من يشتري نفط داعش ؟

الوطن اليوم / وكالات | بالرغم من سيطرة “داعش” على أغلب آبار النفط المتواجدة في منطقة الجزيرة السورية، وهو ما ضمن للتنظيم أهم مورد لبقائه وتمدده إلى جانب مصادر تمويل أخرى ثانوية، إلا أن النظام السوري تمكن من توفير احتياجاته من الطاقة حتى الآن.

وكشف الدكتور أسامة قاضي، رئيس مجموعة عمل اقتصاد سوريا أن النظام السوري لجأ إلى التعامل مع “داعش” فيما يتعلق باحتياجاته من النفط الذي يسيطر على معظم حقوله، في منطقة الجزيرة بسوريا.

وتشير المعلومات إلى أن ما يسمى بـ “والي الرقة” المدعو بأبي لقمان يشكل حلقة الوصل بين “داعش” والنظام السوري، فهو المكلف بإدارة عمليات تزويد النظام اليومية بالنفط والغاز.

ويوضح رئيس مجموعة عمل اقتصاد سوريا: “هناك معلومات تدل على وجود عقد بين النظام و”داعش” فيما يخص حقل “توينان”، ينص على قيام التنظيم بحماية الحقل وتأمين وصول المواد الخام إلى مصافي النظام، فيما يقوم الأخير بتأمين الصيانة والمهندسين لإدارتها، على أن تقسم الأرباح إلى قسمين: 60% للنظام و40% لتنظيم داعش”.

يتابع قاضي: “لقد قام النظام بإرسال عدّة ورشات لصيانة تلك المصافي آخرها منذ فترة ليست بالبعيدة، وتفيد معلومات بأن النظام يشتري مادة المازوت من تنظيم داعش بـ 55 ليرة سورية ليبيعها للمواطن السوري بـ 125 ليرة”.

الإنتاج اليومي من النفط

ويرى قاضي أن إنتاج تنظيم داعش من النفط قد لا يتعدى 50 ألف برميل يوميا، خاصة بعد التخوف من ضربات التحالف، حيث يبيع التنظيم البرميل الواحد بسعر يصل إلى 15 دولارا.

في المقابل، تفيد تقديرات لجهات أخرى مطلعة بأن إنتاج داعش من النفط السوري يصل إلى 100 ألف برميل يوميا، تذهب غالبيتها إلى النظام السوري، أما الباقي فيشتري به داعش “صداقات تركية” تندرج ضمن تعاملات أخرى تشمل شراء الأسلحة والسيارات وحتى المعلومات الاستخباراتية من جهات تركية، وفقا لما صرح به مصدر مطلع لموقع “العربية”.

ويقول المصدر إن “هناك مافيا لتجارة النفط السوري القادم من داعش داخل سوريا تدار من قبل شخصيات من عائلة الأسد الذين يصدرونه من ميناء طرطوس تحت إدارة تجار روس ينقلونه إلى أوروبا، ومن ميناء بانياس عبر الحكومة السورية نفسها”.

وعلى الحدود مع تركيا، تنشط سوق أخرى لـ “نفط داعش”، تتم من خلال وسطاء فيما يخص المشتقات النفطية وليس النفط خام، عبر طريق يطلق عليه داعش الطريق العسكري، يقع غرب مدينة جرابلس من قرية “عرب عزة”، وتتم عمليات هذه السوق السوداء أيضا عبر منطقتي “تل أبيض” و”سلوك” الحدوديتين اللتين توجد فيهما العديد من مصافي التكرير والأنابيب الضخمة لتهريب النفط.

ويفيد مصدر مطلع بأن الحكومة التركية تعرضت لضغوط غربية نتيجة تحقيقات سرية أجراها مجلس الأمن الدولي بناء على معلومات أميركية وعربية، أعلنت بعدها أنقرة عن مصادرة 80 ألف برميل من “نفط داعش” كانت الدول الغربية قد وجهت إلى تركيا استفسارا حولها بعدما تبين أنها كانت مجهزة للتصدير من ميناء تركي.

وتشير معلومات إلى أن “داعش” يبيع النفط للوسطاء من مواقع منصات الإنتاج بمبلغ 12 دولارا، ومن الحدود بسعر 18 دولارا، حيث يشتريه التجار الأتراك المحميون من شخصيات سياسية تركية بمبلغ 18 دولارا للمشتريات المباشرة من داعش ومن الوسطاء بقيمة 20 دولاراً، ليبيعونه بسعر 25 دولاراً لشركة النفط الوطنية التركية، وللشركات الخارجية بسعر 30 دولار”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن