هل يمكن لأمريكا مواجهة إيران بتجاهل تركيا؟

هل يمكن لأمريكا مواجهة إيران بتجاهل تركيا؟

بعد عدد من التجارب والأخطاء، شكل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فريقاً أمنياً قد يكون أكثر صرامة من الفريق الذي أحاط بالرئيس الأسبق جورج بوش.

أنقره وطهران لديهما بعض المصالح المشتركة. وتشكل العلاقات التجارية جزءاً هاماً من هذه المصالح

ويتولى وزارة الدفاع الأمريكية جيمس ماتيس، جندي سابق عرف بصرامته وشدته. كما أقال الرئيس ترامب مؤخراً ريكس تيلرسون، وزير خارجيته السابق، ورشح مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) مايك بومبيو مكانه. كما اختار ترامب جينا هاسبيل لتخلف بومبيو، وهي موظفة قديمة لدى الوكالة اتهمت بإجراء تحقيقات تحت التعذيب. وكانت أحدث قرارات ترامب الأخيرة إعادة جون بولتون، من المحافظين الجدد في عهد بوش، إلى السلطة عبر تعيينه مستشاره للأمن القومي.

داعم قوي

وعن مواقف بولتون، يلفت مراد يتكين في صحيفة “حريت” إلى أن الرجل ما زال يدعم قرار غزو العراق في 2003، وذلك بالرغم من جميع النتائج الكارثية للغزو، والتي مازالت واضحة حتى اليوم، بما فيها تمكين القاعدة وظهور داعش في العراق وسوريا خلال المراحل الأولى للحرب الأهلية السورية. كما يعد بولتون داعماً قوياً لاتخاذ خط متشدد ضد إيران، مدفوعاً، إلى حد ما، بالدفاع عن إسرائيل لأن الوجود العسكري الإيراني اقترب فعلياً من الحدود الإسرائيلية بسبب الحرب السورية.

لحظة خطرة

وغرد ريتشارد هاس، رئيس نافذ لمجلس العلاقات الخارجية( CFR)، في 23 مارس( آذار) بعد تعيين بولتون: “يبدو أن ترامب بات الآن مستعداً للحرب على ثلاث جبهات: سياسية ضد بوب مولر، واقتصادية وتجارية ضد الصين وآخرين، وفعلية ضد إيران أو كوريا الشمالية. إن هذه هي أخطر لحظة في التاريخ الأمريكي المعاصر، وجلبناها على أنفسنا بأيدينا، لا بسبب أحداث”.

ترابط

وحسب يتكين، استنتج هاس تلك الارتباطات بسبب أمرين اتخذهما ترامب قبل تعيين بولتون. وكان الأول استقالة كبير محامي ترامب، جون داود، من الفريق القضائي الذي يتعامل مع تحقيقات الإف بي آي حول روسيا، والذي يشرف عليه مولر. ثم أصدر ترامب توجيهاته برفع التعريفات على واردات صينية بقيمة تعادل 50 مليار دولار، مع العمل، في نفس الوقت، على فرض قيود تجارية جديدة بهدف حماية المصالح التجارية الأمريكية.

ويقول كاتب المقال إن أول ما يلفت الانتباه في تحليل هاس أنه لا يتعلق كثيراً بتركيا، ولكنه يشير لاحتمال أن تؤثر قرارات ترامب على المصالح التجارية التركية، ومن ضمنها صادرات الفولاذ التركية إلى الولايات المتحدة، والتي ربما تضر بالاقتصاد التركي ولكن لا تدمره. وأما النقطة الثالثة فتتعلق بإيران وبالمصالح التجارية التركية.

مصالح مشتركة

ويشير يتكين لكون تركيا هي العضو الوحيد في الناتو الذي له حدود برية مع إيران، غالباً ما توصف بأنها آقدم حدود برية في العالم، وقد أنشئت في عام 1639. ولطالما تنافس البلدان في المنطقة منذ قرابة 1000 عام، وكان آخرها في العراق وسوريا، وحيث اتخذا مواقف متضاربة.

ولكن أنقره وطهران لديهما بعض المصالح المشتركة. وتشكل العلاقات التجارية جزءاً هاماً من هذه المصالح. فمنذ مدة طويلة تستورد تركيا النفط والغاز من إيران لمواصلة نموها الاقتصادي، رغم فرض عقوبات أمريكية.

ممر بري

كما تمثل الأراضي الإيرانية ممراً برياً هاماً بالنسبة للتجارة التركية مع دول في وسط آسيا. وللبلدين هم أمني مشترك يتلخص في العمل على محاربة طموحات حزب العمال الكردستاني(PKK) الذي تأسس في 1978 في تركيا، ولديه برنامج لشن حملة مسلحة لاقتطاع دولة كردية مستقلة من أراضي تركيا وإيران والعراق وسوريا.

ولكل جميع تلك الأسباب، يرى يتكين أنه إن كان ترامب يود فعلاً مواجهة إيران بصورة أكثر جرأة، فهو لا يستطيع القيام بذلك في ظل تجاهل تركيا.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن