5 أخطاء عليك تجنبها لإنشاء شركة ناجحة

اعمال

تعد فكرة أن يكون المرء رائد أعمال في يومنا الحالي على نفس مستوى الإثارة لفكرة لأن يصير نجم موسيقى روك أو لاعب كرة سلة محترف. تبدو مثاليةً هذه الفكرة المتمثلة في وضع جدولك الخاص، والعمل من حاسوبك المكتبي، وأن تكون قادرًا على السفر حول العالم، والاستيقاظ وقتما تريد، وحتى أن يكون لديك أشخاص يعملون لصالحك؛ فأنت القائد.

دعني أخبرك بشيء: أن يكون المرء رائد أعمال بعيدٌ كليًا عما تراه على إنستغرام. كان هذا محل نقاش كبير بيني وبين ناثان هاريس، وهو رائد أعمال زميل من جيل الألفية ومؤسس منصة (Ease) التي تساعد في إيصال الموظفين المستقلين بالمشروعات ليكون بذلك نظام توافقي لإدارة المشروعات. كنا نتحدث عن أنشطتنا الخاصة، ومدى اختلاف لعبة ريادة الأعمال عما كنا نتخيل، الأمر الذي يتضح لنا بمجرد أن نخطو خطوة داخلها.

يعتبر كتاب “ما لا يعلمونك إياه في كلية إدارة الأعمال بجامعة هارفارد” للكاتب مارك ماكورماك – أحد أفضل كتب إدارة الأعمال التي قرأتها، وهو ما ذكرتني به محادثتي مع هاريس. ففي كل مرة أتحدث مع رائد أعمال آخر، ولا سيما أحد رواد الأعمال من جيل الألفية مثلي، أجد أننا جميعًا نستطيع التعلق بنفس الشعور. إذ إن جميعنا خاض غمار التجربة بعينين واسعتين ورغبة شديدة في النجاح، وعلى الفور صرنا جميعًا متواضعين بفعل الرحلة. إذا كنت تفكر في بدء شركتك الخاصة، يوجد خمسة أشياء تَوصل كلانا، هاري وأنا، إليها وينبغي عليك معرفتها منذ البداية.

اسع وراء الشغف.. وليس وراء المقابل المادي

عندما تسعى وراء الشيء الذي ينتابك الشغف بشأنه، سوف يكون لديك قوة التحمل للبقاء والاستمرار عند مواجهة الليالي الطويلة والعقبات الكبيرة

تعتبر هذه النصيحة من الكليشيهات التي تتكرر كثيرًا، ولكن دعني أخبرك بشيء: لن تتحمل التحديات التي تنتظرك إذا كان المال هو ما تسعى خلفه. وكما قال ستيف جوبز في إحدى المقابلات منذ أعوام عديدة “يقول الناس إنه يجب أن يكون لديك الكثير من الشغف تجاه ما تفعله، وإنها لحقيقة. والسبب أنه سيكون من الصعوبة البالغة عدم امتلاك هذا الشغف، إذ أن شخص عاقل سوف يستسلم حينها”. وهذه هي الحقيقة. أضاف هاريس “ينشئ الناس الشركات كل يوم لأنهم يرون الفرص المالية أو يرون ملائَمة سوقية متَصورة، في الوقت الذي يجب أن يركزوا فيه على مجال شغفهم وهو ما يضيف قيمةً للآخرين”.

وتتمثل المقارنة التي استخدمها -والتي أرتبط بها أيضًا- في الشعور الكامن في الاستيقاظ كل يوم كطفل يستيقظ في صباح عيد الميلاد. فعندما تسعى وراء الشيء الذي ينتابك الشغف بشأنه، سوف يكون لديك قوة التحمل للبقاء والاستمرار عند مواجهة الليالي الطويلة والعقبات الكبيرة. أما إن كنت تسعى وراء الحصول على مقابل مادي أكبرـ فإن أول عقبة كبيرة تواجهها ستبدو لك غير قابلة للتذليل، وسوف تستسلم.

لا يتعلق الأمر بأن تكون جميلًا.. بل أن تكون فعّالًا

ماذا سيكون شعارك؟ وكيف ستبدو علامتك التجارية؟ وماذا عن اسم الشركة؟ كل هذه الأشياء لن تعني شيئًا إذا لم تمتلك مشروعًا تجاريًا يعمل بطريقة صحيحة. يمكن أن تمتلك أجمل “شركة” في العالم وأكثرهم لمعانًا وبريقًا، لكنك في الحقيقة لا تفعل أي شيء ذي قيمة، وحينئذ لن يلتفت إليك أحد.

قال هاريس “يلتف كثير من رواد الأعمال الجدد حول تأسيس مدرجات للجماهير المتخَيَّل جلوسها حول ملعب أفكار الأعمال الجديدة التي لم تُختبر من الأساس. فهم يستغرقون ساعات طوال في ممارسة العصف الذهني للبحث عن الاسم المثالي لشركتهم، في الوقت الذي لا يعرفون حتى ما هي الأشياء التي سيبيعونها.

يعتبر “ليل وين” هو مضرب المثل الذي ألجأ إليه دومًا عند الحديث مع الناس حول أهمية اسم الشركة. كان ليل وين أحد أعظم مغنيي الراب على الإطلاق. إذ يكاد يكون من الصعب عدم الاستماع إلى صوته بإحدى الأغاني في أي مكان تذهب إليه في الفترة بين 2004 و2009. فقد امتلك أحد أعظم ألبومات الراب على الإطلاق: وهو “ذا كارتر “3. على الرغم من ذلك، كان اسمه “ليل وين” وحسب. فالأمر لا يتعلق بما يطلقه الناس عليك، بل بالمهارات والقيمة التي تضيفها إلى الطاولة.

يرغب الناس بمعرفة ما تفعله شركتك أولا

طالما دافعت عن العلامات التجارية الشخصية لوقت طويل، وأشعر في نهاية المطاف أننا نقترب من مكان حيث يبدأ الناس في استيعاب سبب الأهمية الشديدة وراء هذا. يجب عليك أن تتذكر أنه بغض النظر عن عظمة شركتك، أو القيمة التي تقدمها، فإن العملية تتلخص في كون مجموعة من الأشخاص يشترون من أشخاص آخرين. فهم يريدون أن يعرفوا عنك أنت، مؤسس الشركة. ويريدون أن يعرفوا كيف توصلت إلى هذه الفكرة، وكيف تعلمت ما تعرفه، ولماذا ينبغي أن ينصتوا إليك وليس إلى أي شخص آخر. بكل أمانة، ينتمي هذا الأمر إلى سبب أهمية ملاحقة شغفك وليس المقابل المادي المرتفع. عندما يتعلق الأمر ببناء علامتك التجارية الشخصية، فعليك أن تؤسس الأمر حول شغفك، وإلا لن تستطيع أن تتصل بالناس اتصالًا صادقًا.

إذ إن العلامة التجارية الشخصية تضعك، أنت مؤسس الشركة، في المقدمة. فهي طريقتك لأن تقول “إنني الشخص الأكثر معرفةً في هذا المجال، والشركة التي أسستها توجِد حلولًا لمشكلة أعلمها شخصيًا”. قال هاريس “تعد العلامة التجارية الشخصية شيئًا رئيسيًا للغاية، وقد صار بطرق عديدة شيئًا يجب أن يمتلكه مؤسسو الشركة. يحب الناس أن يسمعوا من المالك وأن يتواصلوا معه. فهو يعرض قابلية الإدراك لديك ويميزك عن الآخرين الذين ليسوا مجهزين بما يكفي للقيام به. وهذا هو ما توضحه حقًا العلامة التجارية الشخصية، وهو أنك تستغرق الوقت لتتصل مع الناس عبر المحتوى الذي لديك”.

كان غاري فاينرتشوك رائدًا في إظهار القيمة التي تكون لدى أي مدير تنفيذي يمتلك علامة تجارية شخصية مشهورة شهرة واسعة. ولا أزال أعتقد، بطرق عديدة، أن الناس تفكر وتقول “حسنًا، إنه هو مدير الشركة وهذا يكفي”. أعدكم برؤية مزيد من المديرين التنفيذيين يركبون هذه الموجة قريبًا، وهم لن يبنوا علامتهم التجارية الشخصية لأن الأمر “ممتع”، بل لأنه جزء ضروري من المشاريع التجارية.

الفشل ليس عدوًا.. الخوف هو العدو

على الرغم من أنه كليشيه آخر مرتبط بإدارة الأعمال، إلا أني أطلب منك أن تدعني أعيد صياغته من أجلك: عندما تكون رائد أعمال لا يكون السؤال المطروح “كيف يمكنني أن أخطط كل شيء تخطيطًا كاملًا يجعلني لا أدخل في مواجهة أي تحديات؟” فالمشروعات التجارية لا تسير مثلما هو مخطط على الإطلاق. وبدلًا من هذا ينبغي أن يكون السؤال الذي تطرحه على نفسك “كيف أجهز نفسي على أفضل وجه للتعامل مع أي عقبة تطرح نفسها أمامي؟” لا يتعلق الأمر بالجلوس والتوصل إلى الإجابة، بل بالثقة الكافية في نفسك للتعامل مع هذه العقبات ما دمت تمضي قدمًا.

أضاف هاريس “لا يمكنك التوقف عندما يصير السير صعبًا. بل عليك أن تجد طريقة أخرى للوصول إلى أي مكان ترغب في المضي قدمًا نحوه. قال توماس إديسون “لم أفشل. أنا ببساطة وجدت 10 آلاف حل لا يعمل”. فابحث إذًا عن العشرة الآلاف حل الخاصة بك، وجرب الحل رقم 10001، وستنجح حينئذ. فهذا الشيء لا يفعله سوى قليل من الناس الذين لم يدركوا أبدًا أنهم كانوا على بعد محاولة فاشلة واحدة حتى يصلوا إلى النجاح”.

لا تحتاج إلى تحفيز.. بل إلى مزيد من ساعات الخبرة

لعل هذا هو أصعب شيء، لكنه أكثر الدروس تداولًا لكل رائد أعمال. إذ إن أي شيء ذي قيمة يستغرق وقتًا قبل أن يتحقق. ويعد هذا اختبارًا للصبر والمثابرة أكثر من أي شيء آخر. وكثير من رواد الأعمال الذين أراقبهم من بعيد ينصحون بـ “تحفيز الأعمال”، كما لو كان شيئًا يحتاج المرء أن يسمعه، فيقولون: عليهم فقط أن يكونوا متحفزين، عليهم أن يكونوا كذلك مرة أخرى فقط.

ليس هذا هو كل ما يحتاجونه، وليس هذا هو ما سيحملك خلال الرحلة بمجرد الدخول في غمار اللعبة. فما تحتاجه هو مزيد من الساعات في ممارسة العمل. أنت في حاجة إلى المرور ببعض الليالي الباردة، وإلى أن تشعر بالرياح التي تجلبها بعض العواصف القوية. وإن لاحظت، يتشارك كل رواد الأعمال العظماء في بعض السمات الأساسية، وإحدى هذه السمات هو القدرة على الصبر، وعندما يسير شيء ما بصورة خاطئة، لا يرتجفون ولا يترنحون. بل يومئون برؤوسهم ويقولون “دعونا نعالج الأمر”. وإنك لا تصل إلى التعامل بهذه الطريقة عبر قراءة الاقتباسات التحفيزية على إنستغرام. بل تصل إليه عندما تطلق أشرعة سفينتك وتمخر في عباب الحياة حتى تصل إلى البر الآخر.

قال هاريس “لكي تكون رائد أعمال، ينبغي عليك أن تعانق التحديات التي تواجهك يوميًا، وأن تحافظ على هذه العقلية لفترة طويلة للغاية. ينبغي عليك أن تجد الجمال في الرحلة، وأن تخطو متجاوزًا الأحلام”. إنني أعتقد أنه لشيء هام للغاية بالنسبة لرواد الأعمال – سواء البارعين منهم، أو تعريجًا على الجدد منهم الذين لا يزالوا يتطورون – أن يتحدثوا أكثر عن حقيقة ريادة الأعمال. وبوصفي رائد أعمال جديد ومؤسس وكالة للكتاب الخفيين تسمى “ديجيتال برس”، يمكنني إخباركم في البداية أن كل هذه الاقتباسات التحفيزية التي ترونها على إنستغرام تبدو مضحكة عندما تشرع في أنشطتك اليومية في ريادة الأعمال الحقيقية. فحينها ستواجه المشكلات الحقيقية بسرعة كبيرة.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن