كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، اليوم الثلاثاء، أن أكثر من 60 ألف طفل نزحوا من مناطق شمال غربي سورية؛ بسبب القتال وأعمال العنف المتصاعدة خلال الأسبوعين الأخيرين.
يأتي ذلك فيما أعلن المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالين، أن روسيا تعمل على تثبيت وقف إطلاق النار في محافظة إدلب خلال 24 ساعة، وقال خلال مؤتمر صحافي عقده في أنقرة “نرى أن هناك تزايدا في الهجمات في إدلب. بعثنا رسالة حازمة في هذا الصدد إلى الجانب الروسي… لقد تم إبلاغ وفدنا (خلال المحادثات في موسكو)، بأنهم سيبذلون جهدهم لوقف هجمات النظام (السوري) خلال 24 ساعة”.
وقال المدير الإقليمي لـ”يونيسف” بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تيد شايبان، “لقد أدت أعمال العنف التي اندلعت مؤخرا، في المناطق المكتظة بالسكان في معرة النعمان، جنوب مدينة إدلب، إلى دفع الآلاف من الأسر إلى الفرار شمالاً”.
وأضاف شايبان، أنه منذ 11 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، نزح أكثر من 130 ألف شخص، بينهم أكثر من 60 ألف طفل، من جنوب إدلب وشمال حماة وغرب حلب بسبب القتال المتصاعد.
وأشار إلى أن أكثر من 65 طفلا قتل أو جرح خلال الشهر الجاري، نتيجة العنف المتصاعد شمال غربي سورية، دون أن يذكر إحصائية مفصلة لعدد القتلى والجرحى.
وخلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2019، قتل وجروح أكثر من 500 طفل نتيجة العنف في شمال غربي سورية، بحسب المسؤول الأممي.
وقال شايبان إن “تصاعد العنف والنزوح يحدث في الوقت الذي تنخفض فيه درجات الحرارة في جميع أنحاء المنطقة”، وشدد علي ضرورة “استمرار وصول المساعدات الإنسانية لتوفير المساعدة المنقذة للحياة لمئات الآلاف من الأطفال في الشمال الغربي ومناطق أخرى من سورية”.
والجمعة، أطلق نظام بشار الأسد، بدعم من روسيا والمجموعات الإرهابية المدعومة من إيران، هجمات جديدة على منطقة “خفض التصعيد” في محافظة إدلب (شمال غرب).
يشار إلى أن النازحين الفارين من قصف النظام وحلفائه، يلجؤون إلى المخيمات الواقعة في القرى والبلدات القريبة من الحدود مع تركيا، كما يضطر قسم آخر من النازحين إلى اللجوء إلى حقول الزيتون، وسط ظروف جوية قاسية.
وقتل أكثر من 1300 مدني جراء هجمات النظام وروسيا على منطقة خفض التصعيد، منذ 17 أيلول/ سبتمبر 2018.
وفي أيار/ مايو 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران توصلها إلى اتفاق منطقة “خفض التصعيد” بإدلب، في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري.
إلا أن قوات النظام وداعميه تواصل شن هجماتها على المنطقة، رغم التفاهم المبرم بين تركيا وروسيا في 17 أيلول/ سبتمبر 2018، بمدينة سوتشي الروسية، على تثبيت “خفض التصعيد”.