ميدل إيست آي: ما هي الخطوة القادمة للصدر بعد الفوز في الانتخابات؟

ميدل إيست آي: ما هي الخطوة القادمة للصدر بعد الفوز في الانتخابات؟
ميدل إيست آي: ما هي الخطوة القادمة للصدر بعد الفوز في الانتخابات؟

بعد الانتخابات العراقية الأخيرة، تزايد نفوذ تحالف “سائرون” الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر مع استحواذه على 74 مقعدا وهو رقم كبير بالنسبة للمقاعد الـ165 المطلوبة لحصول أي حكومة على ثقة البرلمان المكون من 329 مقعدا.

وفيما يخص الأحزاب السنية الرئيسية، فقد حصل تيار “تقدم” الذي يتزعمه رئيس البرلمان محمد الحلبوسي على 34 مقعدا فيما حصل تحالف “عزم” الذي يتزعمه رجل الأعمال خميس الخنجر على 15 مقعدا.

وتمكن ائتلاف “دولة القانون” الذي يقوده رئيس الوزراء السابق نوري المالكي من زيادة عدد نوابه من 25 إلى 35، ما سيجعله من اللاعبين الأساسيين في صناعة القرار. بينما كانت أكبر مفاجأة هي انهيار كتلة “الفتح” الموالية لإيران بقيادة هادي العامري، حيث تراجع عدد مقاعدها من 60 إلى 17 مقعدًا.

أما بالنسبة للأكراد، فقد توسع “الحزب الديمقراطي الكردستاني” الذي يتزعمه مسعود بارزاني من 25 إلى 33 مقعدا، ما يزيد من فرصه في تعيين رئيس جديد للجمهورية ليحل محل الرئيس الحالي برهم صالح.

الفراغات السياسية

ومن الطبيعي أن تحتج الأحزاب الموالية لإيران على نتائج الانتخابات، لكن إعادة الفرز المستمرة لن تغير النتيجة بشكل كبير، وسيتعين عليهم في نهاية المطاف أن يتقبلوا رسالة الناخبين؛ فقد ​​كان التصويت بمثابة توبيخ ورفض كبير لهم.

لكن هذه القضية منفصلة عن الواقع القاسي لظروف تشكيل الحكومة القادمة. وإذا كانت التجربة السابقة ذات دلالة، فيمكن أن تمتد عملية تشكيل الحكومة لعدة أشهر، كما يمكن أن تكون النتيجة بعيدة جدًا عن الإرادة التي عبر عنها الشعب في أكتوبر/تشرين الأول.

وتتسبب الفراغات السياسية في عدم الاستقرار كما تجلى في هجوم الطائرة المسيّرة على محل إقامة رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي في وقت سابق من هذا الشهر.

ومنذ الغزو الأمريكي عام 2003، كانت السياسة العراقية (خاصة القدرة على تعيين رئيس الوزراء) خاضعة للمنافسة بين الولايات المتحدة وإيران.

فهل سيتبع الصدر نفس السيناريو، أم سيتمرد على القواعد غير المكتوبة لهذا النظام السياسي القائم على المحاصصة؟ مع العلم بأن نظام المحاصصة حافظ عل سلطات وامتيازات الكتل السياسية المختلفة بشكل مستقل عن نتائج الانتخابات.

إرث الصدر

إلى جانب كتلته في البرلمان، فإن أهم الأصول السياسية لـ”الصدر” هي أنه وريث أحد أهم الأسر عند الشيعة والتي يزعم نسبها للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ويدعي “الصدريون” صلة مباشرة مع العلماء البارزين ولهم نفوذ هائل وهيبة في العراق وأماكن أخرى، كما قادوا التمرد ضد البريطانيين في عشرينات القرن الماضي.

وأصبح الإمام موسى الصدر الزعيم الروحي للشيعة اللبنانيين، وساهم في إحيائهم قبل أن يختفي في ظروف غامضة في ليبيا عام 1978، وقام صدام حسين بإعدام محمد باقر الصدر ومحمد صادق الصدر (والد مقتدى) في عامي 1980 و1999 على التوالي، وكلاهما بسط من قاعدته في النجف نفوذاً قوياً على الشيعة العراقيين وحتى على الثورة الإيرانية عام 1979.

أما مقتدى الصدر الذي كان مراهقًا في ذلك الوقت، فقد فُرضت عليه الإقامة الجبرية في غرفة واحدة لمدة عقد تقريبًا بأمر من صدام حسين.

وإلى جانب مقاومته المسلحة ضد الاحتلال الأمريكي بين عامي 2003 و 2008، فإن هذا الإرث عزز مصداقيته السياسية ومنحه القدرة على إخراج ملايين المؤيدين في شوارع بغداد من معقله الشمالي الشرقي مدينة الصدر.

ووفقاً لمؤيديه، يمتلك مقتدى الصدر القدرة على شل العاصمة بمجرد أمر منه، وهي ورقة لا يستطيع لعبها سوى القليل من السياسيين العراقيين. وبالنظر إلى قوته المتزايدة بعد الانتخابات الأخيرة، حان الوقت للتساؤل عما يفكر فيه “الصدر” بالفعل وكيف يقيّم مستقبل العراق السياسي.

علاقة معقدة مع إيران

مثل أسلافه؛ يرفض مقتدى الصدر الوجود الدائم للقوات الأمريكية كقوة احتلال أو قتال، ومع ذلك فهو منفتح على الوجود العسكري الأمريكي للتدريب أو الدعم اللوجستي للجيش العراقي الذي يعترف يعتمد على المشتريات العسكرية الأمريكية.

في المقابل، يتمتع مقتدى الصدر بعلاقة طويلة ومعقدة مع إيران، وهي العلاقة التي يصعب على المراقبين الخارجيين فهمها.

وعندما يرى مقتدى الصدر نفسه معرضًا للتهديد في العراق، يقضي فترات طويلة في إيران، ويدرك مقتدى الصدر أن العلاقات بين البلدين أصبحت غير قابلة للكسر، لكنه يعارض أيضًا الميليشيات الموالية لإيران التي تعمل داخل العراق، كما يعارض تدخل طهران فيما يعتبره شؤون بلاده الداخلية.

وقالت مصادر لموقع (ميدل إيست آي) إن مقتدى الصدر يؤيد زيادة العلاقات مع روسيا والصين للمساعدة في تنمية العراق شريطة أن يتم ذلك لمصلحة العراق ودون أي قوة “فيتو” خارجية، وينطبق الشيء نفسه على السعودية.

وشددت المصادر على ضرورة عدم الخلط بين معارضته للميليشيات الموالية لإيران وبين معارضته لـ”وحدات الحشد الشعبي”، فهذا وضع أكثر تعقيدًا بكثير. ويعد هذا الأمر مهما لأن التحليل الغربي يميل عادةً إلى الخلط الخاطئ بين قوات “الحشد الشعبي” والميليشيات الموالية لإيران.

كما يقال أيضًا إن مقتدى الصدر متردد في ترك العراق ينجرّ إلى “محور المقاومة”، وهو تحالف عسكري وسياسي تقوده إيران بمشاركة سوريا و”حزب الله” ضد الغرب وإسرائيل والسعودية.

ومن وجهة نظر مقتدى الصدر، فإن الهدف الأساسي ينبغي أن يكون نهضة العراق، وتحقيقاً لهذه الغاية يجب على البلاد أن تبتعد عن المخططات السياسية الإقليمية.

التحالف مع الأحزاب السنية

وعندما سئلت مصادر في مكتب مقتدى الصدر بشأن ما إذا كان ينبغي على العراق الانضمام إلى “اتفاقات إبراهيم” وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، كانت الإجابة بالنفي الشديد.

ويهدف مقتدى الصدر وفق قولهم إلى إنشاء أجندة وطنية وتحرير العراق من سياسات القوى الإقليمية والدولية التي ظلت على مدى عقدين من الزمن تسوي حساباتها على الأراضي العراقية مع إعطاء الأولوية لإعادة إعمار البلاد ورفض أي تدخل خارجي على الإطلاق.

أما بالنسبة للحكومة العراقية الجديدة، فتشير مصادر النجف إلى نية “الصدر” تحرير نفسه من “الفيتو” الذي تمارسه معظم الكتل الشيعية والبحث عن ائتلاف محتمل مع حزبي “الحلبوسي” و”الخنجر” السنيين و”الحزب الديمقراطي الكردستاني” بقيادة “بارزاني”. وإذا نجح الزعيم العراقي في خطته لتشكيل الحكومة الجديدة، فستكون هذه محاولة واضحة للتغلب على الانقسام الطائفي وتعزيز المزيد من الحوكمة الائتلافية في العراق.

وتقترب مقاعد الكتل الثلاث مجتمعة من عتبة 165 المطلوبة للفوز بالتصويت على الثقة، ويمكن أن يسمح انضمام أحزاب صغيرة بالوصول إلى مثل هذا الهدف. ويبقى أن نرى ما إذا كانت الكتل الشيعية وصانعي القرار الآخرين، ولا سيما المالكي والعامري، سيوافقون على خطة الصدر، ناهيك عن الميليشيات الموالية لإيران.

ووفق هذا المنظور، يبدو أن الهجوم الأخرق بالطائرة المسيرة على منزل “الكاظمي” يعد بمثابة طلقة تحذير وليس تهديدًا شخصيًا مباشرًا.

ومع ذلك، فإن التحالف الذي يبدو أن “الصدر” يفكر فيه قد يصطدم بتوجه تحرير العراق من التدخلات الخارجية، حيث ينسب نفوذ كبير لتركيا على حزبي “الحلبوسي” و”الخنجر”، كما ينسب نفوذ كبير للولايات المتحدة وإسرائيل على “الحزب الديمقراطي الكردستاني” برئاسة “بارزاني”.

وستكون الأسابيع المقبلة في العراق متوترة، وسيكون هناك تصفية حسابات بين الكتل المتنافسة المؤيدة لإيران في العراق، إن لم تكن داخل الحرس الثوري الإيراني نفسه. ولن تكون هذه الفترة سهلة بالنسبة لقائد الحرس الثوري الإيراني “إسماعيل قآني”.

كما تجدر الإشارة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على (ميدل إيست آي) وقد قام فريق التحرير في صحيفة (الوطن اليوم) الإلكترونية بالتأكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل أو الاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدات هذا الخبر من مصدره الأساسي.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن