هل يعود التحالف السني بقيادة السعودية بالنفع على “الإخوان”؟

وكالات / الوطن اليوم

هل يعود التحالف السني الذي تقوده السعودية ضد المشروع الإيراني في المنطقة وخاصة في اليمن، بالنفع على حركات وتيارات الإسلام السياسي وعلى رأسها جماعة “الإخوان المسلمين”، التي تعرضت لهجوم شديد من دول الخليج، خاصة بعد الإطاحة بالرئيس المصري السابق محمد مرسي.

مجلة “إيكونوميست” البريطانية أشارت، في عددها الأخير، بأنّ التحالف السني، الذي تقوده السعودية قد ينعكس بالإيجاب على تيارات الإسلام السياسي وخاصة جماعة “الإخوان المسلمين”، فمنذ رحيل العاهل السعودي الملك عبد الله في يناير/ كانون الثاني، غيرت السعودية من لهجتها السياسية تجاه الجماعة، مما أعطى الجماعة أملاً بالتجدد.

وتشير مجلة “إيكونوميست” إلى أنّ التحول كان واضحاً في البداية وفي أثناء جنازة الملك، فقد رحب الملك سلمان، خليفة الملك الراحل عبد الله، بحليف الإخوان الرئيسي في تونس راشد الغنوشي.

كما أكدّ وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في وقت سابق، على أنّ “السعودية ليست لديها مشكلة مع الإخوان المسلمين، حيث إنّ مشكلتنا الأساسية تكمن مع مجموعة صغيرة تؤمن ببيعة المرشد”.

وفي هذا السياق يرى رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية بجدة الدكتور أنور عشقي، في تصريحات خاصة لـ”الخليج أونلاين”: بأنّ ما أوردته مجلة “إيكونوميست” ليس دقيقاً بالمعنى الصحيح ولكنّه يحتمل أن يكون صحيحاً.

ونبه عشقي إلى أنّ الملك سلمان حريص ودقيق جداً في تصرفاته، وهو يؤمن بالتعددية ويؤمن باحتواء الأطراف والجماعات والتيارات السياسية الأخرى، مؤكداً على أنّه يفرق بين الإخوان وبين من يمارسون العنف، إذ إنّ هذه العملية أعادت الثقة ليس فقط في نفوس التيارات الإسلامية، بل في نفوس العرب كلهم بعد أن شعروا بالإحباط من الممارسات الإيرانية في المنطقة.

ويتابع عشقي حديثه بالقول: “حرب السعودية ليست ضد إيران، ولكنّها ضد الممارسات الإيرانية وتجاوزاتها في المنطقة، بعد أن صرحت بشكل واضح ومجحف بأنّها باتت تسيطر على أربع عواصم عربية وبأنّ دولة فارس أصبحت عاصمتها بغداد”.

وشدد على أنّ كل هذه الأمور “دفعت بالسعودية إلى حماية الأمن القومي العربي مع دول التحالف الأخرى المشاركة معها، ومثل هذا الأمر يعدّ مصلحة عربية لكافة مكونات المجتمع العربي بمختلف توجهاتهم سواء كانوا تيارات سياسية أو كانوا من عامة الشعب”، معتبراً بأنّ “عاصفة الحزم” أعطت بصيص أمل لجماعات الإسلام السياسي “حتى وإن كانت هذه الجماعات تسير الإسلام في خدمة مصالحها وأهدافها الشخصية”.

من جهته، خالف الداعية الإسلامي السعودي الدكتور محمد موسى الشريف، المعلومات التي أوردتها الصحيفة.

واعتبر الشريف في مقابلة خاصة مع “الخليج أونلاين”، أن “عاصفة الحزم” كانت في وقتها المناسب، “لكن هذا لا يعني أنّ مثل هذه العملية قد تنعكس بالإيجاب على ظاهرة الإسلام السياسي”، متمنياً أنّ “تتحول الأمور إلى خير على المستوى العربي والإسلامي، وأن تكون عاصفة الحزم بادرة خير وبركة على الجماعات والتيارات الإسلامية في العالم العربي والإسلامي”.

الخليج أونلاين

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن