هل تطيح عملية خانيونس الفاشلة برئيس “أمان”؟

هل تطيح عملية خانيونس الفاشلة برئيس

لا تزال العمليّة العسكريّة الفاشلة التي نفّذتها شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيليّة (أمان) في تشرين ثانٍ/ نوفمبر الماضي بخانيونس، تلقي “بظلالها القاسيّة” على قيادة الجيش الإسرائيلي وعلى الوحدة نفسها التي تعتبر من أفضل وحدات الجيش الإسرائيلي، بعدما كشفت القوةَ الإسرائيليّة قوةٌ تابعة لحركة حماس، وقتلت قائدها، قبل أن يتمكن باقي أفراد القوة من الفرار.

وبحسب ما ذكره المراسل العسكري لصحيفة “معاريف”، ألون بن دافيد، فإن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، سيحسم خلال الفترة القريبة إن كان سيطيح برئيس ’أمان’، تمير هايمان، من منصبه أو إن كان سيدعمه.

ودخل هايمان إلى منصبه قبل تنفيذ العمليّة الفاشلة بثمانية أشهر، “بخبرة ضحلة بالأعمال الاستخباراتيّة”، بتعبير بن دافيد، إذ عمل سابقًا قائدًا لوحدة “السلك الشمالي” في الجيش الإسرائيلي ومديرًا للكليات العسكريّة. وكتب بن دافيد إن العملية الفاشلة “وقعت قبل أن ينتهي هايمان من التعرف بعمق إلى تعقيدات عالم ’وحدة العمليات الخاصّة’ في الجيش الإسرائيليّ، الذي يحوي تخصّصات عديدة”.

وبدأت الأزمة مع اضطرار كوخافي إلى التوجه إلى العميد (أ) (48 عاما)، ليعود إلى الخدمة الدائمة في الجيش الإسرائيلي، ليتولى مجددا قيادة لواء العمليات الخاصة، وذلك من أجل إعادة بناء هذا اللواء “الذي تضرر جدا بعد فشل العملية الخاصة في غزة، في تشرين الثاني/نوفمبر الأخير”، غير أن بن دافيد نقل “إشاعات” أن العميد (أ) اشترط العمل مباشرةً تحت قيادة كوخافي، لا تحت قيادة هايمان، وهو ما يؤدي إلى “تآكل صورة هايمان”.

ومن المتوقع أن يجري، خلال الأيام القليلة المقبلة، بحسب “معاريف”، تلخيص للتحقيقات العديدة التي أجراها الجيش الإسرائيلي خلال الفترة الماضية.

وبحسب ما ذكرته الصحيفة، اليوم، فإن انكشاف أمر القوّة الإسرائيلية الخاصة في قطاع غزّة أدّى إلى “ضرر عميق وخطير لأمن لإسرائيل، بمستويات لا يمكن التفصيل فيها”، وأشارت إلى أن وحدة “أمان” أجرت تحقيقًا “شجاعًا، بيّن جملةً طويلة من الأخطاء التي أدت إلى الفشل. جزء منها أخطاء جرت على مدار سنوات قبل العمليّة الفاشلة نفسها”، وبعد هذا التحقيق، أجرت الوحدة التي تعلو “أمان”، تحقيقًا خاصًا، “غاب عنه معظم الأخطاء التي ظهرت في التحقيق الأصلي. عدد كبير من المقاتلين في الوحدة، وأشخاص ذوو خبرة، أشاروا على مدار سنوات إلى أوجه القصور هذه وحذّروا من أنها ستقود إلى فشل، إلا أن الضباط المشرفين عليهم في ’وحدة العمليات الخاصّة’ اختاروا أن يتجاهلوا هذه التحذيرات”.

ولفتت الصحيفة إلى أن العمليات الخاصّة تختلف عن العمليات العسكريّة العادية، “ليس بسبب سرّيّتها… ففي الحرب تنفيذ المهمّة هو القيمة العليا، بينما في العمليات الخاصّة لا يوجد هذا الإلحاح، أنتَ تختار التوقيت المناسب، والقيمة العليا هي الحفاظ على أمن القوات وسريّة منهج العمل، ولاحقًا يكون التنفيذ”.

ويشير الكاتب إلى سياسة جديدة وجدت طريقها إلى الجيش الإسرائيلي منذ سنوات، وهي “نفّذ ثم اعترض”.

وكشف أن بعض المقاتلين المشاركين في القوّة اجتاحه الخوف، “وكثيرًا منهم ذهب إلى العمليّة بقلب مثقل… وحتى عندما اكتشفوا أخطاءً، لم يتجرأ أحد منهم على إيقاف العملية والعودة إلى المنزل”.

وبيّن بن دافيد أن الجيش الإسرائيلي “أجرى عدّة تحقيقات حول العمليّة الفاشلة، وعرضت جميعها على كوخافي الذي أعادها، المرّة تلو الأخرى، لتحسينها أكثر. وبكونه عمل 4 سنوات رئيسًا لـ’أمان’، يعرف كوخافي جيدًا نشاطات ’وحدة العمليّات الخاصّة’ وطلب تحقيقًا أساسيًا. كما يعرف أنه يجب إجراء تأهيل أساسي للوحدة، ولذلك توجّه للعميد (أ)، طالبًا منه العودة إلى خدمته العسكريّة”.

وخلال هذه المدّة، استقال قائد “سرية الأركان” من منصبه، بالإضافة إلى رئيس “وحدة العمليات الخاصّة”، العميد (ج)، الذي فهم أنه سيتم استبداله قريبًا، بالإضافة “إلى عدد كبير من الضباط والمقاتلين في الوحدة الذين يدرسون مستقبلهم فيها”.

وفي محاولة لتقليص الأضرار، بحسب “معاريف”، عزم كوخافي على منح أوسمة في يوم الاستقلال في أيار/ مايو الماضي للمشاركين في العملية الفاشلة، قبل أن يتراجع عن ذلك لاحقًا.

وتعتبر “أمان” درّة التاج في الجيش الإسرائيلي، بتعبير “معاريف”، التي ادّعت أنه “جسم يتفجّر امتيازًا ويقود كل الأفعال العسكريّة الإسرائيليّة”، وتعتبر وحدة جمع المعلومات التابعة له (8200) “من أبرز الوحدات الاستخباراتيّة في العالم”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن