هل تتغير سياسة الكويت الخارجية مع رحيل أميرها صباح الأحمد الجابر الصباح؟

هل تتغير سياسة الكويت الخارجية مع رحيل أميرها صباح الأحمد الجابر الصباح؟
صباح الأحمد الجابر الصباح

أعلن الديوان الأميري في الكويت، الثلاثاء، وفاة أمير البلاد صباح الأحمد الجابر الصباح عن 91 عاما في الولايات المتحدة الأمريكية.

وكان الصباح دخل مستشفى بالولايات المتحدة في تموز/ يوليو للعلاج بعدما خضع لجراحة بالكويت في نفس الشهر.

ويترقب الرأي العام العربي مواقف الكويت في ظل حكم الأمير الجديد نواف الأحمد الصباح، وما إذا كان سيواص السير على نهج التوازن وعدم الدخول في خلافات خارجية.

سياسة دولة

وشغل الأمير الراحل وزارة الخارجية لما قرب عن أربعين عاما، الأمر الذي دفع للتساؤل حول ما إذا كانت سياسة الكويت الخارجية ستتأثر بغياب من مسك زمام أمورها لأربعة عقود مضت.

أكد الكاتب والمحلل السياسي الكويتي داهم القحطاني أن سياسة الكويت الخارجية ثابتة طوال عقود، حيث كانت وستبقى وسطية ومتوازنة.

وأشار إلى أن إستمرار هذه السياسة يعود لاعتمادها على ركائز ثابتة قاومت ضغوط كثيرة على مدار العقود الماضية، وأهمها الانحياز للقومية العربية دون تعصب، والقيام بناء الإنسان وطرح القضايا التنموية والابتعاد عن القضايا الخلافية”.

وأوضح بأن سياسة دولة الكويت الخارجية متوازنة وهي تتبنى نهج محاربة الأزمات والبحث عن النقاط المشتركة، ولذلك عُرفت هذه السياسة بدبلوماسية الوساطة، وهذا النهج يعبر عن دولة الكويت ككل”.

ولفت إلى أن الكويت دولة مؤسسات ودستورية، ولهذا السياسة الخارجية لا تتحدد حسب توجه شخص معين، وإنما تعبر عن الرأي العام الكويتي أولا وثانيا اتجاهات الحكم في الكويت والتي تتناغم مع الشارع الكويتي، وكلا الاتجاهين الرسمي والشعبي يتبنيان نهج القومية العربية والانحياز لها دون تعصب”.

لا تغيير جذري

من جهته يرى مدير مركز دراسات الخليج في قطر، محجوب الزويري، بأن “السياسة الخارجية لدولة الكويت ستبقى ثابتة، مع ضرورة عدم استباق الأحداث والانتظار لفترة أطول حتى تنجلي الأمور أكثر”.

وعبر الزويري، عن اعتقاده بأن الكويت ستسير في سياستها الخارجية بنفس الطريقة، وستكون حذرة في أي تغيرات يمكن أن تحصل، وبالتأكيد مع الظرف الجديد تحتاج الأمور لوقت حتى نرى المشهد كاملا ونفهمها جيدا”.

وأضاف: “بالتالي لن يكون هناك أي تغيير جذري وحتى لو سيحدث تغيير مستقبلي سيأخذ وقت طويل، بالمحصلة نعم الأشخاص لهم دورولكن أي تغيير يمكن أن يحدث لن يبتعد عن المبادئ الأساسية التي تلتزم بها دولة الكويت”.

وأشار إلى أن وجود الحياة البرلمانية والمؤسسات في الكويت كما ساهم في عملية الانتقال السياسي الحالية، سيساهم في عملية اتخاذ القرار وبالتالي بالتأكيد سيؤثر على عملية صنع القرار، ما سيجعل عملية التغير محدودة إن لم تكن غير محتملة”.

مصير وساطة الكويت في الأزمة الخليجية

لعبت الكويت في عهد الأمير الراحل دورا مهما في الوساطة بين طرفي الأزمة الخليجية، فهل ستستمر هذه الوساطة مع تغيير رأس السلطة في الإمارة؟

يرد الزويري على هذا التساؤل بالقول: “المؤشرات الأولية تُشير إلى أن نهج الوساطة نعم كان يتمثل في الأمير الراحل، ولكنه أيضا كان سلوك دولة وسطية، بالتالي من المتوقع أن تستمر القيادة الجديدة والتي كانت مقربة من الراحل في قيادة جهود الوساطة”.

وأضاف: “لدينا مثال سابق في دولة عُمان حيث لم تتغير دبلوماسيتها مع تغير الحاكم، وبالتالي يمكن القياس على هذا والقول بأنه لا مؤشر على تغير السياسة الخارجية خاصة أن الأمر الجديد كان وليا للعهد ويعمل مع الأمير الراحل منذ 2006 بالتالي هو على دراية بهذه الملفات”.

وعبر عن اعتقاده بأن الوساطة سوف تستمر، ولكن عودة تحركات الكويت فيها ستتأخر لبعض الوقت، حتى تعيد الدولة ترتيب أمورها الداخلية، ولكنها ستعود وربما بقوة دفع أكبر بالنظر إلى التغيير السياسي الذي حدث ومجيء الأمير الجديد، لهذا لا أرى أي مؤشرات على اختفاء الوساطة”.

بدوره أعاد المحلل السياسي الكويتي داهم القحطاني تأكيده على أن “السياسة الخارجية في الكويت ركائزها ثابتة، مشيرا إلى أنها غير مرتبطة بالشخوص وإنما بنهج الدولة، مضيفا: “في الفترة الأخيرة والتي كان يتعالج فيها الشيخ صباح، قامت الحكومة الكويتية بقيادة الأمير الحالي الشيخ نواف بمواصلة الوساطة في الأزمة الخليجية عبر زيارة لوزير الخارجية الكويتي للدوحة”.

الموقف من التطبيع

وحول موقف الكويت من التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي قال القحطاني: “أعلن رئيس الوزراء في الاجتماع الأخير ردا على تصريح ترامب حول نية الكويت تطبيع علاقاتها مع الاحتلال، بأن الكويت تؤيد القضية الفلسطينية ومتمسكة بحل الدولتين وتؤكد على أنها لن تقبل أي تطبيع ما لم يكن هناك حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، وحتى في غياب الشيخ صباح في أزمته المرضية استمرت السياسة الكويتية برفض التطبيع والاستمرار في الوساطة بالازمة الخليجية”.

بدوره أوضح الزويري بأن موقف الكويت من القضية الفلسطينية معروف منذ سنوات ولم يتغير حتى في الأوقات العصيبة في مطلع التسعينات من القرن الماضي”.

وحول حديث ترامب عن نية الكويت التطبيع مع الاحتلال قال الزويري: “فليقول ترامب ما يقوله، لكن الكويتيين وحكومتهم قالوا أنه لا تغيير في مواقفهم وأنهم مع الشرعية الدولية في موضوع حل الدولتين ومع تنفيذ القرارات الدولية 338 و242 وبالتالي هذا الموقف لم يتغير”.

وعبر عن اعتقاده بأنه من المبكر التنبؤ بأي تغير فعادة الظروف الدولية والاقليمية تجعل أي عملية تغير متأخرة، خاصة في هذه المرحلة التي تشهد فيها المنطقة عدم استقرار”.

وخلص بالقول: “بالتالي لا اتوقع أنه سيكون هناك تغير أو سعي للتطبيع مع اسرائيل لاعتبارات كثيرة، منها تاريخي مثل كيفية تعامل الكويت مع القضية الفلسطينية ودعمها، أيضا لا يوجد مؤشرات على تغيير النهج مع التغير الذي حصل في الحكم وفق ما هو معروف عن الأمير الذي استلم السلطة”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن