نيويورك تايمز: على أمريكا إظهار قوتها العسكرية أمام إيران

نيويورك تايمز: على أمريكا إظهار قوتها العسكرية أمام إيران

رأى الكاتب بريت ستيفنز أن على الولايات المتحدة الأمريكية إظهار قوتها العسكرية أمام إيران، واصفاً الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع أمريكا والدول الخمس بأنه “كذبة”.

وأوضح الكاتب، في مقال له نشر بصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أن المتحدث باسم وزارة خارجية أمريكا عام 2015، جون كيربي، قال في يونيو من ذلك العام، إن رفع العقوبات عن إيران لن يحدث إلا عندما تتخذ طهران الخطوات المتفق عليها، ومن ضمن ذلك معالجة الأبعاد العسكرية المحتملة.

غير أن طهران، بحسب الكاتب، لم تتخذ الخطوات المتفق عليها، ومن ثم فإن صفقة النووي تعتبر كذبة قامت في الأساس على كذبتين؛ الأولى تمثلت بإعلان إيران للوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل تنفيذ الاتفاق عن أعمالها النووية السابقة، وهو أمر ضروري، واختبار لمدى إخلاص طهران، وفي الوقت ذاته، معيار لمدى قربها من التوصل لإنتاج رأس حربي نووي.

أما الكذبة الثانية فتمثلت في وعد إدارة أوباما بأنها جادة في الحصول على إجابات طهران عن تلك الأسئلة، ولكن بلحظة صراحة، قال وزير الخارجية بالإدارة السابقة، جون كيري، إن واشنطن لا تركز على ما فعلته إيران في وقت سابق، لكنه وعد الكونغرس آنذاك بتوفير المحاسبة لإيران.

كان ذلك عندما كان البيت الأبيض لا يزال يخشى من الكونغرس، وأنه يمكن إعاقة الصفقة النووية.

ففي العام 2015، وبالتحديد بشهر ديسمبر، كتب ديفيد ألبرايت وزملاؤه في معهد العلوم والأمن الدولي، قائلاً: “إن إجابات إيران وتفسيراتها للعديد من مخاوف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في أحسن الأحوال، كانت جزئية، ويمكن وصفها بأنها للعرقلة والتشويش، فقد رفضت وصول مفتشي الوكالة إلى المواقع، أو فرض رقابة شديدة عليها لمنع عمليات التفتيش الكافية”.

ويرى الكاتب أن كل ما يتعلق بالصفقة النووية مع إيران، والقائم على الشفافية في المراقبة وامتثال طهران لها، لم يتم الأخذ به، ومن ثم فإن هناك ضرورة لاعتبار الاتفاق لاغياً وباطلاً.

بعد ما كشفه الإسرائيليون عن تفاصيل البرنامج النووي الإيراني، سارعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى التأكيد أن إيران تمتثل للاتفاق النووي، ولكن على الوكالة أن ترعى مصداقيتها وتقول بصريح العبارة إن إعلان إيران السابق عن برنامجها النووي كان كاذباً، واحتفاظها بهذه الوثائق المتعلقة ببرنامجها يعتبر خرقاً للاتفاق.

بالتأكيد فإن إيران اليوم، كما قالت الوكالة الدولية، تمتثل للاتفاق من ناحية تجربة واختبار الصواريخ الباليستية التي تعتبر أساساً لأي مشروع نووي، فهي تريد من وراء ذلك الاستفادة من الفرص التي وفرتها صفقة النووي، فقد تم رفع العقوبات عنها، وضخ مليارات الدولارات للاقتصاد الإيراني الذي كان يحتضر، كما أن الصفقة تسمح لطهران بإنتاج وقود نووي، وذلك في نهاية المدة الزمنية التي نص عليها الاتفاق.

إن إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي عن تفاصيل تتعلق بمشروع إيران النووي في هذا التوقيت يهدف إلى التأثير على قرار دونالد ترامب بشأن صفقة النووي، الذي من المتوقع أن يصدره في 12 من مايو الجاري، خاصة بتلك الضغوط التي يواجهها ترامب من حلفائه الأوروبيين، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، للإبقاء على الاتفاق.

وينقل الكاتب عن مارك دوبويتز، الخبير في العقوبات الإيرانية بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، قوله إن الإيرانيين عندما لا يخافون القوة الأمريكية فإنهم يندفعون للأمام.

ويختم الكاتب بريت ستيفنز مقاله بالتأكيد على أن إيران لم تحترم الاتفاق النووي، وهي اليوم لا تحتاج الولايات المتحدة، ومن ثم فإن على واشنطن أن تفرض عقوبات رادعة إلى جانب تهديد موثوق باستخدام القوة العسكرية.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن