هولاند: نثمن جهود السعودية لمكافحة المتطرفين بسوريا

قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في مؤتمر صحافي بعد مباحثاته مع العاهل السعودي في الرياض، إننا “لن نقوم برفع العقوبات عن إيران إلا بعد تأكدنا من التزام طهران باتفاق جنيف”. وأشاد هولاند بحكمة الملك عبدالله حيث لديه رؤية ويريد إيجاد حلول لجميع الأزمات المطروحة في الساحة، لاسيما سوريا ولبنان.

وبخصوص الملف السوري، قال هولاند إن فرنسا تعمل على إنجاح مرحلة انتقالية، مؤكداً بقوله “نحن ندعم الائتلاف السوري، ونحن نعرف ما قامت به السعودية لمحاربة المتطرفين هناك”، معتبرا أن “المخرج من الأزمة السورية الحالية يكون عبر مرحلة انتقالية”.

وقال هولاند إن “فرنسا والسعودية تعلمان أن الأسد استخدم السلاح الكيمياوي في سوريا”، مطالباً بـ”إنهاء الأزمة السورية بسبب تداعياتها على لبنان والمنطقة برمتها”.

وأوضح هولاند بخصوص ملف الأزمة السورية، أن “جنيف 2 ضروري من أجل التوصل إلى نتائج للأزمة السورية”.

محليا، قال الرئيس الفرنسي إن زيارته إلى السعودية تشمل الملفات السياسية إضافة إلى الشأن الاقتصادي، وأكد أن “التعاون الدفاعي مع السعودية هدفه استقرار المنطقة وليس موجها ضد أحد”.

وأوضح الرئيس الفرنسي: قائلا “لدينا شراكة عسكرية وتعاون مشترك دائم مع السعودية، وقد اتفقنا على زيادة التعاون الاقتصادي مع المملكة”.

وبشأن الوضع في مصر ولبنان، قال هولاند “نحن ندعم خارطة الطريق الانتقالية في مصر، ولدينا موقف مشترك مع الرياض حول وحدة واستقلال لبنان”.

السعودية تدعم الجيش اللبناني بـ3 مليارات دولار

وفي سياق ذي صلة، أعلن الرئيس اللبناني ميشال سليمان أن السعودية قدمت دعماً هو الأكبر للجيش في تاريخ لبنان بمبلغ 3 مليارات دولار، مشيراً إلى أن فرنسا ستكون المصدر الذي سيعتمد عليه لبنان في شراء السلاح.

وقال سليمان في كلمة متلفزة: “لديّ أمل بأن تتعاطى السلطات الفرنسية مع هذه المبادرة السعودية بشكل فعّال من حيث تسهيل بيع الأسلحة”، مشيراً إلى أن هذا الدعم هو الأكبر في تاريخ الجيش اللبناني.

وأكد مشيل سليمان أن هذه المساعدة السعودية تهدف في جوهرها لمساعدة لبنان على التوحد، مؤكداً أن لبنان سيوفر الشروط اللازمة لإنجاحها، بالتزامن مع تشكيل حكومة وطنية في أقرب الآجال تحقق تطلعات الشعب اللبناني.

وصرّح الرئيس اللبناني بأن ما يصبو إليه هو مصلحة لبنان العليا، “وهذا ما أكدت عليه في المحافل الدولية”، مجدداً دعوته للشعب إلى التكاتف مع مؤسسات الدولة ومع الجيش الوطني، موجهاً الشكر للمؤسسة العسكرية على جهودها المبذولة للحفاظ وصون التراب اللبناني.

وختم حديثه بتوجيه الشكر إلى العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز لدوره البناء تجاه لبنان.

وتعليقا على الموضوع، قال الكاتب الصحافي طوني فرانسيس، إن مساعدة السعودية تلك ترمي للحفاظ على مقدرات الدولة اللبنانية ووحدتها، لافتا إلى أنه من الصعب على أي طرف في لبنان رفض الهبة السعودية غير المشروطة.

ووصف فرانسيس، في اتصال هاتفي مع العربية، مساعدة الرياض بأنها “مساعدة سياسية أيضا، فلبنان في حاجة إلى دعم جديد، ولا أعتقد أنها تزيد من الانقسام، لكون المعارضين لنهج المملكة المعتدل صوب لبنان، لن يغيروا موقفهم”.

وكان خـادم الحرمين الـشـريفـين الـملك عبدالله بن عبدالعزيز قد استقـبل في روضة خريم الأحد الـرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والوفد المرافق له.

وترأس الملك عبدالله مع الرئيس هولاند جلسة مباحثات جرى فيها بحـث آفـاق التعـاون بين الـبلدين وسبل دعـمها وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين في جميع الـمجالات، كـما بحث الجـانبان مجمـل الأحـداث والـتطـورات عـلى الـساحـتـين الإقـليـمـيـة والدولية وموقف الـبلـدين الصديقين منهـا.

وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قد وصل إلى الرياض للقاء العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وكشفت مصادر رسمية لـ”العربية” أن رئيس فرنسا سيجتمع أيضاً في الرياض بكل من رئيس الوزراء اللبناني السباق سعد الحريري ورئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا.

وكان في استقبال هولاند بالصالة الملكية بمطار الملك خالد الدولي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد، وضم الوفد المرافق للرئيس الفرنسي وزير الخارجية لوران فابيوس، ووزير التجارة الخارجية نيكول بريك، ووزير التطوير والإنتاج الصناعي أرنو مونتبورغ، ووزير الدفاع جان إيف لو دريان، وعدداً من كبار المسؤولين في الحكومة الفرنسية.
مصادر فرنسية: الرياض قوة إقليمية قائدة

وبحسب مصادر فرنسية ترى باريس أن الرياض تشكل قوة قائدة إقليمياً يخولها لأن تكون مرجعية في أكثر من ملف وقضية.

وتشكل الأزمة السورية صلب التقارب بين البلدين، إذ يتفقان – حسب مصدر رسمي فرنسي – على أن لا حل سياسياً في سوريا ببقاء الأسد، رغم صعوبة تنحيه.

لكن المصدر نفى ما يشاع عن دعم الرياض للجبهة الإسلامية المشكلة حديثاً في سوريا، مؤكداً أن السعودية، كفرنسا، تدعم الائتلاف الوطني وتتعاون في مكافحة الإرهاب.

موضوع آخر لا يقل أهمية وهو الملف الإيراني، حيث تقول فرنسا الرسمية إن السعودية لا تريد تطبيعاً غربياً مع طهران على حساب دول الخليج، وينصب اهتمام الرياض على احتواء التأثير الإيراني في المنطقة .

وفي هذا السياق يرى محللون أن السعودية وفرنسا لا تريدان إعطاء إيران كل شيء منذ المرحلة الأولى من الاتفاق الغربي معها.

ومع التطورات والتفجيرات الأخيرة في لبنان يرى مراقبون أنه سيكون أحد أهم الموضوعات على طاولة النقاش السعودي الفرنسي.

وفي هذا الإطار يقول المصدر الفرنسي إن الجانبين متفقان على دعم الجيش اللبناني كأساس لاستقرار لبنان.
توافق في الرؤى حول لبنان وسوريا

ويبحث الجانبان الفرنسي والسعودي سبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين في مجالات عدة لاسيما الاقتصادية، فالسعودية تعد الشريك التجاري الأول لفرنسا في المنطقة.

وتعليقاً على الزيارة، أوضح الكاتب الصحافي عبدالله ناصر العتيبي، متحدثاً لـ”العربية”، أنه بالنظر إلى طبيعة الوفد الفرنسي المرافق للرئيس هولاند فإن “الدوافع اقتصادية واستثمارية بالنسبة للجانب الفرنسي، حيث حضر 30 رئيس شركة، و4 رؤساء حكومات”.

وأضاف العتيبي أن “الجانب السعودي يرى في الزيارة أنها ذات أبعاد سياسية أكثر، خصوصاً باتجاه التوافق على ملفات إقليمية”، موضحاً أن “الموقف الفرنسي من الملف اللبناني معروف تاريخياً وهو يلتقي مع السعودية في رفض وجود قوى مسلحة خارجة عن سيطرة الدولة، أما في الملف السوري فهناك توافق فرنسي سعودي على رفض وجود بشار الأسد في مستقبل سوريا، مقابل دعم للائتلاف السوري المعارض.

المصدر: العربية

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن