هكذا تحدث أيمن عودة وغير المعادلة… “بدوننا لن يستطيع أحد”

هكذا تحدث أيمن عودة وغير المعادلة...
أيمن عودة

ثلاثة أسابيع ونصف تبقت حتى فتح الصناديق. ويخيل أن الانتخابات لم تكن في أي مرة أبعد مما هي اليوم. هذا صحيح بالنسبة للمقترعين اليهود: فحملات الأحزاب تدار في فقاعة مغلقة بعيدة عن عين الناخب وبعيدة عن القلب. رغم العطلة، فإن معدلات التصويت تهدد بان تكون أدنى من العشب.

الوسطان الوحيدان اللذان سيصوتان بجموعهما هما الأصوليون والمستوطنون المتدينون. في هذين الوسطين لا ينتخبون – يستثمرون. المقترعون العرب مغتربون اكثر بكثير. فمعدل التصويت في الوسط العربي في الانتخابات في نيسان هذه السنة كان 49 في المئة، مقابل 84 في المئة في الانتخابات المحلية قبل نصف سنة. رغم أن الفارق هائل، من السهل شرحه: فالناخب العربي يفترض أنه في تصويته في قريته أو في مدينته سيكون تأثير حقيقي على حياته؛ أما الانتخابات للكنيست فهو يفترض العكس – ممثلوه، أعضاء القائمة المشتركة، سيجدون أنفسهم مرة اخرى في اقصى المعارضة، بإرادتهم أو بغير إرادتهم، هزيلي التأثير، قليلي الانجازات. وهو ليس مستعدا لان يكون إمعة: عندما لا يكون تأثير – فلا تصويت.

هم يفهمون بان اتفاقا يحل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني بعيد جدا. والتقدم به ترك الوسط العربي في اسرائيل خلفه، على قارعة الطريق، محروم من قسم كبير من ثمار النجاح الإسرائيلي.

اما رئيس القائمة المشتركة، ايمن عودة، فقرر تحطيم السور وعمل ذلك بالذات في هذا التوقيت، عشية الانتخابات، هنا بالذات، في مقابلة مع “يديعوت احرونوت”. لم يروِ لشركائه في القائمة عن قراره، ولا حتى لزملائه في حزبه، الجبهة.

” نحو التأثير”

افترض بان الاحزاب العربية ستستقبل مبادرته بالمعارضة بل وربما بالرفض. ولكن لاحساسه، “اريد أن أنقل السياسة العربية من سياسة احتجاج على سياسة تأثير”، قال. “منذ تشرين الاول 2000 أصبحنا جماعة غير شرعية في السياسة. كان لهذا ثلاثة أسباب: الاول، فهم اليمين ولا سيما نتنياهو بانه في 99 فقد الحكم بسببنا. الانتخابات لرئاسة الوزراء كانت شخصية، والمقترعون العرب رجحوا الكفة في صالح ايهود باراك؛ ثانيا، اليسار الصهيوني، الذي في أعقاب اليمين انجر الى نزعة الشرعية عن العرب؛ ثالثا، الأخطاء التي ارتكبناها”. ماذا تقترح، سألت.

“غداة الانتخابات سنكون جزءاً من الكتلة المانعة”، قال. “اذا اشار غانتس الى اتجاه عام ايجابي من ناحيتنا، فسنوصي به للرئيس. لاسفي، اقدر أنه في الطريق الى تشكيل الحكومة سيتوجه قبل كل شيء الى الليكود. يحتمل أن عندها، لاول مرة منذ قيام الدولة، سيكون عربي رئيس المعارضة. ولكن اذا كانت لديه الشجاعة ليتوجه الينا، فلن نرفضه رفضا باتا. فنطرح شروحا للانضمام الى الائتلاف”.

يعرف عودة بان احتمال تحقق هذا السيناريو غداة الانتخابات القادمة، صغير جدا. ومع ذلك، توجد لاقواله اهمية لا بأس بها، كاعلان نوايا. وهو يسعى لان ينفض مسلمات سياسية تثبتت منذ سنوات الدولة الاولى. وهذا هو فكره الاصيل: التطلع الى الاندماج والتأثير، لا الانعزال والمقاطعة، هذا هو الفكر الذي يوجه طريقه منذ ان كان محاميا شابا. ما يجعل خطوته مثيرة للاهتمام وهامة أكثر هو التغيير – وهناك من سيقول، الثورة – في المزاج السائد في الوسط العربي. فحتى الخصوم السياسيون لعودة يعترفون بان معظم الناخبين العرب يفضلون اليوم الانشغال بجدول أعمال مدني على الخطابية الفلسطينية. وهم يتوقعون من سياسييهم ان ينخرطوا في اللعبة السياسية الإسرائيلية ويجلبوا النتائج.

“مهمتنا الفورية هي رفع نسبة التصويت”، قال عودة. “الكل يتحدث الآن عن افيغدور ليبرمان بصفته لسان الميزان. نحن يمكننا أن نكون لسان الميزان الحقيقي، لاننا، بخلاف ليبرمان، ثابتون على مدى كل الطريق. إذا صوت 65 في المئة من الناخبين العرب هذه المرة فان نتنياهو سيخسر الحكم: فلا أردان ولا ريغف ولا سموتريتش.

“نحن فقط 20 في المئة من السكان. وحدنا نحن لا نستطيع، ولكن بدوننا أحد لن يستطيع. بدوننا لا يمكن تحقيق لا السلام، لا الديمقراطية، لا المساواة، لا العدالة الاجتماعية. بدوننا لن تستبدل حكومة اليمين”.

أنا سأجلب أكثر

القائمة المشتركة هي ائتلاف من أربعة أحزاب: الجبهة الديمقراطية، الحركة العربية للتغيير، القائمة العربية الموحدة والتجمع الوطني الديمقراطي. بحث قادة الأحزاب مؤخرا في مسألة هل يوصون الرئيس بتكليف بيني غانتس بتشكيل الحكومة. الجبهة أيدت؛ التجمع عارض. في النهاية اتفق على انتظار مكالمة الهاتف التي يطلب فيها غانتس، إذا كان سيطلب، تأييد القائمة. “قبل أن نذهب الى الرئيس، نريد أن نسمع منه”، قال لي عودة.

ماذا تريدون أن تسمعوا منه؟ سألت.

فقال عودة: “التوصية للرئيس هي مجرد توصية للرئيس. فلا حاجة للاتفاق على كل شيء. يكفي رؤية الاتجاه”.

هم سيتحدثون مع غانتس على ما يؤلم ناخبيهم: الجريمة، التخطيط والبناء، العنف، قانون القومية. هل سيطرحون المطالب باسم فلسطين، سألت. فقال عودة: “انا اتوقع ان اسمع منه انه سيسعى الى السلام على أساس الدولتين. وانا سأؤيد كل اتفاق يوقع بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية”.

قلت حكومة نتنياهو خصصت المليارات للوسط العربي.

“أنا الرجل الذي جاء الى كحلون واتفق معه على الوعد بالميزانيات”، قال عودة. “انا جد اريد ان ادفع الى الامام باقتصادنا، ولكن ليس عندما يسحقوننا من الاسفل. نحن لا يمكننا أن نسلم بما يسمى “السلام الاقتصادي”، لا في الضفة ولا هنا. هذا مفهوم يقول انه يمكن شراء العرب بالمال.

“اذا كنت نجحت في حكومة يمين ان أجلب المليارات لاهلنا، فاني سأجلب اكثر في حكومة وسط – يسار. منذ 48 لم تقم في الوسط العربي مدينة جديدة واحدة، لم تقم بلدة جديدة واحدة. لا يوجد مستشفى واحد، جامعة واحدة. حتى عندما تخصص الحكومة المال، فانها لا تشركنا في القرارات اين يوضع. إما ان تكون لا تقدر المواطنين العرب أو تخفي شيئا ما. نحن نتحدث عن مدينة جديدة تبنى بالتعاون معنا”.

أي رد تنتظره من أزرق أبيض سألت؟

قال: “بيني غانتس سيتعين عليه أن يختار ما هو أهم اكثر له، قانون القومية ام الاحتمال لان يعين رئيسا للوزراء”.

في عين العاصفة

كما هو متوقع، فان اقوال عودة التي نشرت امس في العنوان الرئيس لـ “يديعوت أحرونوت” أثارت عاصفة كبرى. اوائل من احتجوا كانوا جماعة التجمع الديمقراطي، العنصر المتطرف في القائمة العربية المشتركة. “قول بائس”، قال النائب شحادة، رئيس التجمع. “مناورة خطيرة في العلاقات العامة”، كتب جمال زحالقة، الرئيس السابق للتجمع. العناصر الاخرى في القائمة غضبوا من المقابلة ولكنهم بقوا في الظل إعلاميا. في ضوء العاصفة، أضاف عودة شرطا في صفحته على الفيسبوك: الانضمام إلى الحكومة سيكون فقط بعد اتفاق اسرائيلي – فلسطيني. بعد ذلك عدل من جديد: لا اتفاقا، بل مفاوضات على اتفاق.

ردت الاحزاب الاخرى وفقا لاعتبارات دعايتها الفورية. فقد أعلن الليكود “واضح الان اكثر من اي وقت مضى بأن غانتس سيقيم حكومة يسار مع ايمن عودة”. اما النائب ليبرمان فقال ان: “ما يختبىء خلف البيان هو محاولة لتسويغ خطوة خطيرة من التعاون بين الليكود والعرب فيما يكون الهدف هو اقامة حكومة مع الاصوليين بتأييد من العرب. هذه المرحلة الثانية في خطة المراحل لنتان ايشل”.

حاول أزرق أبيض السير بين القطرات: بخلاف سلوكه عشية الانتخابات في نيسان فإنه يغازل الان اصوات العرب ويجري محادثات مع عودة وشريكه في القائمة أحمد الطيبي. وعقبوا قائلين: “نحن نحترم مواطني إسرائيل العرب كمتساوين في الحقوق وسنعمل من أجلهم أيضا”. ومع ذلك، فقد تعلقوا بالتجمع الديمقراطي: “لا مكان لان تدخل الى الحكومة احزاب في أساسها ترفض وجود اسرائيل كيهودية وديمقراطية”.

اما عمير بيرتس من العمل – غيشر فقال انه “إذا كانت القائمة المشتركة مستعدة للدخول الى حكومة صهيونية، فلا يجب رفضها. يجب أن نرى في ذلك خطوة هامة كفيلة بأن تغير فكر عرب اسرائيل وانتمائهم الى المجتمع الاسرائيلي. رغم ذلك، يصعب علي أن اصدق بان الخطوة سنجح، بسبب التجمع الديمقراطي”.

وعقب المعسكر الديمقراطي (ميرتس) فقال: “خطوة عودة صحيحة وهامة. هذه تحديات تحتاج الى الوقت، ولهذا فمن المهم ان تكون محافل مثل المعسكر الديمقراطي، التي تعمل على الشراكة، اقوياء”. واضاف ايهود باراك ان “عودة قال امورا صحيحة بالإجمال. الشروط التي طرحها يجب أن تكون أهدافا للحكومة، وليست شرطا لازما”.

خطوتان ونصف

قال عودة ان “كل الاقليات في العالم يصوتوا بمعدلات أعلى مما تصوت الاغلبية. نحن نصوت بمعدلات ادنى من اليهود – الاقلية الوحيدة. احد الاسباب هو نتنياهو. فقد نجح في اقناع اجزاء من الجمهور العربي بان الكنيست هي مكان لا تنتج الا امورا سيئا لجمهورنا – مكان ليس منه منفعة.

“عشية الانتخابات السابقة رأيت جنرالات أزرق أبيض يركضون الى غلاف غزة ويتوعدون بشن الحرب. رأيت شريط غانتس الذي يتباهى كم عربيا قتل. هذا ليس بالضبط هكذا، قالوا لي. غانتس افضل من نتنياهو.

“لقد قام بخطوتين صحيحتين. الاولى، دعاني للخطابة في أزرق أبيض ضد نتنياهو في ساحة متحف تل أبيب. لقد فعل هذا رغم معارضة يعلون ورجاله. وهكذا قرر موقفا من القائمة المشتركة، شرعية ام لا شرعية. بعد المظاهرة تحدث معي. يا ايمن، قال، نحن نواصل معا.

“بعد الانتخابات في نيسان قال غانتس، انا سأتحدث مع قيادتكم. كما أنه ظهر في قناة عربية في التلفزيون وقال نحن سنتعاون معهم. بيبي هاجمه على الفور. غانتس التقطت له صور لشريط بالعبرية وقال نعم، نحن نتعاون معهم.

“توجد ايضا امور سيئة. اتفاق الفوائض بين أزرق أبيض واسرائيل بيتنا هو مؤشر سيء”.

حتى لو دعي غانتس لتشكيل الحكومة، قلت، فانه سيتوجه الى الليكود، وليس اليكم. لو كان يتوجه اليكم، فماذا كنت ستقول له؟

فقال عودة: “كنت سأقول له الامر الاكثر اساسية. مواطنونا لن يكونوا بعد اليوم مواطنين من الدرجة الثانية في دولة اسرائيل.

“كنت سأعرض مطالب في أربعة مجالات كشرط للدخول الى الائتلاف:

“التخطيط والبناء: تنفيذ خطة لجنة رؤساء السلطات العربية التي تتضمن تجميد هدم البناء وتبييض البناء على ارض خاصة؛ الغاء ما يسمى قانون كامينتس، الذي شدد العقاب على مخالفات البناء؛ بناء مدينة عربية.

“الجريمة: حملات لجمع السلاح من الجمهور وإنفاذ القانون ضد منظمات الجريمة؛ اقامة فريق من عدة وزارات لمكافحة منظمات الجريمة.

“الرفاه: بناء مستشفى عام في مدينة عربية؛ رفع مخصصات الشيخوخة وتشبيهها بالمتوسط في دول الـ OECD؛ وضع خطة عامة لمكافحة العنف ضد النساء؛ إضافة ميزانية لمنازل النساء في خطر.

“سياسي: مفاوضات مباشرة مع م.ت.ف بهدف إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة؛ الغاء قانون القومية.

وقال: “انا لست فئويا. انا لا أقول اني سأتلقى أمورا، ومن جهتي، فليحترق العالم. حكومة بمشاركتنا يجب أن تتبنى قيما اجتماعية كونية”.

زملاؤك في القائمة المشتركة يتحدثون بلغة مختلفة تماما، قلت.

وقال: “اتجاهي هو الاتجاه العام في القائمة المشتركة. يحتمل أن يكون البعض لا يتفق معي – هذا طبيعي وديمقراطي. انت لن تجد واحدا في القائمة يقول – رغم أنه يوجد امل للسلام، سأسمح لنتنياهو بتشكيل حكومة”.

ولاية كاملة ترأست القائمة المشتركة، قلت. لم أسمعك تتحدث هكذا.

“في الولاية الأولى”، أجاب “فقد سمعت وسمعت. والان اريد أن اقود.

“عندي خياران – إما أن اسير على المضمون ولا افعل شيئا، او اسعى الى التغيير. أنا لم آتِ الى إسرائيل – إسرائيل أتت الي. انا لا احتاج لان اثبت أي شيء. من هذا المكان الآمن أنا آتي – انا مواطن في الدولة، وانا اريد أن اؤثر”.

لماذا الآن؟

زملاؤك، قلت، يسألون، لماذا الآن؟

“أقول لك لماذا الآن”، قال عودة. “نتنياهو أقام الجمهورية الإسرائيلية الثانية، جمهورية بلاد إسرائيل الكاملة، جمهورية التحريض، هدم الديمقراطية. حرض ضدنا أكثر من كل أسلافه معا.

“انا لا أقول، كما تقول أغنية أريك آينشتاين، انه كان هنا فرح قبل أو أولد. الجمهورية الإسرائيلية الأولى لم تكن امنية روحي. ولكني أرى الى أين يقودنا نتنياهو وأريد أن أوقف هذا. هذا هو ما يحسم”.

أنا أرى أيضا أمورا أخرى، قلت. أنا أرى عربا إسرائيليين في الأكاديمية، في المستشفيات، في الأعمال التجارية، في التكنولوجيا العليا.

من “نعم”، قال عودة. “توجد لنا إنجازات ضد هامة في العقد الأخير. ولكن النجاحات الشخصية دون الحفاظ على الديمقراطية تؤدي الى المصيبة. اليهود شهدوا هذا على جلدتهم في ألمانيا الثلاثينيات”.

اذا كنت تؤمن بالاندماج، بجبهة يهودية – عربية، سألت، لماذا تقف على رأس قائمة عربية؟ فقال ان “الأمر الصحيح، المثالي، هو حزب يهودي – عربي كبير. يجب بناؤه من تحت الى فوق. بالمئات، بالآلاف من الدوائر المنزلية. لن يكون تغيير عميق في دولة إسرائيل بدون هذا”.

القائمة المشتركة أطلقت حملتها مرتين – مرة للعرب ومرة لليهود. الاطلاق لليهود تم هذا الأسبوع في بار – أحزاب اليسار تحرص على إطلاق الحملات في البارات – في نهاية شارع هرتسل في تل أبيب. البار، واسمه سلمه، يقع في مبنى يوشك على السقوط، سيصبح أجلا أم عاجلا متحفا. الحيطان مغطاة بالرسومات، بينها صورة كبرى للحالم بالدولة. مثلما في كل إطلاق للحملة توجد بالونات، ولكن ليس في أزرق أبيض: في أسود أبيض. على الطاولات منشورات “هذه هي الطريق”، الناطقة بلسان الجبهة الديمقراطية. لا يوجد تكييف للهواء.

الجمهور، نحو مئة شخص، هو لحم أساسي من لحم الحزب. الكل يعانق الكل. عوفر كسيف، العضو اليهودي في القائمة، يقول في خطابه ان حق العودة للفلسطينيين هو الحياة الحقيقية. الجمهور يصفق. عودة يخرج، لتنسم الهواء. “أتعرف”، يقول لي “كميل فوكس يعطينا مقعدا ونصف لدى اليهود”.

في النهاية هذا سينفجر

منذ أجيال واليهود الامريكيون يجتهدون ليثبتوا لجيرانهم بان ولاءهم واحد – للولايات المتحدة. وحتى عندما يتجهون لنجدة اليهود في بلدان أخرى – في إسرائيل مثلا – يفعلون هذا انطلاقا من الرغبة للإحسان لدولتهم الواحدة. لا يوجد لديهم ولاء مزدوج.

الى ان جاء ترامب. “اليهود الذي يصوتون للحزب الديمقراطي هم إما جهلة او غير موالين”، قال ترامب هذا الأسبوع. غير موالين لمن؟ سارع أعضاء كونغرس يهود يتساءلون. مسألة الولاء حساسة جدا لديهم.

ترامب سعى لأن يهديء الروع: فقد وضع في الشك ولائهم لإسرائيل، لا ولائهم لأمريكا. والإيضاح فاقم الوضع فقط. ليس لطيفا ان نعرف بان رئيس الولايات المتحدة يتوقع من ملايين المواطنين ان يكونوا موالين لدولة أجنبية. ليس لطيفا التعرض لسلسلة تصريحات اللاسامية. في نظرة اليهود طماعون، متلاعبون، ناكرون للجميل، خائنون. هو لا يكره اليهود: لديه فقط رأي قاطع عنهم كشعب، كعرق.

كاسرائيليين، علينا أن نفهم بانه من الصعب ان تستوي لزمن طويل آراء لاسامية مع تأييد متحمس لإسرائيل. في النهاية هذا سيتفجر. علينا أن نفهم أيضا بان ترامب ليس عظيم أصدقاء إسرائيل. صداقته هشة وتابعة لانا لا تعرف الشبع. في اليوم الذي سنحتاجه حقا – في مسألة إيران مثلا – سيختفي. في هذه الاثناء نجح في أن يبعد عنا الحزب الديمقراطي، منتخبيه وناخبيه. عمق الاسفين بيننا وبين غالبية الجالية اليهودية، حَمس ميليشيات نازية جديدة وغرس عضوتي كونغرس معاديتين في مركز الخطاب الجماهيري. اذا كان هكذا يتصرف عظيم أصدقائنا، فاني افضل عدوا.

في العصر الحالي تحذر الشخصيات العامة من فتح الفم. كل شيء موثق، كل شيء يتدفق إلى الشبكة. الوحيدون المسموح لهم أن يقولوا كل شيء هم المهرجون ودونالد ترامب. الطين الذي يغرق فيه يحميه. ترامب عبقري. يحول الطين إلى نفتالين.

تقرير : ناحوم بارنيع – “يديعوت أحرونوت”

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن