هل يشكل تداول الصحف مدخلا جديا لاتمام المصالحة الفلسطينية ؟!

هل يشكل تداول الصحف مدخلا جديا لاتمام المصالحة الفلسطينية ؟!

أعاد السماح بتوزيع الصحف الصادرة بالضفة الغربية في محافظات غزة، وتوزيع تلك الصادرة في غزة بالضفة، بصيصا من الأمل لدى الفلسطينيين في إمكانية تحقيق المصالحة جديا على مقارنة باتفاقات المصالحة السابقة التي لم يتم تطبيقها.

ومع وصول صحيفتي القدس و “الأيام” الصادرتين في الضفة الى قطاع غزة، بدأت تتبدد مخاوف المواطنين في غزة من فشل المصالحة، وعبر العديد منهم في أحاديث منفصلة، عن تفاؤلهم بجدية كافة الأطراف السياسية في تنفيذ “إعلان الشاطئ” وصولا لإنهاء حقبة سياسية قد تكون الاصعب التي مرت بها القضية الفلسطينية منذ سنوات طويلة.

وقال المواطن حسام غنام (37 عاما)، ان سكان قطاع غزة متفائلين على غير العادة في إمكانية نجاح الجهود التي جرت وتجري لتطبيق التفاهمات الأخيرة بين حركتي فتح وحماس، مشيرا إلى حاجة الفلسطينيين وخاصةً في غزة لنجاح الاتفاق لما سيفتحه من آفاق وخيارات جديدة في حياة المواطن على صعيد تحسين الوضع الاقتصادي، الذي كان للانقسام انعكاساته السلبية عليه.

واشار الشاب أيمن صادق (29 عاما) الذي كان يحمل صحيفتي القدس و”الأيام” في ساحة الجندي المجهول، السماح بتداول الصحف بين غزة والضفة بأنها خطوة مهمة في إطار تبادل الثقة بين فتح وحماس، معربا عن تفاؤله في أن تسير وتستمر الخطوات المتعلقة بالحريات العامة بالتزامن في الضفة وغزة حتى إتمام المصالحة بكافة ملفاتها.

وتُظهر آراء مراقبين ومحللين سياسيين، حذرا من الإفراط في التفاؤل بإمكانية أن تشكل خطوة تداول الصحف بين غزة والضفة، مدخلا نحو جدية الأطراف في تنفيذ تفاهمات “إعلان الشاطئ” رغم تأكيد أطراف الاتفاق على ضرورة المضي بخطى ثابتة نحو إتمام المصالحة.

وقال المحلل السياسي، طلال عوكل، أنه لا يمكن اعتبار خطوة تداول الصحف بأنها اختبار حقيقي لإمكانية نجاح المصالحة، مبينا في الوقت ذاته أنها خطوة مهمة لبناء الثقة بين الطرفين رغم وجود ملفات كبيرة يمكن أن تعطل الاتفاق الأخير.

وأعرب عوكل عن تفاؤله الحذر من نجاح أولى الخطوات “الصغيرة” في قضية المصالحة، معتبرا خطوة تشكيل حكومة الوفاق بانه “الخطوة الوحيدة التي ستؤكد مدى مصداقية وجدية فتح وحماس”.

وقال: “بمجرد تشكيل الحكومة سنكون أمام وضع مختلف يضيف لدى المواطنين مزيدا من الأجواء الإيجابية العامة”، مبينا أن المواطنين بحاجة لخطوات أكبر على أرض الواقع للشعور من خلالها بارتياح كبير.

ورأى المحلل السياسي واستاذ الاعلام بجامعة بيرزيت نشأت الأقطش، في خطوة تداول الصحف في شقي الوطن بأنها “استحقاق يأتي في إطار حرية الصحافة والرأي العام”، مشيرا إلى أن “تعطل تداول الصحف لسبع سنوات جاء بلا داعي أو سبب”.

وأضاف: “لا يمكن الحديث عن مصالحة حقيقية سوى بإجراء انتخابات وتوحيد مؤسسات الدولية، وما يجري الآن هو إدارة مؤقتة للأزمة، والجميع يأمل أن لا تستمر بهذه الطريقة التي تحاول فيها الأطراف الخروج من مأزقها السياسي الذي تعيشه”.

وأكد على أهمية أن تكون الحريات العامة خطوة استراتيجية بمنحها كافة المتطلبات، من منح الصحافيين حرية الكتابة ووقف اعتقالهم إلا بشكل قانوني عبر المحكمة، وغيرها من الإجراءات التي تثبت بأنها ليست خطوة تكتيكية.

وقال المحلل السياسي هاني حبيب، ان “قطار المصالحة يبدأ بالخطوات الصغيرة، لكن الفلسطينيين بانتظار خطوات جدية أكبر”، معتبرا ما جرى من خطوة لتداول الصحف بأنها أزالت بعض الحذر الذي ينتاب المواطنين.

ولفت حبيب إلى أهمية ملف الحريات العامة، وضرورة دعمه بقرارات سياسية من كافة الأطراف التي تدعم ثقة المواطنين وإدراكه للنوايا الطيبة لدى الأطراف.

من جانبه أكد القيادي في حماس وممثلها في لجنة الحريات بغزة، إسماعيل الأشقر، على أن حركته وفتح أمام خيار لا ثاني له يتمثل بضرورة إنجاز المصالحة وعدم القبول بالفشل نهائيا.

وقال الاشقر: “حماس وفتح أمام ممر إجباري يجب أن نمر منه جميعا نحو المصالحة، ونحن سائرون للأمام وليس أمامنا خيار العودة وليس هناك نظرة للوراء”.

وأشار إلى أن خطوة تداول الصحف “بسيطة ولكنها ستمهد لما هو أكبر من ذلك”، مشددا على ضرورة إنجاز ملف الحريات العامة لما سيمثله من استعادة للثقة وللتغلب على كافة الصعاب التي قد تواجه المصالحة مشيرا الى ان “جميع الأطراف لديها النية والإرادة الصادقة لإتمام المصالحة”.

المصدر: صحيفة القدس

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن