نيويورك تايمز: غزة أثبتت للجميع أن قضية فلسطين ما تزال حية

مليون رسالة جوال ستصل سكان قطاع غزة بشأن مسيرات العودة

سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الضوء على تداعيات الأحداث الجارية في قطاع غزة والتي بدأت قبل نحو أسبوعين بانطلاق مسيرات العودة الكبرى، مؤكدة أن الجمعة الثانية (جمعة الكوشوك) شهدت مشاركة واسعة من أهالي القطاع رغم ارتقاء 16 شهيداً برصاص جيش الاحتلال خلال الجمعة السابقة.

ونقلت الصحيفة عن نشطاء فلسطينيين قولهم، إن الجُمَع المقبلة ستشهد مزيداً من التحشيد الشعبي والجماهيري، حيث ستكون هناك الجمعة الزهرية والجمعة في التابوت وأحذية الجمعة والتي ستعمد إلى رمي جنود الاحتلال بالأحذية.

يقول عمر شعبان، مدير مركز “بال ثينك” للدراسات الاستراتيجية ومقره غزة: اعتقد القادة العرب، وخاصة في الخليج، أنهم يستطيعون إهمال القضية الفلسطينية، متناسين أنه صراع طويل.

ويضيف: ما جرى في غزة ذكرهم، وذكر الولايات المتحدة والأوروبيين والجميع، بأن المشكلة ما زالت موجودة، قد تبدو الأمور مستقرة، ولكن ما يجري في غزة يؤكد من جديد أن قضية فلسطين ما زالت تغلي.

وكانت حركة المقاومة الإسلامية حماس، المسيطرة على غزة، قد دعت الغزيين للخروج في مسيرة العودة، وهو أمر بحد ذاته يعتبر خطوة مهمة، بحسب المراقبين.

وحتى في هذه الحالة، تتابع الصحيفة، فإن الحركة نجحت –على ما يبدو– في لفت انتباه العالم، فهم يستخدمون قوة غير متناسبة لمنع ما يعتقدون أنه يمكن أن يكون خرقاً في جدار حصار غزة.

يوسف منير، المدير التنفيذي للحملة الأمريكية لحقوق الفلسطينيين، يشبه محاولات عبور السياج الإسرائيلي حول غزة بمحاولات المتظاهرين الأمريكيين المطالبين بالحقوق المدنية ومحاولة عبورهم جسر إدموند بينوس منذ أكثر من خمسين عاماً، قائلاً إنه يرى هذه المظاهرات فرصة لتغيير استراتيجي من قبل الفلسطينيين.

ويضيف: هذه ليست معركة يأتي فيها متظاهرون ومعهم بنادق، إنهم يأتون حاملين أرواحهم وهم يواجهون سياسات في غاية القمع العنيف، ويتساءلون: هل هذه السياسات مبررة؟.

تعيش غزة واقعا اقتصادياً مريرا؛ فالمستشفيات في حالة انهيار، والكهرباء لا تأتي إلا بضع ساعات، والمياه غير صالحة للشرب، ويتم ضخ مياه المجاري إلى البحر، بالإضافة إلى الازدحام البشري، وكل ذلك جرّاء الحصار المفروض على القطاع منذ 11 عاماً.

وبدأت مسيرة العودة في 30 مارس الماضي، ومن المقرر أن تستمر كل يوم جمعةٍ عدةَ أسابيع، وصولاً إلى مظاهرة حاشدة في 15 مايو، الذي يصادف يوم النكبة، ذكرى تأسيس دولة إسرائيل.

وفي أول جمعة، شارك ما يقارب 30 ألف فلسطيني، وارتقى فيها نحو 20 شهيداً، حيث أظهرت مقاطع الفيديو أنهم قُتلوا برصاص جنود الاحتلال وكانت تلك الرصاصات مصوبة في الظهر.

ناثان ثيرال، المحلل في مجموعة الأزمات الدولية، والذي يراقب الوضع في غزة من كثب، قال إن زخم التظاهرات في الجمعة الثانية كان أكبر. وأضاف: لم يشعر الناس بأنهم في تظاهرات احتجاج، كانوا يعيشون نوعاً من أنواع الاحتفال”.

وأشار ثيرال إلى عملية حرق صور ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، على يد متظاهري غزة، مؤكداً أن الهدف الرئيس من وراء ذلك هو رسالة مفادها أن هناك ثمناً يجب أن تدفعه أمريكا وحلفاؤها بالمنطقة في حال فكّرت في القضاء على القضية الفلسطينية.

وتابع: إنهم الفلسطينيين يشعرون بأنهم مغيّبون عن الأجندة العالمية، وأيضاً مع تسارع وتيرة التقارب بين السعودية وإسرائيل، وأيضاً بين إسرائيل ودول عربية أخرى.

كثيرون من سكان غزة يتحدثون عن اليوم الأخير للمظاهرات والذي يصادف الخامس عشر من مايو المقبل، فهم يرون أن هذه اللحظة الجماهيرية يمكن أن تكون فارقة لعبور السياج الإسرائيلي، وهو أمر يبدو أنه بات يشكل كابوساً مزعجاً لإسرائيل.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن