نيويورك تايمز: الأزمة اليمنية تثير 4 مخاوف كبرى

اليمن

مع دخول أزمة اليمن منعطف جديد بعد قرار المملكة العربية السعودية أمس الأربعاء شن غارات جوية على المتمردين الحوثيين، الذين أحكموا قبضتهم على البلاد، تثير الأزمة الحالية 4 مخاوف قد تمتد آثارها لما هو أبعد من اليمن.

هذا ما خلصت إليه صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في مقالها التحليلي التي رصدت خلالها مستجدات الأوضاع في اليمن.

نص التقرير:

اليمن، البلد الأكثر فقرًا في منطقة الشرق الأوسط، يشتد بها الصراع على السلطة تصحبه آثار خطيرة ليس على المنطقة فحسب بل على أمن الولايات المتحدة أيضا، لكن الصراع المتسع اتخذ خطوة لا يُحمد عقباها أمس الأربعاء عندما أعلنت السعودية شنها غارات جوية ضد المتمردين الحوثيين.

ذلك التطور يخلق مخاوف جديدة وتؤثر على الكثير من القضايا التي تهم من يسعون للأمن والاستقرار في شتى أنحاء العالم ومن بينها مكافحة الإرهاب والحرب الأهلية واتساع الصراع وأن تكون الأزمة مدخلا للمزيد من المتشددين.

1- أولى تلك المخاوف هي عمليات مكافحة الإرهاب الأمريكية:  حيث تُعد تلك الأزمة بمثابة “ضربة” لتلك العمليات، لاسيما بعد أن أجبرت الفوضى المتزايدة على إجلاء 125 فردًا من مستشاري العملية الخاصة للولايات المتحدة الأسبوع الماضي، حيث تُعد اليمن شريكا في العمليات الأمريكية لمكافحة الإرهاب.

تلك العمليات تتم بشكل أساسي ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، التي ارتبط ذكرها بثلاث مخططات لتفجير طائرات منذ عام 2009، لذا فإنه دون المراقبة ووجود الأفراد الأمريكيين على الأرض داخل اليمن، تُمنى جهود دحر القاعدة بانتكاسة وتغدو أكثر صعوبة.

2- ثاني تلك المخاوف هي تحول الفوضى الداخلية إلى حرب أهلية: فالموقف الأمن باليمن تدهور جذريا منذ أن سيطر المتمردون الشيعة المعروفين ب “الحوثيين” على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر الماضي، وعلى مدار سنوات حتى عام 2010، شن الحوثيون تمردا مسلحا ضد الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح الذي وافق على التنحي في 2011 في أعقاب احتجاجات شعبية عارمة.

ولكن بعد أقل من أربع سنوات، يتعاون الحوثيون الآن مع قوات الأمن التي لا تزال موالية لصالح، ما يعكس تحولا في التحالفات ينشط في الوقت الحالي داخل اليمن، ومع هذا الدعم، أجبر الحوثيون الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي على الاختباء، الأمر الذي يترك اليمن دون حكومة معترف بها دوليا.

الحوثيون يسيطرون في الوقت الحالي على أغلب الجيش اليمني، وطائراته تعطيهم أفضلية عسكرية ضد القوات الموالية لهادي.

3- ثالث تلك المخاوف هو اتساع ذلك الصراع: فقادة السعودية، التي تتشارك الحدود مع اليمن، قلقون بشكل خاص من الحوثيين لأنهم يعتقدون أن المتمردين مدعومون من قبل إيران، وأعلن السعوديون أمس الأربعاء أن إجراءهم العسكري ضد المتمردين يتم بغرض استعادة الحكومة اليمنية، لكن التدخل السعودي يزيد من احتمالية حدوث “حرب بالوكالة” داخل اليمن واتساع الصراع الإقليمي.

4- رابع تلك المخاوف هو أن الصراع الحالي يخلق أرضًا خصبة لصعود المزيد من المتمردين:  المسؤولون الأمريكيون يخشون من أن يؤدي الفراغ الأمني الحالي لاستقطاب المزيد من الجهاديين ودخولهم لليمن التي ينعدم بها القانون، حيث إن الأسبوع الماضي أعلنت إحدى الجماعات التي تزعم أنها تنتمي لتنظيم داعش، مسؤوليتها عن التفجيرات التي استهدفت مسجدين للشيعة الجمعة الماضية.

ذلك الأمر يزيد المخاوف من أن تحاول تلك الجماعة إشعال التوترات الطائفية التي تؤرق اليمن فعليا، وأمثلة سوريا والعراق وليبيا أظهرت كيف يمكن للمتطرفين الاستفادة من الفوضى وانعدام القانون في أي دولة.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن