هل يتحرك الجنود الأمريكيون في سوريا تحت الحماية الروسية؟

هل يتحرك الجنود الأمريكيون في سوريا تحت الحماية الروسية؟

الوطن اليوم – وكالات

تراجع دور الولايات المتحدة في سوريا عقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا، ووقف التعاون مع الأكراد، ليسمح لتركيا بشن غزوها المثير للجدل، فيما تسلط التصادمات المميتة في سوريا الضوء على تداعيات مهمة أمريكا المبهمة في البلاد.

وعلقت شاحنات عسكرية أمريكية في الوحل، وحاصرها القرويون الأكراد الغاضبون، واضطر الجيش الروسي للتدخل والمساعدة بتهريبها، ما دفع المراقبين للتساؤل عما حدث لتنتهي جهود الولايات المتحدة الممتدة 5 سنوات من القتال ضد داعش شمال سوريا، بهذا الشكل.

ووفقًا لصحيفة (الغارديان) البريطانية، كان المشهد بالقرب من مدينة القامشلي بالنسبة للمسؤولين العسكريين الأمريكيين بمثابة تذكرة صارخة بالنهاية غير المنطقية للحرب ضد الجماعة الإرهابية والشراكة مع الأكراد الذين ساعدوهم على الانتصار على داعش.

وقُتل رجل وجُرح آخر في الحادثة التي بدأت عندما تعرضت دورية أمريكية لهجوم بالقرب من نقطة تفتيش تحرسها قوات موالية لبشار الأسد، الأربعاء الماضي.

وكان هذا صراعًا مباشرًا نادرًا بين قوات الحكومة الأمريكية والسورية، ولكن منذ أن أنهى دونالد ترامب فجأة اتفاق واشنطن مع الأكراد في أكتوبر الماضي، وترك ما تبقى من الوجود الأمريكي شمال شرق سوريا يمر بوقت عصيب.

ودون مهمة محددة بوضوح، وبعد ترك حلفائها عرضة للهجوم التركي، وترك الروس يسيطرون على المنطقة، تجنبت القوات الأمريكية المعارك في الصحاري الشرقية، حيث أصبحت حقول النفط وليس خطر الإرهاب العالمي، سبب بقائها.

ولا تلقى القوافل الأمريكية ترحيبًا حارًا، حتى في المعاقل التي كانت صديقة في الماضي مثل القامشلي، فعندما خرجت المدرعات من المدينة في أكتوبر، رماها الأهالي بالحجارة.

واستولت القوات الروسية على القواعد التي استخدمتها القوات الأمريكية في القتال الطاحن ضد المتطرفين، في غضون ساعات من مغادرتها، ووجد القادة الأكراد الذين اعتمدوا على رعاية الأمريكان، أنفسهم تحت سيطرة الروس.

وبالنسبة إلى بعض المسؤولين الأكراد، أصبح الصراع في الشمال الشرقي صورة مصغرة للحرب السورية الأوسع من أي وقت مضى، حيث يشمل روسيا بدورها الصاعد، والولايات المتحدة غير المهتمة، والموالين السوريين الذين يبحثون عن النفوذ، ما ترك الأكراد المحليين محاصرين بين الطموحات المتنافسة لأنقرة وموسكو.

ومع عدم تقديم الولايات المتحدة لأي مساعدات، كان من المرجح أن تواجه إحدى القوافل الأمريكية استقبالًا سيئًا من إحدى القرى في المنطقة، وأظهر مقطع فيديو لواقعة دورية القوات الأمريكية محاطة بالسكان المحليين الغاضبين، وهم يهتفون:“ماذا تريد من بلدنا؟ ما هدفكم هنا؟ بينما يرد عليهم أحد الجنود باللغة الإنجليزية، قائلًا لهم: “تراجعوا”، وتظهر مقاطع أخرى رجالًا يطلقون بنادق AK-47 وأسلحة صغيرة أخرى.

ويصف المسؤولون العسكريون الأمريكيون المهمة بأنها دورية روتينية، ويقولون إنهم أُجبروا على إطلاق النار على القرويين دفاعًا عن النفس.

وإضافة إلى الشاحنة الأمريكية العالقة في الوحل، كانت هناك شاحنة أخرى ذات إطار مثقوب، وأرسلت الولايات المتحدة طائرة مقاتلة أمريكية فوق القرية خلال الاشتباك، وفي النهاية نجحت القوات الروسية في تهدئة الأمور.

وبعد انسحاب ترامب المفاجئ، نجح كبار مساعديه وزعماء البنتاغون في إقناعه بالاحتفاظ بحوالي 500 جندي ووحدات مدرعة بالقرب من دير الزور في أقصى شرق سوريا، وكان السبب المعلن هو حماية حقول النفط.

وقال مسؤول إقليمي: “كان التحدث عن حقول النفط يهدف لجذب انتباهه، فالرئيس الأمريكي لا يفهم شيئًا آخر وكان عليهم التحدث بلغته”.

وشرح مسؤولون آخرون أن الحفاظ على الوجود الأمريكي في المنطقة أمر حيوي لأسباب أخرى، خاصة الحفاظ على العلاقة مع الأكراد، وكبح النفوذ الإيراني.

وقال بريت ماكغورك، وهو المبعوث الأمريكي السابق لملف داعش والذي استقال اعتراضًا على خطوة سابقة لسحب القوات: “لدينا جنود أمريكيون في مهمة غير محددة في سوريا بعد التخلي عن 75% من الأراضي التي كانت مستقرة في السابق بناءً على أوامر ترامب، والآن هم مضطرون للتحرك في الطرق التي تسيطر عليها قوات النظامين الروسي والسوري، وهذا كثير على محاربينا الشجعان”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن