هنية: يدعو حكومة التوافق لتسلم مهامها بغزة

هنية

الوطن اليوم /  غزة: أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” ورئيس وزراء الحكومة السابقة في غزة إسماعيل هنية اليوم الثلاثاء، على رفض أي خلط إقليمي أو دولي للمقاومة الفلسطينية بالإرهاب.

وقال هنية في كلمته خلال افتتاح المؤتمر العلمي الدولي الأول لكلية الرباط الجامعية (فلسطين أسباب الاحتلال وعوامل الانتصار) في مدينة غزة، نوجه رسالة للأطراف الدولية والإقليمية بأننا لا نقبل من أحد ولا يجوز خلط الأوراق فالمقاومة مقاومة والإرهاب إرهاب.

وأضاف أن “المقاومة هي حق مشروع ومسئولية وحكيمة ومنضبطة حددت معركتها وسياستها وبوصلتها وحدودها ولا يمكن الخلط بينها وبين الإرهاب الذي نرفضه فكريا وسياسيا “.

وأشار هنية إلى أن الشعب الفلسطيني أكثر من اكتوى بنار الإرهاب وهو ضد الإرهاب لأنه يرفضه فكرا وسياسة وما يفعله هذا الشعب وشعوب أمتنا حينما تتعرض للعدوان الخارجي هو دفاع مشروع عن النفس ومقاومة للاحتلال.

وحيا بهذا الصدد تصريحات أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي التي أطلقها من واشنطن بشأن كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية ورفض إطلاق صفة الإرهاب عليها “في ظل التخبط والانهيار الأخلاقي والانقلاب الحاصل على تراث وتاريخ الأمة”.

لا تدخل بالشأن المصري

وجدد هنية تأكيد الحرص على أمن مصر واستقرارها وعدم التدخل في شأنها الداخلي.

وقال بهذا الصدد إن “عدم التدخل والمس بأمن مصر لم يحدث في الماضي ولن يحدث في المستقبل ومسئولي جهاز المخابرات المصرية والجيش المصري يعرفون ذلك جيدا من خلال اللقاءات والزيارات والجهد المشترك المبذول لحماية الأمن القومي المشترك “.

وأضاف أن “شعبنا لم يتدخل في الوضع الخاص لمصر ونحن حريصون للتعامل معها بغض النظر عن وضعها الداخلي وقد كنا تعاملنا مع مصر الدولة في كل العصور والمراحل “.

وشدد هنية على أن غزة تحتاج من مصر الاحتضان ورفع الحصار وإدخال مواد البناء للإعمار باعتبار أن مصر هي الجارة الكبرى والحاضنة التاريخية والجغرافية للقضية الفلسطينية “.

وأشار إلى أن “هناك من يفتري على غزة وعلى حماس وكتائب القسام ويحرض في مصر على غزة ومقاومتها الباسلة وعلى القسام شرف الأمة وعزها بما يصل حد التحريض لضرب غزة”.

وتابع قائلا: “هناك أطراف داخلية تحرض على حماس والقسام عبر الزج به في الشأن المصري وأحداث سيناء متجاوزة كل الأدبيات وكل القيم الوطنية حماية لمصالح حزبية ونظرات ضيقة وهذا خطأ وخطيئة بحق غزة وفلسطين “.

وشدد على أن حماس تحتاج الجميع وتطرق باب الجميع “إذ يؤلمنا في حماس وكل أبناء الشعب الفلسطيني ما تتعرض له الدول العربية ونريد لها أن تتوحد وتتجنب الخلافات الداخلية لأن أمر الأمة يهمنا فنحن أصحاب قضية هي قضية الأمة المركزية وكلما ضعفت الأمة ضعفت فلسطين”.

لا نسعى للحروب

وأكد هنية أن غزة لا تسعى لحروب جديدة أو التصعيد بل تريد أن تعيش بكرامة ويعيش أهلها بحرية ضمن الوطن الفلسطيني على أساس حق العودة والاستقلال وحق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وقال إن من يتحمل أي تصعيد هو الاحتلال الإسرائيلي وعلى العالم أن يدرك ذلك فشعبنا الفلسطيني كان دائما ضحية للحصار والحروب المتكررة عليه.

وأضاف ” فرضت الحروب الماضية على غزة من منطلق رغبة الاحتلال بكسر صمود المقاومة وتلاقي ذلك مع رغبات أطراف خارجية للتخلص من هذا القطاع فانتصرت غزة وحطمت مقاومتها أسطورة جيش الاحتلال”.

مصالحة متعثرة

وفي ملف المصالحة الوطنية، قال هنية “قدمنا كل ما يلزم من خطوات لتحقيق المصالحة وتخلينا عن الحكومة برغبة حقيقية ذات بعد وطني وسهلنا عملية الانتقال من الانقسام إلى الوحدة”.

واعتبر أن: “المصالحة متعثرة وهناك تقصير من الرئاسة والحكومة وكان الأصل أن تأتي الحكومة بعد الحرب الأخيرة وتضمد جراح أهل غزة وأصحاب البيوت المدمرة واحتضان كل أبنائها من الموظفين لا أن تضع المبررات لاستمرار تقصيرها”.

وشدد على أن الكل الوطني الفلسطيني في غزة لا يجد عذرا لأحد في التقصير وإدارة الظهر وتفاقم المعاناة لأهالي القطاع.

ودعا هنية الحكومة إلى القدوم إلى غزة وتحمل المسئولية وإدارة الشأن الوطني واحتضان الجميع وعدم محاربة أحد على راتبه بسبب انتمائه أو رأيه السياسي والإشراف على الشأن العام بما فيها المعابر دون إقصاء أحد وتكريس مبدأ الشراكة.

ونبه إلى أن المصالحة ليست تشكيل الحكومة فقط مع تعطيل بقية الملفات، متسائلا: “لمصلحة من يتم تعطيل باقي ملفات المصالحة وعدم اجتماع الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير ولم يتم التحضير حتى الآن لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية واستئناف عمل المجلس التشريعي”.

وأكد أن حماس جاهزة للمصالحة وحريصة على تنفيذ كافة ملفاتها وهي تدعو الجميع إلى الالتزام بما تم الاتفاق عليه في القاهرة والدوحة ومخيم الشاطئ والشروع في الخطوات للمباشرة بهذه الخطوات ووقف التفرد في القرار الفلسطيني للسلم أو للحرب.

وشدد على أن كل القرارات الفلسطينية المصيرية بما في ذلك ما يتعلق بالمفاوضات والتوجه لمجلس الأمن الدولي والمنظمات الدولية ووقف التنسيق الأمني يجب أن تصدر عن توافق وطني شامل واستراتيجية وطنية للتحرير والصمود.

وندد هنية بتصاعد العدوان الإسرائيلي بحق مدينة القدس المحتلة وأهلها وبحق الضفة الغربية، مشددا على أن المدينة المقدسة لنا ولن يحلموا يوما أن تكون القدس عاصمة لكيانهم المغتصب وهم لا مقام لهم في أرض فلسطين.

وأكد أن غزة ستكون منصة الانطلاق نحو القدس وتحرير فلسطين وعودة شعبنا إلى وطنه وأرضه ودياره.

وختم هنية بأن حماس تمر في ظروف صعبة واستثنائية لكنها وهي التي تثق بربها وشعبها وأمتها قادرة على تجاوز الصعاب وامتصاص الأزمات وهي تواجه كل ذلك بقيادة متماسكة وتوحد داخلي وإصرار على الثوابت والحقوق.

وينعقد مؤتمر (فلسطين أسباب الاحتلال وعوامل الانتصار) على مدار ثلاثة أيام متناولا ستة محاور هي: (فلسطين والقدس المكانة والأهمية)، و(احتلال فلسطين والقدس عبر العصور)، و(احتلال فلسطين والقدس عبر العصور)، و(النهوض والانتصار عبر الحقب التاريخية)، و(النهوض والانتصار عبر الحقب التاريخية)، و(رؤى مستقبلية لتحرير فلسطين) وختاما (المعاهدات والقوانين المتعلقة بالقضية الفلسطينية).

ويشارك في المؤتمر نخبة من الشخصيات العربية والإسلامية أبرزهم الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، ورئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد ورئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو، وزعيم حزب النهضة الإسلامي في تونس راشد الغنوشي وعدد من المفكرين الإسلاميين.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن