يـا حكــام العالــم العربــي.. وداعـــا!

يـا حكــام العالــم العربــي.. وداعـــا!

أحمد الشرقاوي

الرجل المعلق في الصورة أيها السادة، هو “خليفة المسلمين” الحقيقي وليس ‘أبو بكر البغدادي’ الذي تضاربت الأنباء حول مصيره، بين معلومات عراقية تقول أنه أصيب بجروح بليغة إثر غارة جوية غربي الانبار. ومعلومات من مصادر مقربة من السلطات السعودية تؤكد أن الرجل بسقوط الموصل، وضع في مكان سري، ومن هناك يقود اليوم “دولته”.

ويعتقد، أن هذا المكان السري قد يكون في تركيا تحت حراسة مخابرات السلطان، علما أن تركيا هي من تدير لعبة “التوحش” نيابة عن واشنطن من خلال “داعش”، فيما تكتفي السعودية وقطر والإمارات بتحرير الشيكات.

وفي هذا الصدد، كشفت مصادر سورية وعراقية لصحيفة “فيتو” الثلاثاء، تفاصيل غاية في الخطورة عن تعاون جماعة الإخوان مع “داعش” والاتصالات الدورية بين الطرفين عبر وسيط هو رئيس الوزراء التركي “رجب طيب أردوغان.

وأوضحت الصحيفة، أن مقاتلي داعش يجرون تدريباتهم القتالية بقاعدة ‘إنجرليك’ الأمريكية الموجودة بمنطقة أضنة التركية. ووفقًا لمصادر في وسائل الإعلام التركي، فإن إحدى الدول الخليجية تمول هذه التدريبات بمبالغ تصل قيمتها إلى 3 مليارات دولار (والحديث هنا عن قطر). وهي المعلومات التي أكدتها أيضا تسريبات لمسؤولين عراقيين رفيعي المستوى تحدثت عن تولي المخابرات التركية الإشراف على تدريبهم بمعية جهات أخرى.

من هنا يفهم كيف إستطاع هاذا التنظيم أن يصل لما وصل إليه اليوم، حيث تحول إلى مركز إهتمام العالم حكومات ومخابرات وإعلام وشعوب.. إنه مخطط أطلسي كبير وخطير لتعويض الشعوب العربية عن الحرية والديمقراطية المفقودة بعد “ربيع الثورات” بالخلافة الإسلامية وفق أنموذج الإسلام التركي “المعتدل”. ولهذا السبب قال ‘أردوغان’ عند بداية حملته للإنتخابات الرئاسية اليوم، أن الرئيس المقبل يجب أن يتمتع بصلاحيات واسعة، لأن لتركيا دور كبير تلعبه في المرحلة المقبلة.

كما وأن لعبة التضليل بظهور ‘البغدادي’ على منبر الجمعة بالموصل لم تنطلي على أحد، حيث أكدت مصادر عراقية رسمية أن الخطيب لم يكن هو ‘البغدادي’، وهناك من يعتقد أن الأمر يتعلق بـ’علي حسين كامل’ نجل ‘رغد صدام حسين’، فيما ذكرت مصادر عراقية أن الخطيب هو ‘ابو بكر الخاتوني’ والي “داعش” على الموصل.

ومهما يكن من أمر، إنه حقا مكر التاريخ، وكيف أن الغوص عميقا في التفاصيل يحجب عنا رؤية الأمور بوضوح.. لكن اليوم، تكشفت خيوط اللعبة كاملة، وأصبح المشهد واضحا وضوح الشمس في قبة السماء، بتعبير القدماء.. وليتبين لنا ايضا، أن ما ينتظر العالم العربي في القادم من الأيام والشهور والسنين، لم تعش هذه الأمة نظيرا له حتى زمن الفتنة الكبرى.. إنها بداية العد العكسي لإنهيار الدول والأنظمة والشعوب، لإفساح المجال لـ”خلافة إسلامية راشدة”، يديرها أردوغان من الباب العالي بأنقرة نيابة عن أمريكا والأطلسي.

من كان يصدق أن أمريكا ستسلم للسعودية بالإنقلاب على نواة “الخلافة الإسلامية” التي كان يفترض أن تعلن من مصر زمن “الإخوان” لتشمل العالم العربي من المغرب إلى العراق بعد سقوط سورية بجيوش الإخوان التي كان ‘مرسي’ يعتزم إرسالها لبلاد الشام تمهيدا لمبايعة أمير التنظيم العالمي للإخوان المجرمين، السلطان ‘أردوغان’ خليفة للمسلمين المعتدلين والمنفتحين على الغرب وإسرائيل، فيصبح العالم العربي برمته تحت الهيمنة العثمانية الأطلسية؟

هذا هو المخطط الجهنمي الذي كانت ‘أمريكا تعمل عليه مع تركيا وقطر والسعودية والأردن وإسرائيل في صمت بعيدا عن الأضواء.. والسعودية كالزوج المخدوع، آخر من يعلم أنها مجرد بيدق للإستهلاك في لعبة الشطرنج الكبرى التي تشمل كامل العالم العربي.

وحيث أن الأمر كذلك، فالسعودية توجد اليوم في مأزق حقيقي، لقد انساقت كالدابة وراء أمريكا وإسرائيل وهي تعتقد أن المخطط يخدم أهدافها ويقوي نفوذها في المنطقة، في الوقت الذي كانت أمريكا تلعب من وراء ظهرها مع تركيا وقطرلإحداث زلزال في المنطقة وليس إنقلاب فحسب على شاكلة ما حدث في مصر..

لكن، كيف لمن يفكر بعقلية البعير أن يفهم أنه من حيث لا يدري، كان يمول خراب عرشه بيده ويحفر قبر آخر ملوك آل سعود في المنطقة.. إنها نهاية عصر العسكر والأنظمة والدول والشعوب في العالم العربي.. والخلافة العثمانية الثانية تفتح لها الأمصار وتستقطب “المجاهدين” من كل أصقاع الأرض، وتحقق الإنتصارات، وتجمع الغنائم، وتسيطر على خيرات الشعوب ومقدرات الدول.. لقد كبر الوحش بشكل لا يصدق وأصبح يتمدد كالطاعون في كل مكان، ما يصعب من أمر مواجهته دون تحالف إقليمي ودولي لإجتثات الإرهاب وتجفيف منابعه.. لكن وبصراحة، دون هذا الهدف حرب عالمية ثالثة، لأن أمريكا لن تقبل بأن تخرب روسيا وإيران ومحورها هذا المشروع الجميل والواعد في العالم العربي.

بعد سورية والعراق ولبنان والأردن واليمن، وموجة المبايعات التي نسمع عنها من هذا الفصيل أو ذاك.. تخطى الأمر اليوم بلاد الشام والعراق، وبدأت المبايعات تعلن من مختلف أرجاء العالم العربي.. فـ’سيناء’ بدورها أصبحت اليوم جزءا من الدولة الإسلامية مثل ‘تبوك’ بعد مبايعة “مجاهدي” مصر لأبي بكر البغدادي خليفة لهم، وإعتبار القطر المصري أرض جهاد لإلحاقه بجغرافية “دولة الخلافة”، و’السيسي’ من غبائه وجهله بأبجديات “ساس يسوس” قرر الزيادة في سعر المحروقات في هذا الشهر الفضيل ليصب الزيت على نار غضب الشعب الفقير، ما يجعله بيئة حاضنة للإخوان وحلفائهم في اللعبة “داعش” وأخواتها، وكان الإخوان يرددون أثناء محاكمة مرشدهم أن الرئيس ‘مرسي’ عائد وبقوة إلى حكم مصر (؟؟؟).

أما ‘حماس’ فلا تحتاج لمبايعة ‘البغدادي’ وستراوغ وتنتظر إكتمال جغرافية “الدولة الإسلامية الكبرى” لتبايع مباشرة “الخليفة أردوغان” باعتباره “خليفة المؤمنين” وليس “خليفة المسلمين” فحسب، وفق ما اقتضته طبيعة مرحلة الجهاد لضم كافة الأقطار العربية في كيان واحد تحت مسمى “الخلافة الراشدة”، فيكتمل المشهد، وتنتصر أمريكا والأطلسي، فتفرح إسرائيل وتسكر حتى الفجر وترقص حتى الصباح.

‘القاعدة في المغرب الإسلامي’ بايعت بدورها أبو بكر البغدادي “خليفة” لها، تأتمر بأوامره وتطيع تعليماته وتستنير بتوجيهاته، وأعلنت إستعدادها لقتال الأنظمة في دول المغرب والجزائر وتونس وليبيا حتى إلحاقها بـ”دولة الخلافة”.

وفي المعلومات التي نشرتها ‘مؤسسة الشام’، وهي مؤسسة إعلامية داعمة لـ”الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش)، ويشرف عليها مجموعة من إعلاميي “الدولة” المتواجدين في ساحات الشام، فإن ‘رجب طيب أردوغان’ استطاع بمساعدة ‘راشد الغنوشي’ زعيم حركة النهضة التونسية التواصل مع بعض زعماء الجماعات المتطرفة في الشمال الأفريقي ليعمل على تسهيل مهمة “داعش” وزعيمها ‘”أبو بكر البغدادي’. وقد استطاع ‘الغنوشي’ فتح قنوات اتصال مباشرة بين ‘البغدادي’ وزعماء مجموعات مسلحة متطرفين في ليبيا والجزائر والمغرب وموريتانيا والسودان، وبعضهم بايع “البغدادي” أميرا للمسلمين، وهو ما نتج عنه ظهور تنظيم “دامس”، إختصارا لـ”الدولة الإسلامية في المغرب الإسلامي”. وتفيد المعلومات أيضا، أن 7 ألف من المقاتلين من المغرب وتونس والجزائر عادوا خلال الشهرين الأخيرين لبلدانهم ليؤسسوا خلايا عنقودية في إنتظار أوامر البغدادي ببداية الجهاد في هذه الدول.

المؤامـــرة الكبـــرى
أما خيوط “المؤامرة”، وهذه المرة بكل ما تحمل كلمة “مؤامرة” من معنى دقيق وعميق، فتقود مباشرة إلى إجتماع سري عقد في إسطنبول، كشفت عنه مصادر سورية وعراقية لجريدة “فيتو” نشرتها الثلاثاء، حيث جاء في المعلومات، أن حرب “داعش” في العراق ما هي إلا بداية لحرب كبرى يجهز لها التنظيم العالمي للإخوان المجرمين تحت مسمى حرب “استعادة الخلافة الراشدة”.

وتشير المعلومات كذلك، إلى أن هناك خطة وضعها التنظيم بالاشتراك مع زعماء دول بمنطقة الشرق الأوسط خلال نهايات 2013 بعد سقوط حكم الإخوان في مصر، وهي الخطة التي تستهدف إقامة خلافة إسلامية شاملة تضم منطقة الشمال الأفريقي “مصر، ليبيا، المغرب، تونس، الجزائر، السودان، وموريتانيا” إضافة إلى دول الشام “العراق، الأردن، سوريا، لبنان، وقطاع غزة”، دون ذكر لفلسطين التاريخية وقدس الأقداس، وهناك أيضا ضمن المخطط دول الخليج كاملة بما فيها المملكة العربية السعودية.

ونظرا لخطورة المرحلة، وجه وزير الخارجية الإيراني السيد ‘محمد جواد ضريف’ السبت نداءا للسعودية، يطالبها فيه بالتعاون مع إيران لإفشال مخطط “داعش” في المنطقة، وذكر الأحد مسؤول إيراني أن زيارة وزير الخارجية ‘سعود الفيصل’ مرحب بها في طهران، لكن لا وجود لأجندة لزيارة يقوم بها السيد ‘ضريف’ إلى الرياض في المدى المنظور.

أمريكا تتخوف من أن تقدم السعودية على قلب الطاولة على في المنطقة فتسارع إلى التقرب من الإيراني، خصوصا بعد أن أدركت أنها مستهدجفة بالمخطط الذي مولته من غبائها، وأصبحت متيقنة من أن “داعش” ستدعس عرشها لأن السلطان أردوغان لا يمكن أن يقبل بخلافة برأسين كالغول، رأس في الرياض ورأس في إسطنبول.

لكن “دينيس روس”، مستشار معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، حذر اليوم من خطورة “الوحش”، حيث قال، “إن ‘داعش’ أصبحت تهدد المنطقة ولم يعد تهديدها قاصرًا على العراق وسوريا”. وفي ما له علاقة بالسعودية وإيران، قال ‘روس’: “بالرغم من قلق السعوديين والأتراك والإماراتيين والأردنيين من تنظيم ‘داعش’، فإنهم لن يستجيبوا للاستنجادات الأمريكية إذا اعتبروا أن ذلك سيؤدي إلى هيمنة إيران وميليشياتها الشيعية على الشعوب السنية”.

هذا يعني أن أمريكا سبق وأن وضعت هذا الإحتمال قيد الدرس، وخرجت بخلاصة مفادها أن “السعودية قد تتحالف مع الشيطان الرجيم.. إلا إيران”. وأعتقد أن ما قاله ‘روس’ صحيح تماما، ويعبر عن عقلية وطريقة تفكير أمراء الزيت في الرياض، وقد يفضلون الدفاع عن مهلكتهم بمساعدة الجيش المصري إن إقتضى الحال ولا يتعاونون مع إيران، بل ويدفعون ملايير الدولارات لـ”داعش” لتنهي ما بدأته بالحرب على “الشيعة”، لتطيل من أمد الصراع بعيدا عن أبوابها وفق ما تعتقد.. وبذلك يصبح التحالف مع تركيا ضد إيران برغم العداوة القادمة بين أنقرة والرياض بسبب الإنقلاب في مصر، تحالف تكتيكي لمحاصرة إيران وضرب حلفائها في المنطقة.. بعد ذلك، لكل حادث حديث.

قد تبدو مبادرة السيد ‘ضريف’ بلا جدوى، لكن المعلومات الخطيرة التي كشفت عنها وسائل إعلام غربية وتركية وعربية اليوم تجعل من أمراء الزيت في الرياض يهجرون النوم والنساء ورياضة النكاح، بعد أن تبين لهم أن حلفهم مع أمريكا وإسرائيل مجرد خداع وأن السكين اقترب اليوم من رقابهم، ولن ترحمهم واشنطن، لأن المخطط يستهدف كافة دول المنطقة.

وعليه، فأمام السعودية خياران، إما أن تتعاون مع إيران لتنقذ عرشها وتستعيد مجدها ونفوذها المعنوي بالتعاون بين المسلمين سنة وشيعة في إطار مفهوم الأمة بمسلميها ومسيحييها وكل مكوناتها الإثنية والثقافية.. لأن مثل هذا التعاون سيمكن السعودية من إجتياح مشيخة قطر وضمها إليها وإنهاء خطر هذه الإمارة عليها وعلى العالم العربي، وسيمهد لحلول مرضية في اليمن والبحرين ولبنان والعراق، وفي نفس الوقت سيقطع الطريق أمام مشروع تركيا التي تستعد للعودة إلى المنطقة بقوة من بوابة “الخلافة الإسلامية”، إعتمادا على الإخوان المجرمين والسلفيين التكفيريين بمن فيهم الوهابيين الذين يشكلون “داعش” وأخواتها.

وتعاون السعودية مع إيران سيفتح الباب واسعا لإلتحاق مصر بقاطرة العالم العربي والإسلامي، ومحاربة الإرهاب بمعية سورية والعراق وإيران وروسيا، على أن تتحمل السعودية نصيبها من التكلفة دفاعا عن وجودها والمصير.

أما في حال استمرت في حردها وعنادها، وهي لا تدير خيوط اللعبة اليوم في المنطقة إلا بما تقدمه من تمويل وإرهابيين بطلب من الأمريكي، فعلى مملكة الصمت والقهر السلام.. لأن التاريخ لا يرحم، وقاطرة التغيير لا تنتظر أحدا، من يلحق بها ينجو من الطوفان، ومن يتخلف يصبح من البائدين كقوم لوط وتبع.

وفيما له علاقة بالهجوم على الموصل، كشفت صحيفة “أوزغور غونديم” الكردية، التابعة لـ”حزب العمال الكردستاني” والصادرة باللغة التركية، الجمعة، عما وصفته بالخطة الكاملة التي هيأت لاحتلال الموصل وباقي المناطق العراقية من قبل تنظيم “داعش”. وذكرت الصحيفة إن ذلك تم في اجتماع في العاصمة الأردنية عمان في الأول من حزيران الماضي، وهو اليوم الذي بدأت فيه “غزوة داعش” للعراق، وبرعاية من الولايات المتحدة و”إسرائيل” والسعودية والأردن وتركيا، بحسب صحيفة السفير اللبنانية.

وشارك في الاجتماع كل من رئيس الاستخبارات الاردنية وممثل الملك صالح القلاب، و”الحزب الديموقراطي الكردستاني” ممثلا بآزاد برواري ونائب رئيس الاستخبارات الكردية مسرور البرزاني، المعروف بـ”جمعة”. كما حضر ممثلون عن فروع عدة لحزب “البعث”، وعزة الدوري باسم “الحركة النقشبندية” وكان نائبا لصدام حسين، ومندوبان عن “جيش المجاهدين” منهم شخص اسمه أبو ماهر، وشخص بإسم سيف الدين عن “أنصار الإسلام”، و”جيش أنصار السنة”، و”جيش الطائفة المنصورة” الذي يتشكل من المغاربة والجزائريين، و”كتائب ثورة العشرين”، و”جيش الإسلام”، و”شورى أنصار التوحيد”، وشخص ليبي موجود الآن في الموصل، لا يعرف إسمه. هذا يعني أن جبهة “الجهاد” أصبحت واحدة من المغرب إلى العراق.

فهنيئا لحكامنا العرب بما أوصلونا إليه اليوم من كوارث بفضل سياساتهم الفاسدة، وعمالتهم للأجنبي، وخيانتهم لربهم ودينهم وأوطانهم وشعوبهم.. ومن جهتنا لا نملك إلا أن نقول لهم.. وداعا أيها الأوغاد، لقد خسرتم دنياكم وآخرتكم وحسابكم عند الله سيكون عسيرا..

أما المستضعفين من الشعوب، فليس لهم اليوم والله إلا الإلتحاق بسفينة نوح التي يقودها شرفاء الأمة في محور المقاومة للنجاة من الطوفان القادم، أو التحول إلى حطب لنار حروب أمريكا التي إختارت للعرب نظام وهم “الخلافة” الذي هو أرقى نماذج الفساد والإستبداد والإسعباد باسم السماء في الأرض.

المصدر:بانوراما الشرق الاوسط

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن