ناشيونال إنترست: التقارب السعودي التركي يثير قلق إيران

ناشيونال إنترست: التقارب السعودي التركي يثير قلق إيران
ناشيونال إنترست: التقارب السعودي التركي يثير قلق إيران

رأت مجلة (ناشيونال إنترست) الأمريكية، أن التحسن الأخير في العلاقات بين السعودية وتركيا يثير قلق إيران نظرا لأنه يشكل خطرا على نفوذها.

ولفتت في تقرير الأحد إلى أنه على الرغم من كونها جزءًا من جهود المصالحة الإقليمية الأوسع نطاقاً، جذبت زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى تركيا الكثير من الاهتمام في المنطقة وخارجها، لا سيما من إيران.

ورأت المجلة أن حقيقة أن جولة ولي العهد شملت مصر والأردن، وهما من حلفاء الرياض الإقليميين، أثارت شكوكًا كبيرة في طهران، التي اعتبرت تحرك بن سلمان جزءًا من المحور المناهض لإيران في المنطقة.

وأوضحت أنه خلال زيارة أردوغان للسعودية، أبدت إيران استياءها من عملية مصالحة أنقرة مع الرياض، إذ عكست العديد من الشخصيات الإيرانية الرسمية وشبه الرسمية والفكرية ووسائل الإعلام، بما في ذلك تلك التابعة للحرس الثوري الإيراني، وجهات نظر سلبية بشأن التطبيع بين أنقرة والرياض، مستشهدة بالتأثير المحتمل لمثل هذه العملية على نفوذ طهران الإقليمي ومصالحها.

• أردوغان: تجاوزنا الخلافات مع السعودية والإمارات

وذكرت المجلة أنه بعد زيارة بن سلمان إلى تركيا، حافظت إيران على وجهات نظرها غير المرحبة بتوثيق العلاقات بين البلدين الإقليميين، مشيرة إلى أن موقف إيران “العدائي” انعكس في التغطية القاسية لزيارة ولي العهد السعودي في وسائل الإعلام الإيرانية على الرغم من ادعاء طهران بأنها تتعامل بشكل إيجابي مع الرياض.

ولفتت إلى أنه بالتوازي مع خطابها الإعلامي المناهض للسعودية، كثف وكلاء طهران جهودهم لاستهداف المواقع العسكرية التركية، لا سيما في شمال العراق.

وأشارت إلى أنه يمكن ملاحظة حرب استنزاف منخفضة الشدة في العراق بين القوات التركية المتمركزة في قواعد استكشافية في شمال العراق ووكلاء شيعة مدعومين من إيران، وبشكل أساسي وحدات الحشد الشعبي وكتائب حزب الله.

تنافس إقليمي

وأعربت المجلة عن اعتقادها بأن التنافس الإقليمي بين السعودية وإيران ليس أقل إثارة للجدل بعد أن قطعت الدولتان العلاقات الدبلوماسية بالكامل في أوائل عام 2016، إثر اقتحام السفارة السعودية في طهران، لافتة إلى أنه على الرغم من جهود الوساطة المستمرة التي يقوم بها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، لم يتم إحراز أي تقدم في تسوية مؤقتة بين الرياض وطهران بعد 5 جولات من المحادثات.

وقالت المجلة في تقريرها: “في ظل هذه الخلفية الجيوسياسية، تنذر المصالحة بين تركيا والسعودية ورفع العلاقات الثنائية إلى مستوى إستراتيجي بمشاكل للسياسة الخارجية الإقليمية لإيران.. وبالاقتران مع مبادرات التطبيع الأخرى في المنطقة، والمتمثلة على سبيل المثال، في زيارة أمير قطر للقاهرة الشهر الماضي، من المؤكد أن التقارب بين أنقرة والرياض سيقيد النفوذ الذي تتمتع به إيران حتى الآن في الدبلوماسية الإقليمية”.

واعتبرت المجلة أن كل من تركيا والسعودية تشعران بالقلق من تداعيات إحياء الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى، خاصة أن أي تسوية خالية من الإجراءات الجوهرية التي تعالج التدخل الإيراني في السياسة الإقليمية غير كافية، وهي مقلقة للعديد من الدول في المنطقة.

وتابعت: “تشعر إيران بالقلق من أن التقارب البراغماتي للسياسات الإقليمية بين أنقرة والرياض، من المتوقع أن يعزز النفوذ الدبلوماسي لكلا الجانبين ضد طهران.. باختصار من المتوقع أن يكون موقف تركيا من إيران أقوى في سوريا، وسيكون موقف السعودية أقوى في اليمن، ومواقف الدولتين ستكون أقوى في العراق ولبنان”.

وأوضحت أنه علاوة على ذلك، يحمل تحسن العلاقات التركية السعودية إمكانية تشكيل ركيزة أساسية لجبهة موحدة في المشهد الجيوسياسي الإقليمي، مشيرة إلى إن التحالفات الإستراتيجية بين دول المنطقة بدعم أمريكي سيكون بمثابة كابوس دبلوماسي لإيران.

وختمت المجلة تقريرها بالقول: “بهذا المعنى، فإن زيارة بايدن المقررة للسعودية الأسبوع الجاري، ستؤكد هذا الاتجاه وتزيد من القلق في طهران”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن