هل تلجأ “إسرائيل” لمحاورة حماس في ظل الوضع المتفجر بغزة؟

نتنياهو على الحدود

قال جنرال إسرائيلي الثلاثاء، أن هناك مخاوف وتطورات أمنية تحيط بـ”إسرائيل”، مفضلاً عدم الخوض في تفاصيلها باعتبارها تهديدات استراتيجية، سواء ما يتعلق بإيران واقترابها من حدود الجولان، أو عودة سيطرة النظام السوري على أراضيه، وإمكانية نشوب حرب مع حزب الله.

وأضاف أوري ساغيه الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان”، أن من ضمن المخاوف الإسرائيلية، الوضع المتفجر في قطاع غزة، ووجود تنظيم الدولة في سيناء، فضلاً عن حالة عدم الاستقرار في الضفة الغربية، والقلق مما يحصل في الأردن.

وأشار ساغيه خلال مقابلة مع صحيفة “معاريف” العبرية إلى أن “هناك شبكة مصالح في المنطقة، وإن لم تكن كل دول الشرق الأوسط تشاركنا النظرة ذاتها، فإن لدينا مصالح مشتركة مع مصر والأردن والسعودية وبعض دول الخليج، وعدد من سكان لبنان، رغم أن “إسرائيل” تركز جهودها في الموضوع الفلسطيني، للمحافظة على شرعيتها الدولية، التي تأثرت كثيراً في السنوات الأخيرة”.

ونوه إلى أنه “بالنسبة للوضع في غزة، فإن ظروفا نشأت ربما نتحاور فيها مع حماس، صحيح أن ذلك قد يبدو مستهجناً لدى الإسرائيليين، لكن أن يوجد عنوان تتفاهم معه أفضل من بقاء الوضع هكذا ضائعاً مع بعض التنظيمات الصغيرة، وحماس تعتبر شبه سلطة وحكومة في قطاع غزة”.

ورأى ساغيه أنه “ما لم يحصر تغير في الكارثة القائمة في غزة، فإنها ستنفجر أخيراً في وجوهنا، لأن هناك مليون وثمانمائة ألف نسمة، وهذه البقعة الجغرافية أصبحت صعبة وطاردة، وطالما “إسرائيل” لا تستطيع وحدها إيجاد الحلول لمشاكل غزة، فإن التعاون الإسرائيلي المصري المشترك يقدم لنا مساعدة ليست سيئة”، بحسب تعبيره.

وبين أن القوة العسكرية باتت ليس الحل الوحيد لـ”إسرائيل” لإزالة تهديد حماس، معللاً ذلك: “لا يمكن القضاء على الأيديولوجية بقوة السلاح، والجيش الإسرائيلي يجد صعوبات في التعامل مع حماس”.

واستكمل قائلاً: “لا يبدو أن هناك مناصاً أمام “إسرائيل” من الحديث مع حماس، لأنها القوة المركزية في القطاع، ودون وجودها سيكون الوضع صعباً من الناحية الأمنية على مختلف الأطراف، ومنها “إسرائيل”، التي ربما لا ترى اليوم أن هذا الحوار ضروري مع الحركة، لذلك تفضل “إسرائيل” الضغط الأمني فقط”.

أما بالنسبة لتطورات الملف السوري، فقال الجنرال الإسرائيلي، إنه يشهد في الآونة الأخيرة أحداثاً قد تبدو مقلقة، لاسيما أن الولايات المتحدة في طريقها للغياب عن هذه الساحة المهمة.

وتابع: “رغم أن روسيا قد لا تقدم فوائد جمة لإسرائيل، لكنها تعتبر عامل استقرار للمنطقة”، مستدركاً قوله: “لكن من المهم ألا نصاب بالعمى السياسي، فروسيا لا تدعم السياسة الإسرائيلية بصورة مطلقة، ولو أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو دأب على السفر لموسكو بين حين وآخر، والتقى مع الرئيس فلاديمير بوتين، وعاد بانطباعات إيجابية، لكني لا أقترح على أحد أن يصنف بوتين صديقا لإسرائيل”.

ساغيه، من أكثر الجنرالات الإسرائيليين دراية بالملف السوري، ورئيس طاقم المفاوضات معهم في التسعينيات، استبعد أن يشن الرئيس السوري بشار الأسد حرباً على “إسرائيل” كما حصل عام 1973، لأنه في وضع صعب، وليس قوياً بما فيه الكفاية، ولا أظن أن لديه الرغبة الكاملة لاستعادة الجولان إلى سوريا.

وأوضح أن الوجود الإيراني على حدود سوريا لم يتشكل فجأة بسبب عدم انتباه “إسرائيل”، أو غفوتها، ولكن لأن الحكومات الإسرائيلية لم تأخذ بنصيحة إسحق رابين قبل سنوات طويلة، حين أوصى بعقد سلام مع الدول العربية، والعمل على حل القضية الفلسطينية، قبل أن يكون لدى إيران قنبلة نووية، لكنها اليوم باتت في قلب سوريا، هذه الدولة المفككة، مع أني أذكر أن حافظ الأسد لم يرد وجودا إيرانيا في بلاده، رغم أنه عقد معها تحالفا استراتيجيا.

 

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن