجانبين لابداء الرغبة. لقد رفضت اسرائيل كل الشروط التي طرحها ابو مازن، وربما يقوم في اسرائيل من يعيد التفكير بمواقفها. ولماذا تعتبر اسرائيل تجميد البناء لمدة ثلاثة أشهر مسألة كبيرة، ولماذا ترفض ترسيم خرائط، سيما ان لدى اسرائيل مصلحة عليا في الاتفاق الذي سيتم التوصل اليه، من خلال التفاهم وليس بفعل ضغط خارجي. ان ترسيم الخارطة كان يجب ان يشكل المرحلة الأولى”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن