واشنطن بوست: العراق بحاجة لإصلاح سياسي أو عودة الحروب الأهلية

العراق

 

اعتبرت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية أن العراق يقف على أعتاب حرب أهلية بعد أن نجحت القوات العراقية في استعادة السيطرة على مدينة كركوك الغنية بالنفط، وطردت قوات البيشمركة الكردية منها، مشيرة إلى أن الإصرار على اعتبار هزيمة “داعش” انتصاراً حقيقياً لم يعد رأياً صائباً، وإنما يجب أن يتم إصلاح النظام السياسي في العراق.

وأوضحت الصحيفة في افتتاحيتها، أن القادة العراقيين والتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، تجاهلوا كثيراً التحذيرات بأنه ما لم يتم التصدي للانقسامات بين المجموعات العرقية على الأراضي والسلطة السياسية، فإن الانتصار على الإرهابيين سيتبعه أكثر من صراع أهلي.

وأشارت إلى أنه وفي غضون أيام فقط من سقوط آخر المدن التي كان تنظيم الدولة يسيطر عليها، فإن القوات العراقية والمليشيات الشيعية دخلت مدينة كركوك منذرة باندلاع صراع أهلي جديد في العراق.

رئيس الإقليم الكردي مسعود بارزاني، أصر على إجراء الاستفتاء في الخامس والعشرين من سبتمبر الماضي، على الرغم من رفض حكومة بغداد، برئاسة حيدر العبادي، إجراءه، ومعارضة الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر أقرب الحلفاء لبارزاني، كما أن هذا الاستفتاء شمال مدينة كركوك الغنية بالنفط والتي تعتبر خارج أراضي الإقليم الكردي، وهي منطقة وصفها الدستور العراقي بأنها متنازع عليها.

القوات الكردية التي شاركت بمعارك التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة وسعت من وجودها العسكري، فوصلت إلى كركوك ومناطق سهل نينوى، إلا أن القوات العراقية والحشد الشعبي تمكنوا من طردهم منها بعد اتفاق مع جناح حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي كان يسيطر فعلياً على المدينة، حيث انسحبت قواته أمام جيش العراق والحشد دون قتال.

الآن سيراقب الجميع ما هي الخطوة التالية للقوات العراقية تحت قيادة رئيس الوزراء حيدر العبادي وقوات الحشد الشعبي التي تأتمر بإمرة إيرانية، فهل ستقبل التفاوض مع الأكراد، أو أنها تمضي قدماً في سيطرتها على كركوك والمناطق الأخرى التي ما زالت تحت سيطرة الأكراد؟

وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن كركوك الغنية بالنفط، وهي إحدى المناطق المتنازع عليها، كان يفترض أن يتم فيها إجراء استفتاء لتحديد مستقبلها، إلا أن ذلك لم يحصل، وهذا هو إحدى نقاط الخلاف الرئيسية التي كان واضحاً أنها ستظهر مباشرة عقب الانتهاء من تنظيم الدولة.

المشاكل الأخرى التي تنتظر أن تتفجر في أي لحظة كثيرة، منها على سبيل المثال أن الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة لم تفعل شيئاً لمناطق السنة التي دمرت أثناء الحرب، ومن بينها الفلوجة والموصل، وأيضاً لم تقدم أي حلول لإشراك قادة السنة في السلطة، وهو ما قد يفتح الباب مجدداً أمام بعض السنة للانضمام إلى تنظيم الدولة مجدداً لأسباب طائفية.

وعد العبادي منذ مدة طويلة بمعالجة الانقسامات الطائفية في البلاد، ويبدو أنه مستعد حقاً لذلك، ولكن الشيعة المدعومين إيرانياً يعرقلون خطواته، وسبق أن دعا العديد من القادة الأكراد إلى إصلاح النظام السياسي المتداعي في بغداد.

لقد ادعت القيادة الأمريكية، سواء في عهد باراك أوباما أو الرئيس الحالي دونالد ترامب، أن المهمة في العراق تتلخص بالقضاء على تنظيم الدولة، والآن يمكن رؤية عواقب هذا الرأي بوضوح في كركوك.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن