يريدني زوجة ثانية لانني سمرا.. ماذا افعل؟

بنت سمرا

السلام عليكم يا خالة حنان، أنا عندي مشكلة.. بس أحس مشكلتي شوية معقدة من ثلاث جهات:
القصة أن لديّ صديقة قديمة لم أتواصل معها من مدة، وعند الالتقاء بها طلبت رقمها، وزارتني، وأصبحنا على تواصل.
بعد فترة أسبوعين، غيّرت رقمها؛ لأنني حاولت الاتصال بها، فردّ عليّ حبيبها السابق، وقال لي: هذا رقمي أنا، وصديقتك هذه إن شاء الله راح أوصّل لها أنك تبحثين عنها، وبدأ يجاوبني في الأحاديث تلو الأحاديث، واعترف لي بأنه كان يحبها جداً، وأنها في كل مرة تخونه، لدرجة أنها تكلم أشخاصاً أمامه لكي تبين له أنها خلاص ما عاد تبغى علاقتهما تستمر.
كنت أنا وقتها أحب شخصاً آخر، ولكن حصل زعل بيننا وتركنا بعضنا.. المهم كنا نحكي أنا وحبيب صديقتي السابق كثيراً من باب الفضفضة، ولكن فجأة مع الأيام اعترف لي بأن وضعنا أحسن كثيراً من علاقته السابقة مع صديقتي، وأنا نفس الشيء؛ وجدت أن هذا الإنسان أفضل كثيراً من حبيبي السابق في كل شيء، وأهم شيء (الاهتمام).
بعد تطور العلاقة، شرح لي سبب عدم زواجه من صديقتي، والسبب هو عدم موافقة الأهل؛ لأن البنت سمراء، وأنا نفس الشيء سمراء مثلها، وطلب مني أن أتحمل هذا الشيء قليلاً؛ لأن أهله يرفضون الفكرة.
وبعد إلحاح منه، قالوا له: السمراء تكون زوجتك الثانية.. الأولى تكون غير سمراء عشان كلام الناس!
طبعاً صديقتي السمراء رفضت أن تكون الزوجة الثانية، وطلب مني أن أصبر، وإن شاء الله يتغير الوضع. ولما ألحّ على أمه لخطبتي، قالت: إذا كانت حبيبتك تدعمك مادياً، فتزوجا.
إللي خايفة منه ٣ أمور:
1- صديقتي القديمة إذا عرفت ما حدث، رغم أنها تخلت عنه بكامل إرادتها.
2- أهله.
3- فارق السن إللي بيننا (عمره ٢٦، وعمري أنا وصديقتي ٢٩).

ما أبغى أحس أني استغللت أحداً، سواء (حبيبي الحالي- صديقتي- أهل حبيبي)، وفي نفس الوقت أخاف أن أتخلى عنه، خاصة أنني قريبة من الـ٣٠، وأعيش في بلد بعيد عن بلدي.
(توتة)

النصائح والحلول من خالة حنان:
1- عزيزتي توتة، التي أحب أن تكون حدوتها حلوة ومفرحة؛ لنقول لها توتة توتة خلصت الحدوتة!!
2- لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه يا حبيبة خالتك، فواضح أن مشكلتك لا ترتبط بصديقتك وأهل الشاب فقط، بل في نظرتك إلى نفسك ونظرة المجتمع إلى البنت السمراء، ومفهوم الزوجة الثانية.
3- حرصت على نشر تفاصيل رسالتك؛ لتقديم فائدة إلى بناتي الأخريات، رغم أن التفاصيل الأولى ليست مهمة بقدر أهمية الزوجة الثانية، و«شراء» زوج؛ بسبب نظرة المجتمع وكلام الناس.
4- إذن دعينا نتجاهل بداية القصة، رغم أن طريقة الشاب في استغلال موقفك لم تعجبني، مع أنني أحمّلك أيضاً مسؤولية الاستمرار إذا كان بإمكانك التوقف عن مكالمته. مع ذلك أيضاً فليست مشكلة، بل المشكلة تبدأ من نظرتك إلى نفسك أولاً.
5- الجهة الأولى التي تسألين عنها في رسالتك وتتعلق بصديقتك، ينبغي أن تُوضح ويتم الاتصال بها؛ لإبلاغها ما حدث، افعلي هذا لتريحي نفسك بالدرجة الأولى، حتى لو توقعت ثورة غضب منها.
6- الجهة الثانية هي قبولك أن تكوني زوجة ثانية (مجاناً)؛ أي من دون أن تدفعي ثمن شراء حق الزوجة الأولى، أو أن تشاركي بنفقات الزواج والالتزام بمساعدة الزوج؛ لتكوني الزوجة الأولى التي تُسكت بفلوسها كلام الناس!!
7- أقول هذا يا عزيزتي بكل أسف؛ لأن هذا هو الواقع، وربما نغيره ببطء مع تجدد أفكارنا واحترامنا لأنفسنا، ولهذا لا أرى بأساً من مساعدة الزوج، ولكن ليس بمقاييس أهله، بل بمقياس التعاون والمشاركة الإنسانية النبيلة، والتي تجعل الزوجة شريكة حقيقية، خاصة إذا كانت موارد زوجها محدودة.
8- نأتي إلى النقطة الأخيرة، لنقول إن فارق العمر سنوات قليلة، لكني أتفق معك أنك في عمر أتمنى لك فيه الزواج؛ لتتمتعي بأمومتك وتساهمي في إنشاء عائلة سعيدة تفيد دائرتها ومجتمعها بالقدوة الصالحة، فرجاء كوني هذه القدوة، وتجاهلي تفاصيل لا تقدم ولا تؤخر، وإذا وجدت أن هذا الشاب جاد ولا يتلاعب، فتزوجيه وساعديه، ولكن بعد أن تريحي ضميرك بشأن صديقتك وتتواصلي مع أهله، بصفتك الزوجة الشرعية المحترمة والأثيرة، سواء كانت سمراء أو بيضاء أو حنطية!!

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن