هل تجبر حرب غزة الجيش على رسم “خارطة طريق” جديدة!

نشرت صحيفة “معاريف” العبرية تقريراً موسعاً، الجمعة، حول اقتراب الجيش الإسرائيلي من الانتهاء من تحقيقاته حول الحرب الأخيرة على القطاع، حيث سيلتقي قادة الجيش بعد أسبوعين في ورشة عمل تستمر أسبوعاً للتباحث حول النتائج والعبر المستخلصة من الحرب على القطاع.

وقال المحلل العسكري للصحيفة “عمير رففورت” إن الضباط سيستمعون خلال جلساتهم إلى نتائج التحقيقات الخاصة بالعمليات التي دارت في القطاع على أن تجتمع هيئة الأركان بعدها بعدة أسابيع لورشة تستمر يومين لبلورة خارطة طريق جديدة للجيش بناء على العبر المستخلصة من الحرب.

وأضاف رففورت أن هنالك أمران يشيران إلى عدم وجود نية حقيقية باستخلاص العبر الحقيقية، الأول استباق وزير الجيش “موشي يعلون” ورئيس الأركان “بيني غانتس” لنتائج التحقيقات بالإعلان وخلال سلسلة من التصريحات الإعلامية، عن أن الحرب لم تكن سوى قصة انتصار كبيرة للجيش الإسرائيلي، حيث فهم من الحديث أن الحرب شهدت بعض الأخطاء واستمرت أكثر من المخطط ولكن الصورة العامة كانت جيدة.

وتابع: “وفي حال قال الكبار إن النتائج كانت جيدة فلا يوجد شك بأن هذه التصريحات ستصل إلى لجان التحقيق العسكرية لتأخذ هذه التصريحات في الحسبان”. على حد تعبيره.

أما الأمر الآخر الذي يتحدث عنه رففورت فهو أنه ليس بالضرورة أن يتم سؤال الأسئلة الصعبة في التحقيقات العسكرية ولكنها قد تسأل بعد استكمال التحقيقات العسكرية وذلك في التحقيقات التي ستجريها لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست وعلى يد مراقب الدولة.

ثلاثة تحقيقات

وأشار إلى أن التحقيقات تجري في هذا الأيام على ثلاثة أصعدة والتي تقترب من نهايتها حيث يتم تركيز مجمل التحقيقات على يد شعبة العمليات التابعة لهيئة الأركان، وتشمل التحقيقات أنوعاً ثلاث.

وأوضح أن هذه التحقيقات هي تحقيق هيئة الأركان حيث تم تنصيب ضباط إحتياط كبار لإجرائها، والنوع الثاني من التحقيقات على مستوى الأذرع العسكرية في الجيش كسلاح الجو والبحرية وسلاح المشاة واللوجيستيكا، أما النوع الأخير فهو التحقيق على مستوى الوحدات المختلفة حيث تم السير بأسلوب تحقيقات مغاير بعد إنتهاء الحرب وذلك للمرة الأولى وهو أسلوب تحقيق سريع للحالات الشاذة.

ولفت إلى أن هذه التحقيقات تجري بسرعة ولكن تم إعطاء المشتركين فيها حصانة كاملة من المحاكمة على الأمور التي سيدلوا بها للمحقق معهم، ونوه إلى تفعيل هذا الأسلوب في حالات شاذة فقط كتفعيل نظام “حنيبعل” في رفح في الأول من شهر آب المنصرم عندما فقد أحد ضباط جفعاتي وقتل اثنان من رفاقه حيث تفيد التحقيقات العسكرية بمقتل 41 فلسطيني فقط بعيد العملية وليس 130 بحسب إحصائيات الفرق الطبية في القطاع.

الفشل الإستخباري

وتحدث رففورت في تقريره عن أن التحقيقات ستتركز بشكل اكبر على الفشل الإستخباري في توقع الحرب وأنه ينتظر الجيش في هذا المجال أسئلة صعبة ليجيب عليها من قبيل فشله في توقع الحرب بداية وتوقع نوايا حماس بالذهاب نحو الحرب المفتوحة، حيث سيعتري هذه التحقيقات الكثير من النقاشات الحادة بين الجيش والشاباك حيث يدعي الأخير انه حذر من نوايا حماس خلال الربيع بفتح حرب في تموز الأمر الذي نفاه الكابينت والجيش.

ونقل رففورت عن مصادر في الشاباك قولها انها حذرت من نية حماس بفتح حرب في الصيف ولكن هذه التحذيرات تم تناسيها وتدحرجت عملة “عودة الإخوة” التي كانت تهدف للوصول للمستوطنين المختطفين الثلاثة، في حين أشار رففورت إلى عدم توفر أي معلومات حول نية حماس الذهاب للتصعيد المفتوح وحتى آخر رمق.

كما ان الجيش سيواجه المزيد من المتاعب في الملف الإستخباري حيث عجزت أجهزته الأمنية عن تنبؤ سير المعارك وردة فعل حماس خلال 51 يوما من الحرب، ومن بين هذه المتاعب هو تصريحات رئيس الأركان بعد انسحاب الجيش من القطاع أن الحرب أصبحت من وراءنا فيما بات يعرف بخطاب “شقائق النعمان” حيث كانت تقديرات الجيش الإستخبارية تشير إلى انتهاء الحرب.

ونوه رففورت إلى أن هذه التقديرات كانت عبارة عن خطأ فادح في قراءة الوضع على الأرض فما لبثت وأن تجددت الحرب وبوتيرة أعلى.

وتناول المحلل العسكري المخضرم رففورت عدم إعداد الجيش لخطة محددة للدخول البري للقطاع بداية الحرب وانه كان لدى غانتس خطة لاجتياح بري أوسع ولكنه احتفظ بها في درجه الخاص ولم يطلع أعضاء الكابينت عليها في حين شكك المحلل في جدية أجوبة غانتس حال استجوابه حول هذه القضية كونه سينهي حياته العسكرية قريباً.

تحقيقات أخرى

وتحدث رففورت عن سير رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست في سلسلة من التحقيقات التي يجريها 11 رئيس لجنة فرعية في اللجنة الأم وتضم هذه اللجان قادة سابقين في الجيش كرئيس الأركان الأسبق “شاؤول موفاز” ووزير الجيش الأسبق “بنيامين بن اليعازر”، في حين سيقوم رؤساء اللجان ال 11 والذين أطلق عليهم “المنتدى” بإعداد تقرير موسع عن الحرب بعد استلام تقرير تحقيقات الجيش.

في حين قام أعضاء هذا المنتدى باستجواب أعضاء الكابينت وعلى مدار ساعات طويلة وذلك للوقوف على موضع الخلل في سوء تصرف الأعضاء خلال الحرب وكذلك آلية اتخاذ القرار والتقارير التي استلموها من المستوى السياسي خلال الحرب.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن