موقع عبري يتحدث عن أسباب خشية إسرائيل المصالحة المصرية – القطرية

قطر مصر

الوطن اليوم| تعكف إسرائيل حاليا على دراسة الانعكاسات المترتبة على المصالحة المصرية القطرية بالنسبة للجانب الإسرائيلي، بحسب ما قاله موقع “واللا” العبري، بأن تلك المصالحة بين البلدين من شأنها أن تؤدي على المدى القريب إلى المساهمة في إعادة إعمار قطاع غزة، والحفاظ على حالة الهدوء النسبي في المستوطنات الجنوبية، لكنها في المستقبل البعيد ستعمق من تغلغل إيران في قطاع غزة، وستدفع بحركة حماس إلى احضان طهران، مما سيسهل للأخيرة أن تملأ الفراغ الذي سيتركه الجانب القطري.

وأضاف الموقع الإسرائيلي المعروف بقربه من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أن المنظومة الأمنية والسياسية في إسرائيل تعكف خلال الأيام الماضية على تحليل ما يجري في العالم العربي والمصالحة بين مصر وقطر، مشيرا إلى أن هذه المصالحة سيكون لها انعكاسات ليس فقط على الخصمين السابقين، بل على الجيران مثل السعودية ودول الخليج وغزة وإسرائيل.

وشدد “واللا” على أن وسائل الإعلام الإسرائيلية اكتفت فقط برصد قصة المصالحة، بسبب قرب الانتخابات الإسرائيلية، لكن المخابرات الإسرائيلية ووزارة الخارجية يهتمان بهذا الموضوع بشكل كبير.

ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن هذه الحادثة يمكنها أن تغير الخارطة الاستراتيجية حولنا، وسنأخذ وقتا كبيرا حتى نفهم انعكاسات هذا الحدث، من وجهة نظرنا النقطة الأهم هي التأثير على حركة حماس، لكن هناك العديد من القضايا المتعلقة بهذه المصالحة.

وقال المحلل الإسرائيلي في موقع “واللا” “أمير تيفون” إن الفترة ما بين 2011 – 2013 شهدت تناميا غير طبيعي لقوة قطر على الصعيد الإقليمي، وأصبحت من اللاعبين المركزيين في منطقة الشرق الأوسط، وقد أدى هذا التنامي إلى وضع ضغوط كبيرة على باقي دول مجلس التعاون الخليجي التي رفضت في مجملها ثورات الربيع العربي، على عكس قطر، التي دعمت بعض التنظيمات الإرهابية وحركات التمرد خاصة في سوريا.

وشدد المحلل الإسرائيلي على أن المصري، عبدالفتاح السيسي، هو الشخص الوحيد الذي أغضب قطر، ونجح في كبح جموح هذه الدولة، وهو ما أحدث تغيرا في مسيرة العالم العربي، مشيرا إلى أن القطريين فهموا أن السيسي جاء إلى السلطة ليبقى فيها.

ولفت تيفون إلى أن الخلاف السعودي القطري بشأن مصر، أدى بالسعودية وجيرانها الخليجيين إلى مقاطعة قطر وعزلها خلال العام الماضي.

من جهته قال أستاذ علوم الشرق الأوسط بالجامعة العبرية، البروفيسور “إيلي فودا” إن حالة العزلة التي عاشتها قطر أدت بأميرها الصغير وجوقته إلى الفهم أنه يتوجب عليه سلك طريق آخر، فعرفوا أن السيسي باق في السلطة، ولن يتمكنوا من الإطاحة به، وأن التهديد الذي يمثله تنظيم داعش لبعض الأنظمة العربية سيصل إليهم في نهاية الأمر.

قطر وحماس

وشدد الموقع الإسرائيلي على أن قطر لا يمكنها في الوقت الحالي إدارة ظهرها لحركة حماس، والدليل على ذلك إقالة مدير المخابرات المصرية الذي قاد حربا ضروسا ضد حماس، مشيرا إلى أن الحكومة المصرية ترى أن محاربة حركة حماس أقل أهمية من التصدي لجماعة الإخوان في مصر.

فرصة إيرانية

ويذهب رئيس مكتب التمثيل الإسرائيلي لدى قطر في الفترة من 1999 – 2001، إيلي أفيدار، إلى أن المصالحة بين مصر وقطر تضع حماس في أزمة استراتيجية، خاصة وأن تجربة التوصل لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل خلال عملية الجرف الصامد، أثبتت أنه إذا أرادت السعودية ومصر أمرا فإنه سيحدث، حيث حاولت حماس جعل الاتفاق يتم بوساطة قطرية، لكن مصر تصدت لهذا الطرح، وتم في النهاية حسبما أرادت، وكانت يد قطر بعيدة عن ذلك.

وأشار الدبلوماسي الإسرائيلي إلى أن قطر بدأت فعليا في تقليل دعمها لحماس، وهو ما دفع الأخيرة إلى إعادة ترتيب أوراقها والتوجه إلى الجانب الإيراني لتعويض خسارتها القطرية، لافتا إلى أن طهران تحاول إيضا تحسين علاقتها مع الجانب السعودي خلال الآونة الأخيرة.

مصر وتركيا

وتطرق فودا أيضا إلى العلاقات التركية المصرية، مشيرا إلى أن أمير قطر زار أنقرة ليخبر الجانب التركي بالتغيير في سياساته والمصالحة مع مصر، مؤكدا أن قطر ستسير في اتجاه المصالحة مع مصر والسعودية أو ما أطلق عليه “المعسكر البراجماتي” حتى لو أدى ذلك إلى الإضرار بعلاقاتها مع تركيا.

وأشار موقع “واللا” إلى أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي نجح من خلال هذه المصالحة في إعادة مصر إلى دورها الريادي في المنطقة العربية والشرق الأوسط، وأثبت للجميع أنه شخص براجماتي يدرك ماهية المخاطر المحدقة بالعالم العربي ويعمل على مجابهتها، مشيرا إلى أنه ليس من محبي القطريين، ولا من محبي إسرائيل، ولكنه يتعامل مع الجانبين من أجل تحقيق أهداف بلاده الاستراتيجية.

واستبعد الموقع الإسرائيلي أن تؤدي المصالحة المصرية القطرية إلى إعادة العلاقات الدبلوماسية بين قطر وإسرائيل، مشيرا إلى أن الأولى تتدخل في الشأن الداخلي الإسرائيلي من خلال العمل على توحيد الأحزاب العربية في إسرائيل داخل كتلة واحدة استعدادا للانتخابات المقبلة في شهر مارس من خلال النائب السابق بالكنيست، عزمي بشارة، الذي يقيم في قطر، كما أن إسرائيل شنت حربا شعواء على قطر خلال الآونة الأخيرة من خلال إبراز دعمها للتنظيمات الإرهابية، وهو ما قوض جهود قطر الرامية إلى تحسين صورتها لدى الرأي العام الغربي، ولذلك لا يمكن الحديث عن عودة العلاقات في المرحلة الراهنة.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن