نيويورك تايمز: إسرائيل تبدأ حملة ضد لجنة تحقيق غزة

قالت صحيفة “نيويورك تايمز” أن إسرائيل تجد نفسها أمام معركة قانونية ستضطر فيها للدفاع عن نفسها ضد اتهامات بارتكاب جرائم حرب في غزة، مشيرة أن الحرب لم تنته بعد وهناك اتفاق على تمديد وقف إطلاق النار لمدة خمسة أيام، ومع ذلك فقد  انحرف الانتباه عن المعركة العسكرية للمعركة القانونية.

وبدأت إسرائيل  حملة ضد الخبير القانوني الدولي الذي عينته الأمم المتحدة للتحقيق في جرائم غزة واتهامه بالتحيز ضد إسرائيل.

وأشارت الصحيفة إلى اللجنة التي عينها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة برئاسة البروفسور ويليام  شاباس، وهو خبير في القانون الدولي من كندا  ليترأس اللجنة التي ستحقق في عمليات الجيش الإسرائيلي في غزة وهو ما انتقدته إسرائيل.

وتضيف الصحيفة أن “المعركة الأوسع ستدور حول ما يقول بعض خبراء القانون الدولي  تفسير إسرائيل “الخلاق- الإبداعي” للقانون الدولي وموقفه من إدارة الحروب المنسقة في مناطق مدنية، حيث قتل أكثر من 1900 فلسطيني معظهم من المدنيين، فيما قتل 64 جنديا إسرائيليا وثلاثة مدنيين”.

وتقول الصحيفة إن “قادة إسرائيل ينظرون لمجلس حقوق الإنسان كمؤسسة لا فائدة منها ومتحيز ضد إسرائيل، ويقولون إن تصريحات صدرت في الماضي عن البروفسور شاباس تجعله  شخصا غير محايد”. وكمثال على هذا  صور البروفسور شاباس قبل عامين وهو يتحدث في نيويورك قائلا إن بنيامين نتنياهو هو الشخص “المفضل” لأن يكون في قفص الاتهام أمام المحكمة الجنائية الدولية”.

وهاجم نتنياهو اللجنة هذا الأسبوع قائلا إن “تقاريرها مكتوبة مقدما”، و “لا يوجد شيء للبحث فيه هنا – إسرائيل-  بل عليهم الذهاب لدمشق وبغداد أو طرابلس”.

واتهم نتنياهو حماس بالمسؤولية عن الحرب وارتكاب “جرائم حرب مزدوجة” من خلال استهداف المدنيين الإسرائيليين واستخدام المدنيين الفلسطينين كدروع بشرية.

وقال يوفال شتنتز، وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي إن أحسن شيء يقوم به شاباس هو الاستقالة.

ورد البرفسورعلى الاتهامات الإسرائيلية في مكالمة هاتفية مع الصحيفة بالقول “كل شخص في العالم لديه مواقفه وآراؤه عن  إسرائيل وفلسطين وبالتأكيد لدي أنا مواقف”.

وأضاف “لقد تم تعييني بسبب خبراتي وأضع مواقفي الشخصية أمام الباب مثل القاضي قبل  دخوله المحكمة”.

ورفض شاباس الاتهامات التي وجهت إليه بمعاداته لإسرائيل بالقول إنه ألقى محاضرات فيها أكثر من مرة، وكان عضوا في لجنة تحكيم المجلة القانونية  “إسرائيل لو ريفيو”، و “لا أعتقد ان كل شخص في  إسرائيل يوافق على الانتقادات الموجهة إلي”.

وتشير الصحيفة للتحقيق الذي قام به القاضي من جنوب أفريقيا القاضي غولدستون في حرب 2008- 2009، والذي توصل لوجود أدلة محتملة تدين إسرائيل وحماس بارتكاب جرائم حرب. واتهم التقرير إسرائيل باستهداف المدنيين بشكل مقصود وكسياسة . وتراجع القاضي غولدستاين عن الاتهام الرئيسي في مقال رأي نشرته صحيفة “واشنطن بوست”.

وفي الحرب الحالية ستواجه إسرائيل عددا من الحوادث التي ستضطر الدفاع عنها وسيتركز على انتباه المحققين وهي قصف عدد من المدارس التابعة للأم المتحدة في غزة والتي لجأ إليها الآلاف من الفلسطينيين، وأدى القصف وقتل المدنيين بالأمين العام للأمم المتحدة لوصفها بـ “الشائنة وغير المقبولة أو المبررة”.

وانتقدت إسرائيل لقصفها بيوت العائلات الفلسطينية التي زعمت أن مقاتلي حماس استخدموها كمراكز قيادة أو لخزن الأسلحة فيها مما أدى لسقوط ضحايا بين المدنيين.

وأكدت منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية “بيتسيلم” أن الممارسات تعتبر خرقا للقانون الدولي. وتساءلت عن طبيعة الأهداف العسكرية وإن كانت النتائج تبرر الضحايا بين المدنيين.

كما طرحت أسئلة حول الهجوم الشرس الذي قام به الجيش الإسرائيلي في 1 آب/ أغسطس بعد قيام الجيش بملاحقة فرقة من مقاتلي حماس قالت إنهم اختطفوا جنديا.

وقال البرفسور إيمانويل غروس، وهو خبير إسرائيلي في القانون العسكري وقاض عسكري سابق إن القوة النارية والقصف الذي استخدم ضد رفح من أجل استعادة جندي واحد لا يمكن تبريرها قانونيا وأخلاقيا. واعترفت إسرائيل لاحقا بمقتل الجندي.

وتقول الصحيفة إن الحكومة الإسرائيلية تقوم بخطوة لحرف الانتباه عن التحقيق الدولي ومنع أي محاولات خارجية بالدفع باتجاه إجراء تحقيق مستقل في داخل إسرائيل.

ونقلت الصحيفة عن العقيد عيران شامير – بورر، رئيس  فرع الشؤون الإستراتيجية في دائرة القانون الدولي  في القسم القانوني للجيش قوله إن  لجنة عسكرية تقوم بالتحقيق في حوادث معينة وقد تتوصل لنتائج في أقرب وقت.

وقال عيران إن المستشارين  القانونيين ومنذ حرب لبنان عام 2006 صاروا يلعبون دورا مهما في الحرب أثناء العلميات وبعدها، وأضاف “نعرف القانون جيدا، ولكن الوضع عادة ما يكون أصعب مما تتحدث عنه الكتب”، مشيرا إلى أن حماس لا يمكن النظر إليها من خلال المفاهيم القانونية وقوانين النزاع العسكري.

وقال إن قصف البيوت جرت مراجعته قانونيا بيتا بيتا وتم الاستناد على معلومات استخباراتية ووضعت معايير وإرشادات لعملية القصف من مثل القيام بها في الليل او من  خلال طائرة بدن طيار والتأكد من أن البيوت قد أخليت.

واستهدفت إسرائيل بيوتا كانت فيها عائلات مثل عائلة تيسير البطش، رئيس شرطة غزة وبيت القيادي في حماس خليل الحية.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن