5 ملفات شائكة.. هل تنجح مفاوضات القاهرة‎ بين الفرقاء الفلسطينيين في تذليلها؟

هنية ووزير المخابر المصرية خالد فوزي
هنية ووزير المخابر المصرية خالد فوزي

يترقب الداخل الفلسطيني والأقطار العربية ما قد تتمخض عنه المفاوضات التي ستنطلق الإثنين المقبل في القاهرة بين الفصائل الفلسطينية، لإتمام المصالحة التي بدأت ثمارها خلال الأسابيع الماضية، لطي صفحة الخلافات الداخلية برعاية مصرية.

الاجتماع الأول الذي سيضم وفدين من حركتي حماس وفتح إلى جانب ممثلين عن السلطات المصرية، يتوقع أن يناقش عددًا من الملفات الشائكة، والتي تبدأ من حدود غزة وتحديدًا المعابر، وانتهاءً إلى الداخل المحلي من إعادة تشكيل الجهاز الأمني، وحتى تل أبيب وإدارة المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي.

ملفات شائكة

وقال المستشار في العلاقات الدولية والمحلل الفلسطيني، الدكتور أسامة شعت:”إن هناك خمسة ملفات ستتم مناقشتها خلال اجتماعات القاهرة، وهي فتح معبر رفح بشكل كامل وإدارته والذي يشمل تشكيل لجنة عليا لإعادة تأهيل الموظفين، إلى جانب مناقشة ملف الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وكذلك فتح ملف منظمة التحرير وإعادة بنائه، بالإضافة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية أو إعادة تشكيل حكومة الوفاق، بحيث يزيد الوزراء من 17 وزيرًا إلى عدد أكبر من الوزراء يتم اختيارهم بالتوافق بين الحكومة الحالية والفصائل الفلسطينية”.

وأضاف شعث أن المصالحة الفلسطينية تسير بشكل متدرج وجيد في إطار تنفيذ اتفاق المصالحة الذي جرى توقيعه في القاهرة عام 2011″، موضحًا أن كافة الظروف الإقليمية بالمنطقة والظروف الداخلية الفلسطينية ولحركة حماس مهيأة لنجاح المصالحة التي يرعاها الجانب المصري.

ولفت إلى أن الاجتماعات التي تُعقد في مصر ستستمر لفترات طويلة بين الفصائل الفلسطينية وسيتمخض عنها تباعًا التوافق حول الملفات التي ستتم مناقشتها، مبينًا أن الحكومة الفلسطينية تعمل على الاستفادة من الوساطة المصرية لتحقيق المصالحة من أجل إعادة ترميم البنية التحتية الفلسطينية التي دمرت خلال 11 عامًا، من مرافق خدمية سواء شبكة الصرف الصحي أو المياه أو شبكة الكهرباء، وكذلك إعادة بناء المؤسسات الصحية والمراكز والمستشفيات وتأهيلها بما يخدم نحو 2 مليون فلسطيني.

مسار المصالحة

وأكد المستشار بالسفارة الفلسطينية في القاهرة وعضو المجلس الوطني الفلسطيني، غازي فخري، أن “المصالحة بين الفصائل مرت بخطوتين، الأولى كانت بإنهاء حكم اللجنة الإدارية لحكومة الوفاق الوطني دون تدخل من حركة حماس، بل وبتسهيلات كاملة منها”، موضحًا أن “الخطوة الثانية في مسألة التوافق والمصالحة الوطنية هي إيجاد تفاهم بين الفصائل والحكومة الوطنية على الملفات الشائكة التي تشمل المعابر والأجهزة الأمنية واستراتيجية التعامل مع إسرائيل أو المقاومة”.

وأوضح فخري أن “الاجتماع الأول سيناقش الملف الأمني وتشكيل جهاز أمني موحد، إضافة إلى ملف الموظفين والعمل على إعادة تأهيل موظفي قطاع غزة بصورة أفضل، للوصول إلى كادر وظيفي قادر على أن يقود البلد بشكل سليم”، مشيرًا إلى أن هناك ملفات أخرى تتعلق بموضوع “المعابر وكيفية إدارتها من قبل حرس الرئاسة بعد استلامها، إلى جانب سلاح المقاومة وإنهاء الاختلاف حول مسألة توحيد سلاح المقاومة في غزة بيد الحكومة الوطنية أم بقاؤه كما هو”.

حماس.. المكاسب أولًا

بدوره، يرى الخبير في العلاقات الدولية، الدكتور أيمن سمير، أن اجتماع القاهرة الأول سيتطرق إلى عدد كبير من الملفات والأطروحات التي ستدلي بها وفود من حركتي حماس وفتح، إلى جانب رؤية مصر واقتراحاتها في عدد من الملفات، مبينًا أن أهم الملفات التي ستكون مطروحة هو ملف فتح المعابر وإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة.

وبين سمير أن وفد حركة حماس سيركز على تحقيق بعض المكاسب التي حرمهم منها الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن مؤخرًا، ومن بينها وقف مرتبات موظفي غزة، وثمن الوقود والمحروقات التي تُصدّرها إسرائيل لقطاع غزة، مشيرًا إلى أن الحركة ستحاول جاهدة إعادة تلك المكاسب مرة أخرى، شريطة أن تقدم هي تنازلات في عدد من الملفات الأخرى في مقدمتها التعاون مع إسرائيل في بعض النقاط المشتركة.

وأشار إلى أن هناك ملفات أخرى سيتم طرحها للنقاش وهي سلاح المقاومة وطريقة إدارة هذا الأمر، وملف التفاوض المباشر مع الجانب الإسرائيلي من قبل الحكومة الفلسطينية بمشاركة فصائل المقاومة.

وفي 17 سبتمبر/أيلول الجاري، أعلنت حركة حماس حل اللجنة الإدارية التي شكلتها في قطاع غزة لإدارة المؤسسات الحكومية، وذلك “استجابة للجهود المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام”.

وعقدت حكومة الوفاق الوطني الثلاثاء الماضي اجتماعها الأسبوعي بمقر رئاسة الوزراء غرب مدينة غزة، برئاسة رامي الحمد الله، وهو الاجتماع الأول منذ ثلاث سنوات.

وجاء حل اللجنة في إطار جهود بذلتها مصر خلال الفترة الماضية لتحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام المتواصل منذ منتصف 2007، في ظل تواجد وفدين من قيادات حماس وفتح بالعاصمة القاهرة آنذاك.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن