شبح البطالة…إلى أين ؟!

البطالة هي من الإبطال وإبطال الشيء انتهاء مفعوله وبالتالي عدم وجوده .
وبطالة الشعوب هو وقف العمران ،ووقف التطور والحياة عن التقدم ووقف موازنات الدول الفقيرة للحاق بالدول المتقدمة وهذا يؤدي إلى ابتزاز الدول الغنية للدول الفقيرة واستعبادها، ومصادرة خيراتها كما يحصل في الوطن العربي والدول الإفريقية وغيرها من الدول الفقيرة .
الآثار النفسية والاجتماعية :

أما ما يحصل في فلسطين وما نعانيه من ويلات الاحتلال وتجنيد الايدي العاملة الفلسطينية للعمل لصالح الاحتلال ببناء المستوطنات، والمصانع الإسرائيلية بالشروط الاستفزازية يؤدي بالتأكيد إلى خلق بطالة في صف الشباب الفلسطيني والذي يعاني أصلا من فقر مدقع ،وإرغامه على إعطاء جهده ومزيد من الجهد إرضاء  لمعلمه المعادي الذي يحارب هذا الشعب بلقمة عيشه ويقاسمه أرضه بالإكراه .. ألم يكتفي بعد من استعمار الأرض والذات والروح ؟
كل هذا يخلق لدى العامل الفلسطيني نوع من نكران الذات والروح  والانطواء النفسي، والاستفزاز والعصبية واتخاذ قرارات لا إرادية  وغير مسؤولة وقتل النفس ببطء قد تولد إما الإحباط أو العنفوان كما نرى كل يوم في فلسطين ابتداءً من ردات الفعل السلبية وصولا إلى العنف بأشكاله كافة .
ماذا نفعل ؟

وهذا يتطلب منا كوننا طلاب حق وطلاب دولة وباحثين عن حرية واستقلال، العمل على توفير فرص العمل لأبناء شعبنا الذي يغمس لقمته بالدم ويغسل وجهه بعرقه لصالح المحتل ،واستبدال ذلك بتوفير الدم والعرق لاعمار وطننا وازدهاره ورفعته ،وذلك بالتعاون بين القطاعين العام ممثلا بوزارة العمل والقطاع الخاص بمؤسساته كافة ، وتوسيع مجالات العمل الوظيفي بعيدا عن  المحسوبية والتبذير، والعمل بأمانة وإخلاص لتوزيع المهن الوظيفية كي يحصل كل بيت فلسطيني على دخل ولو محدود ،وأن لا تكون محصورة  فقط لمن هم حول الكرسي الحكومي بل يكون على أساس الكفاءة في العمل .
والاستفحال المستمر لهذه المشكلة ما زال باستمرار فقد تشير تقارير سلطة النقد الفلسطينية لعام 2014 بارتفاع نسبة البطالة من 23.6% لتصل بذلك إلى 26.2% وهذا يجدر بنا التحرك بأسرع وقت لتنفيذ هذه الاقتراحات لمنع اتساع هذه الظاهرة.

حلول واقتراحات :

أولاً: استثمار الأرض والعمل على زراعتها ودعم المزارع بالأدوات والأموال اللازمة وتسويق منتجاته للاستغناء عن منتجات المستوطنات.

ثانياً: فتح مراكز للتأهيل المهني وتوسيع المجالات التخصصية للمهن الحديثة .

ثالثاً:  التقليل  من سنوات الخدمة الوظيفية الحكومية من أجل استبدال وتجديد طاقم العمل للخريجين الجدد من الجامعات والمعاهد الفلسطينية.

رابعاَ : اقتطاع جزء أو نسبة ولو بسيطة من رواتب الموظفين لعمل صندوق خدمة اجتماعية .

خامساَ : تشجيع الثروة الحيوانية من خلال بناء مزارع للأبقار والأغنام والدواجن بدعم من أصحاب رؤوس الأموال أو من خزينة السلطة وتوظيف أكبر عدد من العاطلين عن العمل.

سابعاُ:
فتح مراكز حرفية ونوادي للسيدات والعمل على تسويق إنتاجهن  للتخفيف من البطالة المتفشية بين ربات المنازل .

ثامناً: وضع قوانين صارمة لمن يشغلون  الاطفال بأجور متدنية لتفادي الوقوع بعمليات الاستغلال وايجاد حيز عمل لمن يعيلون اسر وتقع عليهم مسؤووليات الرعاية والتربية .
ولعل في قول رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف :

(إنَّ النفسَ اذا أحرزت قُوَّتها استقرَّت )
تلخيصاُ للأثار الاجتماعية السلبية على النفس من انتقاص الذات وعدم الاستقرار  والحاجة للقوت اليومي وهل هناك أشد على نفس المعيل من أن يرى عائلته في جوع وحاجة ؟ّ!
ومن قلمي هذا ومن صفحتي البيضاء التي احتاجها لكتابتي دروسي الجامعية أناشد كل مسؤول للحد من ظاهرة البطالة وتقليص الفجوة الاجتماعية والطبقية في مجتمعي الفلسطيني .

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن