نهاية امراة سيئة السمعه

لم تعد سهام مثل باقي النساء فى الحى الذى تسكنه!
اختارت سهام طريق مختلف ظنت زنه سوف يجلب لها السعادة.. وقفت أمام المرآة تتأمل جسدها.. وابتسمت!.. النتائج الأولية تشير إلى أنها تمتلك سلاحا فتاكا يمكنها أن تغزو به عالم الرجال! تشجعت مرة أخرى أمام المرآة واستدارت لترى نفسها من الخلف.. عادت الابتسامة من جديد، قوام متناسق وجذاب ومثير.. كلها أسلحة هجومية تحتاج إلى قليل من العناية.. كوافير.. عطور.. ملابس متحررة.. وبعدها ينطلق جيش الأنوثة ليحتل عقول ورغبات ونزوات المعجبين!
هكذا اختارت سهام الطريق الجديد.. وبدأت أولى خطواتها فيه.. لم تكن فكرتها عبقرية فأى امرأة يمكنها أن تستثمر أنوثتها.. وتعتنق نفس الفلسفة.. لكن بشرط أن تتنازل.. ولا مانع أن تفرط.. لكن النتيجة المؤكدة أنها تكون قد نقلت نفسها من قوائم الشرف المزدحمة بملايين النساء إلى قوائم الساقطات المزدحمة هى الأخرى بالعديد من الأسماء.. وإذا كان الطرف الآخر فى اللعبة هو الرجل فإن الرجل قد يلجأ للمرأة المنحرفة.. ويستمتع بها .. ويلهو معها.. لكنه فى النهاية يحتقرها.. ويلفظها.. ويقرف منها!
السؤال.. لماذا اختارت سهام هذا الطريق؟!.. ومتى؟!.. وكيف؟!.. وماذا كانت النتيجة؟!
الإجابة العريضة التى تندرج تحتها اجابات أخرى تكمن فى لحظة الطلاق التى فصلت سهام عن زوجها.. وخربت بيتها.. وشتت أفكارها!.. بعض النساء يطلبن الطلاق ولا يتنازلن عنه.. ويعتقدن أن فيه الخلاص!.. لكن ما أن يقع الطلاق حتى ينخلع قلبها.. وتسود الدنيا فى عينيها وهى تتخيل ما ستكون عليه حياتها.. وربما تشعر بالندم يقهرها وقتما لا ينفع ندم!
الشيء الوحيد الذى نسته سهام أو تناسته أو لم يخطر لها ببال هو أن الشيطان بعد أن يوقع الطلاق بين زوجين يتربص بالمرأة وحدها باعتبارها الطرف الأضعف والمنبوذ أحيانا من باقى المجتمع.. يلعب معها الشيطان على نار هادئة.. ويعزف على كل أوتار الضعف.. وهو ما حدث مع سهام بعد طلاقها.. ومنذ اللحظة التى وقفت فيها أمام المرأة تدشن علاقتها الجديدة مع ابليس بعد أن أشار إليها بغزو عالم الرجال!!

علامات استفهام!
لم يكن الهوى هواها كما ظنت سهام.. كان شقيقها أحمد يراقبها عن بعد.. علامات استفهام كثيرة.. وكبيرة.. كانت تملأ عقل الأخ الطالب المتفوق دون أن يجد لها جوابا:
> لماذا تتأخر أخته فى العودة ليلا إلى بيتها؟!
– أين تذهب؟!
> ومع من كانت؟!
– وماذا كانت تفعل معه.. أو يفعل بها؟!
لم يتسرع الأخت.. ربما كانت صادقة فى اجاباتها على كل أسئلته وإن لم يشعر بالارتياح مع اجابة واحدة من اجاباتها!.. تمنى لو خابت ظنونه وكذبت شكوكه.. وانتظر لعل الأيام هى التى تجيب.. وحكم الأيام لا رد عليه ولا طعن فيه.. ولا يغيره بشر!
كل يوم يمر تتمزق معه أعصاب الأخ.. كل ساعة تمضى يحترق فيها دمه.. كل لحظة لا تحمل له سوى الأخبار السيئة.. كلام الناس يكثر.. والشائعات تقترب من أن تكون حقائق بعد أن صارت سهام حكاية يرددها الجيران.. ويتهامس بها الأصدقاء.. ويتغامز بتفاصيلها المتغامزون!
قالوا أن سهام تتردد على الأماكن المشبوهة.. قالوا أنها أصبحت اللحن الساخن الذى يعزفه الرجال ليلا.. وأحيانا يجعلها العشاق تشعل النار نارا!!.. قالوا أنها تبحث عن المال.. وقالوا أنها تبحث عن الحنان!.. لكن المؤكد أنها لم تعد سهام المرأة الشريفة سابقا!
بكى الأخ وهو يتذكر أيام كانت سهام مثالا للأدب والاحتشام.. أيام كانت تخجل من الحديث مع أى رجل لا تعرفه!.. أيام كان وجهها يحمر خجلا من أى كلمة طائشة.. أو خارجة.. أو جارحة.. كيف صارت متمردة.. وقحة.. جريئة النظرات.. مستباحة السيرة.. انه الماضى الذى انقضى والحاضر الذى فرض نفسه ولا يمكن أن يستمر!
استشار الأخ أقاربه.. وانتهوا إلى رأى واحد.. إعدام سهام وكفى ما فرطت فيه من الشرف وجلبته من العار.. لكن من يقتلها ورد الأخ دون تردد:
> هذا هو عارى.. وأنا المسئول عن الثأر!
انسحب الأخ من المجلس بعد أن أعلن قراره.. عاد إلى بيته مهموما.. لم ينم ليلته.. كيف سيطاوعه قلبه على أن يقتل أخته الكبرى؟!.. لكن كيف سيطيق الحياة لو ظلت تلطخ شرف العائلة وتمنح نفسها للعاشقين وأصحاب النزوات؟!.. صعب أن يسفك دماء أخته الكبرى بيده.. وصعب أن يتركها تعيش فى الوحل!.. نهض من فراشه يطرد عن أفكاره كل المشاعر التى قد تهزمه وتجعله يعيش طرطور!!
سحب سكين المطبخ وتربص لأخته بجوار محطة الكهرباء بقرية قحافة مركز الفيوم.. انتظرها ودماؤه تحترق كلما تخيل أين هى فى تلك اللحظة وماذا تفعل ويفعل بها العشاق!!.. فجأة ظهرت أخته.. وفجأة قرر أن يمنحها الفرصة الأخيرة ويوجه إليها سؤالا فاصلا.. استوقفها والغضب كرات نار تقذفها عيناه.. ودون تردد سألتها:
> هل سمعت كلام الناس عنك؟
– أنا حرة!!
صمت الأخ من الاجابة المفاجئة لأخته وكأنها تتحداه بكلمتين من قاموس الشيطان..أعاد عليها السؤال وردت عليه وهى تمصمص شفتيها:
> قلت لك أنا حرة!
لم ينتظر الأخ لحظة واحدة.. استل السكين.. جذب أخته إلى صدره وبكل قسوة الرد وبذاءته ونار الشرف راح يذبح أخته ويتبرأ من كل نقطة دماء لطخت ثوبه بعد أن لطخت صاحبة الدماء شرفه!.. وبسرعة ترك الجثة وهرب.. الجيران بعد سويعات عثروا على الجثة وابلغوا اللواء الشافعى محمد حسن أبوعامر مدير أمن الفيوم وتشكل فريق بحث برئاسة العمداء علاء يحيى ومحمد الشامى ومجدى سالم وتشير تحريات العقيد أسامة جمعة والمقدم وائل عبدالحى عن أن أحمد شقيق سهام هو مرتكب الحادث ويتمكن الرائدان محمد فكرى ومحمد خضر من ضبط القاتل.
اعترف المتهم أمام المستشار أيمن ممدوح المحام العام بأمانة سر زناتى محمد ويأمر محمد القاضى رئيس النيابة بحبسه على ذمة التحقيق.

وأخيرا..!
أمرت النيابة بدفن الجثة بعد أن تم تشريحها.. وخرجت الجنازة بلا مشيعين.. لا الشرفاء ودعوها ولا أهل الهوى الذين كانت لها معهم حكايات!!

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن