​​​​​​​الشيخ عزام: انتفاضة الاقصى قدمت للعالم درساً في الثبات وأهل القدس يواصلون الرباط

​​​​​​​الشيخ عزام: انتفاضة الاقصى قدمت للعالم درساً في الثبات وأهل القدس يواصلون الرباط

أكد الشيخ نافذ عزام عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي في الذكرى الـ 19 لانتفاضة “الاقصى” والتي انطلقت شرارتها في الثامن والعشرين من شهر سبتمبر / ايلول عام 2000، ان الانتفاضة دورة من دورات نضال الفلسطينيين الذين قدموا للعالم بأسره دروس في الثبات وعدم الخضوع لقوة الحديد والنار التي يستخدمها الاحتلال.

وبين عزام خلال تصريحات لإذاعة القدس رغم الظروف المعاكسة والاحباط الذي حلّ عقب توقيع اتفاق أوسلو، جاءت انتفاضة الأقصى لتؤكد وتجدد حيوية الشعب الفلسطيني وصلابته.

وقال الشيخ عزام ان القدس وأهلها يدفعون ثمن رباطهم ويعانون الضعف جراء حالة الصمت العربي والتناحر الفلسطيني الداخلي.

وشدد على ان القدس بحاجة لدعمٍ وإسنادٍ عربي وإسلامي، وعلى العالم الحر أن يثبت مصداقية شعاراته بوقف الظلم الواقع على أهلنا في المدينة المقدسة.

وبشأن تصريحات رئيس السلطة محمود عباس بشأن الدعوة لعقد انتخابات ، قال :الانتخابات تمثل جزء من الحل للواقع الفلسطيني إذا جاءت على أرضية التوافق وتشمل كافة الأطر “الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني”.

وتابع :رغم تحفظنا على الأطر والهيئات التي أفرزتها أوسلو، إلا أن الانتخابات الشاملة ستساعد في تحسين الوضع الحالي ولئم الصف الداخلي”.

الانتفاضة

ويشار الى ان اليوم”السبت” تحل الذكرى الـ 19 لانتفاضة “القدس والاقصى” والتي انطلقت شرارتها في الثامن والعشرين من شهر سبتمبر / ايلول عام 2000، عقب اقتحام رئيس وزراء الاحتلال الأسبق أريئيل شارون، ساحات المسجد الأقصى وتحت حماية نحو ألفين من الجنود والقوات الخاصة، وبموافقة من رئيس الوزراء في حينه إيهود باراك، فوقعت مواجهات بين المصلين وقوات الاحتلال.

وتجوّل شارون في ساحات المسجد، وقال إن “الحرم القدسي” سيبقى منطقة إسرائيلية، مما أثار استفزاز الفلسطينيين، فاندلعت المواجهات بين المصلين والجنود الإسرائيليين، وقُتل سبعة فلسطينيين وجُرح 250 آخرون، كما أُصيب 13 جنديا إسرائيليا.

ولاحقا، شهدت مدينة القدس مواجهات عنيفة أسفرت عن إصابة العشرات، وسرعان ما امتدت إلى جميع المدن في الضفة الغربية وقطاع غزة، وسميت بـ”انتفاضة الأقصى”.

إعدام “الدرة”

ويعتبر الطفل الفلسطيني “محمد الدرة” رمزا للانتفاضة الثانية، فبعد يومين من اقتحام المسجد الأقصى، أظهر شريط فيديو التقطه مراسل قناة تلفزيونية فرنسية في 30 سبتمبر/أيلول 2000، مشاهد إعدام للطفل (11 عاما) الذي كان يحتمي إلى جوار أبيه ببرميل إسمنتي في شارع صلاح الدين جنوبي مدينة غزة.

وأثار إعدام الجيش الإسرائيلي للطفل الدرة مشاعر غضب الفلسطينيين في كل مكان، وهو ما دفعهم إلى الخروج في مظاهرات غاضبة ومواجهة الجيش الإسرائيلي، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات منهم.

وتميزت الانتفاضة الثانية، مقارنة بالأولى التي اندلعت عام 1987، بكثرة المواجهات، وتصاعد وتيرة الأعمال العسكرية بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي.

كما نفذت الفصائل الفلسطينية هجمات داخل المدن الإسرائيلية، استهدفت تفجير مطاعم وحافلات، تسببت بمقتل مئات الإسرائيليين.

ووفقا لأرقام فلسطينية وإسرائيلية رسمية، فقد أسفرت الانتفاضة الثانية عن مقتل 4412 فلسطينيا إضافة إلى 48 ألفا و322 جريحا، بينما قُتل 1100 إسرائيلي، بينهم ثلاثمئة جندي، وجرح نحو 4500 آخرين.

وكان من أبرز أحداث انتفاضة الأقصى اجتياح مخيم جنين ومقتل قائد وحدة الهبوط المظلي الإسرائيلية، إضافة إلى 58 جنديا، وإصابة 142 جنديا في المخيم.

وتعرضت مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة خلال الانتفاضة لاجتياحات عسكرية وتدمير آلاف المنازل والبيوت، وكذا تجريف آلاف الدونمات الزراعية.

اغتيال القيادات

ومن أبرز أحداث الانتفاضة الثانية، اغتيال وزير السياحة بالحكومة الإسرائيلية، رحبعام زئيفي على يد عناصر من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وعمل شارون على اغتيال أكبر عدد من قيادات الصف الأول بالأحزاب السياسية والحركات العسكرية الفلسطينية، في محاولة لإخماد الانتفاضة، ولإضعاف فصائل المقاومة وإرباكها، وفي مقدمتهم مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين، وعدد من كبار مؤسسي الحركة، وأبو علي مصطفى (مصطفى الزبري)، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وخلال انتفاضة الأقصى زجّ الاحتلال بكلا القائدين مروان البرغوثي وأحمد سعدات في السجون وعشرات من قادة الفصائل الفلسطينية، واتُّهم سعدات وتنظيمه بالمسؤولية عن اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي.

وفي عام 2002 بدأ الاحتلال من القدس بناء الجدار العازل لمنع دخول الفلسطينيين من محافظات الضفة الغربية داخل الخط الأخضر ومدينة القدس المحتلة.

وشهدت الانتفاضة الثانية تطورا في أدوات المقاومة الفلسطينية، مقارنة بالانتفاضة الأولى التي كان أبرز أدواتها الحجارة والزجاجات الحارقة.

وعملت الفصائل الفلسطينية على تطوير أجنحتها العسكرية، وخاصة كتائب القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي توسعت بشكل كبير، عُدّة وعتاداً، وباتت تمتلك صواريخ تضرب بها المدن والبلدات الإسرائيلية.

وكانت مستوطنة “سديروت”، جنوبي إسرائيل، على موعد مع تلقي أول صاروخ فلسطيني محلي الصنع، أطلقته كتائب القسام، بعد عام من انطلاق انتفاضة الأقصى يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول 2001، لتطور الكتائب بعد ذلك وعلى نحو متسارع من قدراتها في تصنيع الصواريخ.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن