من جباليا إلى نابلس.. 31 عاما على انتفاضة الحجارة

مواجهات مع الاحتلال

من مخيم جباليا إلى البلدة القديمة في نابلس ومخيم بلاطة شرقي المدينة، الى مخيم نور شمس جنوب طولكرم، فمخيم قلنديا شمال القدس، إلى غزة ودير البلح وخانيونس ورفح، إلى مخيمي عسكر القديم والجديد وعين بيت الماء وبلدة بيت فوريك في نابلس.. امتدت الانتفاضة خلال 72 ساعة، لتدخل بعدها كافة مدن ومخيمات وقرى فلسطين انتفاضة الحجارة في منتصف كانون أول 1987 وحتى العام 1994.

من جباليا انطلقت، فكان أول الشهداء من أبناء جباليا البلد، ومخيم المغازي، بعد الحادثة الشرارة، التي استشهد فيها أربعة عمال على حاجز ايريز الاحتلالي مساء الثلاثاء 8 كانون الأول 1987، دهسه بشاحنة المستوطن المتطرف “هرتسل بوكبزا”، وهم: الشهيد طالب أبو زيد (46 عاما) من المغازي، والشهيد عصام حمودة (29 عاما) من جباليا البلد، والشهيد شعبان نبهان (26 عاما) من جباليا البلد، والشهيد علي إسماعيل (25 عاما) من المغازي.

في صباح اليوم التالي، الأربعاء 9 كانون الأول، أول أيام الانتفاضة، عم الغضب مخيم جباليا، وانطلقت المظاهرات العفوية الغاضبة، والتي تحولت إلى مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال، أدت الى استشهاد الشاب حاتم السيسي، ليكون أول شهيد في الانتفاضة المباركة.

متدحرجة من مخيم جباليا، إلى مخيم بلاطة ونابلس، سارت الانتفاضة إلى مجدها وعلوها، فاستشهد في 10 كانون الأول 1987، الفتى إبراهيم العكليك (17 عاما)، ولحقه في 11-12-1987 الشابة سهيلة الكعبي (19 عاما)، والفتى علي مساعد (12 عاما) من مخيم بلاطة، ثم قامت الانتفاضة، واشتعلت وازدهرت بمئات الشهداء، وعشرات آلاف الجرحى والأسرى.

ودارات الانتفاضة سبع سنوات، وهي تدور في كل بيت، وعائلة، وقلم، ومنبر، وجدار، وشارع، وحارة، وحي، ومدينة، ومخيم، وقرية في الضفة، وغزة، والقدس المحتلة، وأراضي عام 1948، كما تقول الأغنية الثورية: “في كل قرية وبيت وحارة، انتفاضتنا تظل دوارة”.

تشير معطيات مؤسسة رعاية أسر الشهداء والأسرى إلى: استشهاد 1550 فلسطينيا خلال الانتفاضة، واعتقال 100-200 الف فلسطيني خلال الانتفاضة، كما تشير معطيات مؤسسة الجريح الفلسطيني إلى أن عدد جرحى الانتفاضة يزيد عن 70 ألف جريح، يعاني نحو 40% منهم من إعاقات دائمة، و 65% يعانون من شلل دماغي أو نصفي أو علوي أو شلل في احد الأطراف، بما في ذلك بتر أو قطع لأطراف هامة.

كما كشفت احصائية أعدتها مؤسسة التضامن الدولي أن 40 فلسطينيا استشهدوا خلال الانتفاضة داخل السجون ومراكز الاعتقال الإسرائيلية، بعد ان استخدم المحققون معهم أساليب التنكيل والتعذيب لانتزاع الاعترافات.

وبحسب مركز المعلومات الاسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة (بيتسيلم) في الذكرى السنوية العاشرة للانتفاضة، فقد قتل 256 مستوطنا إسرائيليا، و127 عسكريا من قوات الاحتلال، وتم ترحيل 481 فلسطينيا من الأراضي المحتلة، وتعذيب عشرات الألوف من الفلسطينيين خلال استجوابهم، وإصدار 18000 أمر اعتقال إداري ضد الفلسطينيين، وهدم 447 منزلا فلسطينيا (على الاقل) هدما كاملا كعقوبة، وإغلاق 294 منزلا (على الاقل) إغلاقا تاما كعقاب، كما جرى هدم 81 منزلا فلسطينيا(على الاقل) هدما كاملا خلال قيام جنود الاحتلال الاسرائيلي بعمليات البحث عن المطلوبين، وهدم 1800 منزل فلسطيني (على الاقل) بحجة قيام أصحابها بالبناء من دون ترخيص.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن