هل تتحول تهديدات نتنياهو الكلامية إلى حرب حقيقية في غزة؟

بنيامين نتنياهو
بنيامين نتنياهو

وكالات – الوطن اليوم

شهدت الأيام الأخيرة التي تسبق معركة الانتخابات الإسرائيلية المقررة خلال شهر سبتمبر الجاري، العديد من التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أكثر من محفل ومناسبة، حيث كانت تحمل التصريحات تهديدات علنية وصريحة بشن معركة واسعة النطاق وحرب كبيرة في قطاع غزة تهدف لإسقاط حركة حماس وإعادة قوة الردع لـ “جيش الاحتلال الإسرائيلي”.

ويرى مراقبون أن تصريحات نتنياهو قد تكون جدية وقد تكون مجرد شعارات تهدف لكسب أصوات الناخبين الإسرائيليين، لكنهم في الوقت ذاته لم يستبعدوا القيام بعملية عسكرية في غزة في ظل الأجواء المهيئة لذلك والتي تشهد توترًا أمنيًا من حين لآخر، خاصة إذا شعر نتنياهو بأنه سيخسر تشكيل الحكومة الإسرائيلية القادمة.

وقال الخبير في الشؤون الإسرائيلية، سعيد بشارات، إنه من الصعب الخروج بإجابة واضحة لهذا السؤال، لأن هناك أجواء مانعة، وهناك أجواء مهيئة، مضيفًا أن: “الأجواء المانعة هي أن هناك انتخابات، ومن غير المعقول الذهاب لحرب قد تقضي على أي إنجاز لنتنياهو مع عدو نسخة 2019، يختلف عن ذلك العدو الذي كان عام 2009، وهناك تهديدات تحمل إشارات لعدو متيقظ، بالتالي يغيب هنا عنصر المفاجأة، وهناك وضع انتخابي مقبول على نتنياهو حتى يوم خروج النتيجة مساء الثلاثاء تمنعه من المغامرة غير الضرورية”.

وأضاف بشارات أن الأجواء المهيئة أيضًا موجودة، فالمنطقة مزدحمة بالأحداث الأمنية والعسكرية الحساسة، التي تقف على أرضية مشتعلة في غزة، ومستفزة في الشمال، ويرافق ذلك تهديدات علنية من نتنياهو لا يجوز عسكريًا تجاهلها، وهناك من يرى أن وضع نتنياهو حرج انتخابيًا، لذلك قد يذهب كمعركة أخيرة إلى الخيار الحاد العسكري مع غزة.

من جهته، قال المحلل السياسي ناصر ناصر إن التصريح حول غزة جاء مخالفًا لكل سياسات نتنياهو وخطاباته السابقة، ما أثار الاهتمام والتساؤل من قبل العديد من المحللين والمراقبين في المنطقة، إضافة إلى ذلك فقد زادت تصريحات الجيش الأخيرة حول قلقه من احتمالية الدخول في مرحلة (دوامة وفقدان السيطرة بما في ذلك أمام غزة).

وأضاف ناصر أنه من الممكن القول إن تصريحات نتنياهو مفيدة له من الناحية السياسية في كل الأحوال، فهي تداعب طموحات أنصاره من اليمين واليمين المتطرف على نحو التحديد، وحتى كثير من أنصار الوسط في إسرائيل، ما قد يكسبه أصواتًا جديدة ويعزز من استراتيجيته الانتخابية.

وأوضح ناصر أنه من جهة أخرى فإن نتنياهو يفتح الباب أمام خيارات جديدة تجاه غزة، ما يسمح له بالمناورة السياسية الداخلية مع بقية الأحزاب المتوقع أن تكون جزءًا من تشكيلة الحكومة الإسرائيلية القادمة.

وأشار إلى أن تصريحات نتنياهو قد تعتبر رسالة تحذير لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بضرورة الحفاظ على الهدوء والاستمرار في مسار التهدئة البطيء بين إسرائيل وغزة، وهي رسالة تحذير رفضتها المقاومة في غزة لكنها وعلى الأرجح ستتخذ كل الإجراءات والاستعدادات الضرورية لمواجهتها حال وقوعها.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن