ناشينال إنتيريست: كوشنر لا يمكن له جلب السلام للشرق الأوسط

غاريد كوشنر

قالت مجلة “ناشينال إنتيريست” إن غاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره، لا يمكن له أن يجلب السلام للشرق الأوسط، مؤكدة أن هذه المهمة فشل في تحقيقها دبلوماسيون كبار من ذوي الخبرة والشأن؛ ومن ثم لا يمكن لكوشنر، الذي لا يملك خبرة سياسية، أن يعقد مثل هذه الصفقة.

وتابعت المجلة الأمريكية أنه “إلى الآن، ما زالت أصداء الزيارة السرية التي قام بها كوشنر إلى المملكة العربية السعودية تتوالى، خاصة أنها أثارت جدلاً واسعاً، فهو يحاول أن يعثر على الكأس المقدسة التي تتمثل في سلام الشرق الأوسط، خاصة أن كوشنر يرى أن مصر هي مفتاح حل النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي وأن مفتاح مصر موجود في أبوظبي والرياض”.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وعد بتحقيق صفقة السلام في الشرق الأوسط، وأنها ستكون الجائزة النهائية لتأكيد تفوقه على أسلافه ممن لم يتمكنوا من تحقيق هذا السلام.

وتتساءل: هل يملك كوشنر تلك الدبلوماسية والمهارة القادرة على تحقيق هذا السلام؟ خاصةً أن تلك المهمة فشل فيها كبار الساسة والدبلوماسيين ممن لديهم خبرة تفوق خبرة كوشنر بكثير، مؤكدة أن هذا الأمر مشكوك فيه.

ما حدث بالضبط، كما تقول “ناشينال إنتيريست”، خلال اجتماعات كوشنر في الشرق الأوسط، ما زال غير معلوم، ولكن منتقديه يزعمون أنه أعطى ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الضوء الأخضر لإطلاق عملية التطهير داخل أسرة آل سعود، خاصة أن موقف الإدارة الأمريكية من تلك الاعتقالات وأيضاً استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري من الرياض، أعطيا انطباعاً بأن البيت الأبيض لا يمانع في ذلك.

وفي الوقت الذي يسعى فيه كوشنر إلى تحقيق صفقة السلام، لا يبدو أنه مدرك أن السعودية، التي تأمل أن تصبح قائدة للعالمَين العربي والإسلامي، لديها القدرة على الضغط على الفلسطينيين وحكومة نتنياهو، خاصة أن كلا الطرفين لديه أجندات خاصة، ليست بالضرورة تتفق مع مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية.

وتتابع: “الإشارات القادمة من الرياض تؤكد أن ولي العهد السعودي يأمل أن يهاجم الإسرائيليون حزب الله؛ من أجل توجيه ضربة قاسية لسياسات إيران التوسعية في المنطقة، حيث إن الرياض تشعر بتهديد إيران، وخاصة مع النشاطات المتزايدة لحزب الله الذراع الإيرانية في المنطقة، حيث لعب الحزب دوراً كبيراً في الإبقاء على نظام بشار الأسد بسوريا، كما أن إيران والحزب يعملان جنباً إلى جنب مع مليشيا الحوثيين في اليمن”.

لقد شن السعوديون حرباً في اليمن عام 2015؛ من أجل مواجهة نفوذ إيران هناك، كما أنهم يواصلون الضغط على قطر بحصارها؛ “لفك ارتباط الدوحة مع حركة حماس وجماعة الإخوان المسلمين”، في حين أن القوات السعودية توجد في البحرين منذ عام 2011؛ لقطع الطريق على تحركات إيران في البحرين وحماية حكم آل خليفة، وكل ذلك أدى إلى استنزاف الموارد السعودية؛ ومن ثم فإنه لا يمكن للسعودية أن تذهب وحدها إلى حرب حزب الله، بحسب المجلة.

طموحات ولي العهد السعودي ومشاكل إسرائيل مع حزب الله، هي -على ما يبدو- “الخيط الرفيع” الذي يحاول من خلاله كوشنر التوصل إلى اتفاق سلام الشرق الأوسط.

قد يكون السعوديون مستعدين لهذا السلام إذا شنَّت إسرائيل حرباً على حزب الله، على الرغم من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رفض الاشتراك في أي عملية سلام خلال السنوات القليلة الماضية، ولكن ربما يكون مستعداً هذه المرة؛ “ذلك سيساعده على إقناع الجمهور بأن الوقت غير مناسب لتوجيه اتهامات له في قضايا فساد صفقة الغواصات الألمانية التي ينظر فيها المدعي العام الإسرائيلي”، بحسب أحد خصومه السياسيين.

وبحسب صحيفة “المونيتور”، فإن نتنياهو قد ينظر إلى خطة السلام بإيجابية على أمل أن يعزز رصيده المحلي، خاصة أن فكرة التعاون الإقليمي مع السعودية يُفترض أن تؤدي إلى تعاون إسرائيلي-فلسطيني.

آخر شيء تحتاجه منطقة الشرق الأوسط الآن، تقول المجلة، هو اندلاع صراع جديد، “ولحسن الحظ، فإنه ليس لدى إسرائيل أي مصلحة الآن لمهاجمة حزب الله، وهو ما سبَّب إحباطاً سعودياً؛ ومن ثم فإن حافزهم للضغط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس بات أقل”.

هذه التناقضات الكبيرة التي تعيشها المنطقة، لا يبدو أن كوشنر قد استوعبها، مما يعني أن الرئيس ترامب بحاجة إلى شخص لا يمتلك تأثيراً كبيراً في البيت الأبيض وحسب، وإنما أيضاً خبرة عميقة كمبعوث للسلام في الشرق الأوسط، ومن هنا فإن التقارير التي باتت ترِد من البيت الأبيض، تشير إلى أن ترامب بدأ بالفعل خفض تأثير كوشنر في ملفات السياسة الأمريكية، بحسب “ناشينال إنتيريست”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن