أبو مرزوق: رفع الفيتو الأمريكي – الإسرائيلي عن المصالحة وبعض قادة حماس سيقيمون في مصر

أبو مرزوق: مستعدون للذهاب إلى انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني فورا
أبو مرزوق: مستعدون للذهاب إلى انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني فورا

 

أجرى اللقاء محمد أبو خضير – أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” موسى ابو مرزوق إشادته بالجهد الهائل الذي يبذله جهاز المخابرات المصرية لاستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، معتبرا هذا الجهاز الحيوي بوابة فلسطين على الدوام، وان المخابرات المصرية ليست مجرد جهاز أمني.

وأفاد ابو مرزوق ان بعض الأخوة من حماس سيقيمون في مصر الى جانب المقيمين أصلا من قبل.

وكشف القيادي الحمساوي النقاب عن معلومة بالغة الأهمية اطلع الحركة عليها اكثر من مسؤول عربي وهي ان الفيتو الامريكي – الاسرائيلي على المصالحة الوطنية الفلسطينية لم يعد قائما، حيث تم رفعه.

وفيما يلي نص المقابلة:

ملفات ولقاءات

س:ما هي اهم نتائج اجتماعاتكم مع المسؤولين المصريين؟ وأين وصل ملف المصالحة مع حركة فتح؟

ج: المصالحة احد الملفات التي تم طرحها ومناقشتها في الاجتماعات مع اخواننا المصريين ضمن جدول الأعمال الذي تناول محاور وقضايا متعددة ، من بينها القضايا الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة ،مشاكل قطاع غزة المتعددة وكيفية حل هذه المشاكل وفي مقدمتها معبر رفح والكهرباء والاحتياجات الطبية والمرضى والطلاب وغيرها من القضايا التي تم بحثها بعمق وتبادل الرأي فيها.

كذلك تم بحث تطورات القضية الفلسطينية والدور المصري وفعاليته ، وموقع القضية في الحراك الدولي خاصة بعد تولي الإدارة الامريكية الجديدة ، والمصالحة الفلسطينية الفلسطينية وضرورة مشاركة ومساهمة مصر في إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية .

ثقة متبادلة بين مصر وحماس

س: كيف تصفون العلاقات بين حركة “حماس” وجمهورية مصر العربية؟ وهل تجاوزتم الأزمة؟

ج: العلاقات مرت بظروف صعبة في مرحلة من المراحل تم تجاوزها ولكن اعتقد أنها تميل الآن نحو الثقة المتبادلة والتعاون الاستراتيجي بين الجانبين، بعد إدراك مصر ان مشاكل قطاع غزة والأمن في سيناء تنعكس بشكل مباشر على مصر وغزة وتضر بالأمن القومي المصري وبالتالي تفهمهم لذلك أفرز تحركين ، الأول لمعالجة مشاكل القطاع ،بعد إجراءات الرئيس عباس لتحول قطاع غزة الى كارثة إنسانية وفي مقدمة الإجراءات قطع الكهرباء والدواء ومنع التحويلات وتخفيض رواتب الموظفين، ثم إحالة الآلاف منهم الى التقاعد المبكر ،وإغلاق بعض المؤسسات الاجتماعية وقطع الكثير من المساعدات عن العائلات الفقيرة والمحتاجة ،وقطع رواتب أعضاء المجلس التشريعي وآخر هذه القرارات إحالة 449 موظفا من وزارة الزراعة في غزة إلى التقاعد المبكر ليضيف الى العائلات المعوزة عددا اضافيا.

هذه الاجراءات حولت قطاع غزة الى كارثة انسانية ،ولا اعلم كيف يصح ان يعاقب رئيس شعبه ،وان اختلفنا سياسياً ،كما لا يصح ان يقال السلطة ليست حصالة لسحب الأموال لان السلطة عندما تحصل الضرائب تحصلها من الضفة وغزة وعندما تجمع وتتلقى المساعدات تتلقاها لكل الشعب الفلسطيني وليس للضفة فقط .

وكما تعلمون فاكثر من 34 % من الموازنة تصرف على الأجهزة الأمنية ،أي ما يقارب المليار دولار وهي من الضرائب الداخلية والمساعدات الخارجية ، وتقطع عن الفقراء. هذه الأموال ليست صدقة من السلطة لقطاع غزة بل هي حق لهذا الجزء العزيز من الوطن.

انعكاس هذه المشاكل على الأهل في قطاع غزة أدركته مصر ودفعها لتوريد الوقود لشركة كهرباء غزة ، وهناك حديث عن فتح معبر رفح من أجل المواطنين والتجارة الحرة بين غزة والأشقاء في مصر ما سيكون عاملا مهما في تخفيف آثار الحصار عن شعبنا في القطاع .

المسميات غير مهمة

س: هل صحيح سيتم فتح مكتب للحركة في القاهرة ؟ وتم تعيين مدير جديد لهذا المكتب من قطاع غزة ؟

ج:بغض النظر عن المسميات علاقتنا بالأشقاء في مصر تتطور، وسيقيم بعض الأخوة الرئيسيين هنا ،الى جانب الموجودين أصلاً من قبل ويحملون إقامات، وذلك لمتابعة القضايا والملفات مع الأشقاء المصريين على مختلف المستويات .

المخابرات المصرية .. بوابة فلسطين

س:هل نفهم من ذلك انه تم تجاوز الأزمة مع الأخوان ولم يعد يتم التعامل مع الحركة كملف أمني من قبل المخابرات المصرية ؟

ج:هذه المسائل تم تجاوزها منذ عامين وتحديداً من شهر 12 \2015 ،وتجاوزنا كل القضايا المتعلقة بالداخل المصري كله، وعلاقتنا مع المخابرات المصرية التي تحمل ملف القضية الفلسطينية ،ومنذ عقود بوابة فلسطين دوماً هي المخابرات العامة وليست وزارة الخارجية او غيرها .

والمخابرات المصرية ليست جهازا امنيا فقط وإنما جهاز سيادي يتبع لرئيس الجمهورية مباشرةً ،وهو يتابع الملف الفلسطيني منذ البداية.

وللعلم فان قطاع غزة قبل الاحتلال الإسرائيلي كان حاكم عسكري من المخابرات المصرية يحكم غزة، وهذه اختصاصات القيادة المصرية حيث تضع الملفات حيث تريد ،كما ان معظم الملفات الاستراتيجية في يد المخابرات المصرية مثل ملفات ليبيا والسودان وحوض النيل .

جدية مصرية في بحث كافة القضايا

س:هل بحثتم قضية خطف المواطنين الأربعة وكذلك الحاج الذي تم إنزاله من قبل الجيش المصري خلال توجهه للديار الحجازية بعد دخولهم من معبر رفح ؟

ج:خلال محادثاتنا مع الأخوة المصريين لمسنا ان هناك جدية في بحث كافة القضايا ، وهناك قضايا تحدث ونتابعها باستمرار وهناك جدية في حلها بطريقة أفضل من السابق.

لم نبحث صفقة تبادل جديدة

س:خلال الاجتماعات مع المخابرات المصرية هل تم البحث في تفاصيل صفقة جديدة لتبادل الأسرى مع إسرائيل على غرار صفقة شليط؟

ج:الحقيقة في هذا الاجتماع لم يتم التطرق الى هذا الموضوع.

فتح معبر رفح بعد تجهيزه

س: كان هناك تكهنات وتقارير تحدثت عن فتح معبر رفح بعد عيد الأضحى ؟

ج : الترميميات والبناء الخارجي انتهى بقيت التمديدات والأجهزة ، وحسب الأشقاء في مصر سيتم فتح المعبر بعد الانتهاء من ذلك مباشرة بصورة دورية .

هناك نحو 30 ألف كحالات إنسانية من مرضى وطلاب وجمع شمل العائلات.

بعد اقل من ٣ أسأبيع

س:كم سيستغرق ذلك ؟

ج:اقل من ثلاثة أسابيع ، وللأسف كان من المفروض ان يتم فتح معبر رفح هذا الاسبوع والمواطنون استعدوا لذلك ولكن جاءت العملية الإرهابية التي استهدفت القوات المصرية التي تحمي قوافل الحجاج العائدين لتعرقل ذلك ، وكلما استبشرنا خيراً بفتح المعبر يجري استهداف الأمن المصري بشكل يثير الكثير من التساؤلات من المعني بهذا الإرهاب والتعطيل لحياة آلاف المواطنين وزيادة معاناتهم .

خطة مصرية لتنمية شمال سيناء

س:هل يشمل فتح المعبر منطقة تجارة حرة وفتح المعبر للمواطنين والتجارة بين القطاع ومصر ؟

ج:إذا ما تم استتباب الأمن وتحقيق الاستقرار في شمال سيناء وإنهاء الفوضى الأمنية خاصة في المنطقة الساحلية التي تربط قطاع غزة بمصر سيتم تطبيق خطة الحكومة المصرية لتنمية شمال سيناء، وستكون خطة بناء منطقة صناعية ومنطقة تجارة حرة متاحة ،على كل حال هذا الأمر من المبكر الحديث حوله.

مجرد مقترحات

س:طرح الكثير من المقترحات والمشاريع الاستراتيجية لحل مشاكل قطاع غزة كميناء عائم وسفينة تركية تحمل شركة كهرباء ترسو قبالة شواطئ القطاع وجزيرتين وغيرها ،هل بُحثت هذه المقترحات معكم ؟

ج:صحيح هناك الكثير من المقترحات بعضها من إسرائيل وبعضها الآخر من الأمم المتحدة ،و بعضها الهدف منها إيجابي وأخرى هدفها فصل قطاع غزة عن باقي الاراضي الفلسطينية ،وهناك مقترحات ، وآخر هذه المقترحات طرح إقامة جزيرتين في البحر بينهما طريق الى قطاع غزة ،على إحداهما مطار والثانية ميناء للتحرك بسهولة ويسر ، وزيادة مساحة قطاع غزة ،نحن ندرك انها في الغالب مجرد أفكار ومشاريع ليس من بينها شيء مطروح بشكل جدي لا على السلطة ولا على مصر حتى الآن، ولا علينا بالطبع.

علاقاتنا قوية مع روسيا

س:هل دخلت روسيا على خط المصالحة ؟وما هي طبيعة التدخل الروسي ؟

ج:العلاقات مع روسيا علاقة قديمة وهي علاقات بدولة عظمى، وتم زيارة موسكو اكثر من مرة ، والعلاقات مع الأصدقاء الروس وصلت مرحلة متقدمة، ودون أدنى شك زيارة موسكو هذا الاسبوع من مختلف النواحي وخاصة السياسية وقبيل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة وأيضاً في ضوء زيادة الاهتمام الروسي بالشرق الاوسط بشكل كبير جداً،بعد اعادة حساباتها في المنطقة ،واي دولة تريد لعب دور في المنطقة مدخلها القضية الفلسطينية وهي القضية المركزية فيها وقضية القضايا وهي المفتاح للسلم والامن في المنطقة ،ولذلك علاقتهم قوية مع مختلف الاطراف .

ولاقت وثيقة حماس السياسية ترحيبا روسيا ولاقت صدى وتفاعلا كبيرا ،وهناك دور روسي متزايد في دعم المصالحة بين حماس وفتح .

مساعدة غزة مسألة يقررها اصدقاؤنا الروس

س:هل صحيح تنوي روسيا تقديم مساعدات لقطاع غزة ؟

ج:يبقى هذا الأمر احتمالاً يقرره الأصدقاء الروس بتقديم مساعدات لقطاع غزة المحاصر ،لا ننسى ان هناك أسرا مزدوجة وعلاقات اجتماعية روسية فلسطينية في اكثر من ساحة فلسطينية وخاصة في قطاع غزة .

وهناك في قطاع غزة الكثير من الأطباء والمهندسين والذين تلقوا تعليمهم في روسيا، وهناك المتزوجون من روسيات ويزيد عددهم عن 300 أسرة في قطاع غزة وحده .

سأتوجه الى موسكو ١٩ الجاري

س:ستتوجهون الى موسكو يوم 19 الجاري ما هو الهدف ؟

ج:الملفات كثيرة في مقدمتها المصالحة والحديث حول الفكر السياسي للحركة واستراتيجيتها المقبلة بعد الوثيقة ،والمساعدات الروسية لغزة المحاصرة ،الدور الروسي في القضية الفلسطينية ،والدعم الروسي للفلسطينيين والتحرك الروسي لحل القضية الفلسطينية.

مواقف فتحاوية متضاربة

س:يصل وفد حركة فتح القاهرة خلال ساعات بدعوة من الاخوة المصريين لدفع ملف المصالحة ما هو البرنامج و على اي ارضية ستلتقون ؟

ج:حتى الآن لا يوجد ترتيبات للقاء وفد حركة فتح ،والانباء متضاربة حتى عند الجانب المصري لا توجد معلومات، بخصوص لقاء وفدي فتح وحماس،فهناك خلاف داخل مركزية فتح فقسم يرحب بما قدمته حماس من مواقف متقدمة لانهاء الانقسام والبيان الذي صدر عن الحركة والذي يزيل كل العقبات التي تعترض المصالحة ومجموعة منهم ترفض.

وقد منحنا مصر الليونة لتتمكن من التحرك في كل الملفات وخاصة في قضيتي الموظفين والقرارات الخاصة بحكومة الوفاق الوطني بخصوص قطاع غزة ،وأن يعتبروا حل اللجنة الإدارية في قطاع غزة في جيوبهم ،ونحن على استعداد لفتح حوار في كافة الملفات ،بالرغم من انه لا حاجة للحوار والبحث وإنما المطلوب قرار من حركة فتح ومن الرئيس محمود عباس ليتقدم نحو المصالحة بقوة ولا يلتفت لشروط الإدارة الامريكية وإسرائيل .

س:ما مدى صحة التصريحات والتقارير التي تقول ان الإدارة الامريكية رفعت الفيتو عن المصالحة ؟

ج :صحيح هذا ما ذكرته تقارير صحفية امريكية وما نقله بعض المسؤولين الغربيين ، بان هناك تغيرا في السياسة الامريكية بخصوص المصالحة والوحدة الفلسطينية ،هذا يعطي مساحة وفرصة للرئيس عباس للتقدم في هذا الملف دون تردد او خوف من قطع المساعدات الامريكية او فرض عقوبات على السلطة .

وسبق ان اكدنا على ان الرهان على شعبنا وتقوية الساحة الداخلية الفلسطينية يغنينا عن هذه الإدارة المتحالفة مع إسرائيل وقراراتها المؤيدة لاسرائيل.

س:هل لديكم تأكيدات عن رفع الفيتو الامريكي والإسرائيلي عن المصالحة ؟

ج:هذا ما قاله لنا بعض المسؤولين الغربيين عن رفع الفيتو الامريكي والإسرائيلي عن المصالحة الفلسطينية .

ونحن نرى انها فرصة للرئيس قبل توجهه الى الامم المتحدة لقطع الطريق على كل من يقول انه لا يمثل كل الشعب الفلسطيني،ويستطيع ان يثبت للولايات المتحدة والعالم ان شعبا متحدا يقف خلفه.

القضية الفلسطينية والأزمة الخليجية

س:ما هي انعكاسات الأزمة الخليجية عليكم ؟وخاصة انكم تقيمون في قطر ؟

ج:ما من شك ان القضية الفلسطينية تتأثر بكل المشاكل التي تجري في العالم العربي ،إذ ان هناك اضطرابا في سياسات بعض الدول العربية والخليجية فمنهم من تساوق مع الموقف الامريكي واصدر تصريحات واحاديث ثم تراجع عنها وهناك حالة من عدم الاستقرار واليقين نأمل تجاوزها وعودة مجلس التعاون الخليجي اقوى باستعادة وحدته ،لان الخلافات العربية تنعكس سلباً على القضية والشعب الفلسطيني .

وهذه الخلافات لا نقبل ولا نسعد بها ولا نرضاها ونريد للأمة العربية ولدول الخليج الخير والوحدة والاستقرار ولا يوجد ازمة بلا حل والمطلوب حوار جدي وبناء يضع حدا لهذه الازمة الخليجية ،فهناك صراعات وخلافات تستنزف ثروات الأمة وتحرفها عن اهدافها في المنعة والقوة والنهوض .

علاقاتنا مع دحلان

س:كيف ترون علاقتكم مع النواب والتيار المحسوب على النائب المفصول من حركة فتح محمد دحلان ؟

ج:هذا التيار الموجود في قطاع غزة أصبح أكثر قوة بسبب إجراءات ابو مازن بحق هذه الشريحة الواسعة من الفتحاويين الذين شعروا بظلم وقع عليهم فتوجهوا الى النائب محمد دحلان فتبناهم ولم يقصر معهم ،ما جعل هذا التيار ينمو ويتوسع حتى ان هذا التيار اصبح يمثله 16 نائبا من مجموع 34 نائبا في المجلس التشريعي عن فتح.

نتحدث عن تيار حقيقي ،اصبح مكونا في الساحة الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة ،ويعبر عن نفسه وله تاريخ ولا احد يستطيع منعه وهذا التيار عندما شعر ان هناك ظلما يفرض على قطاع غزة ،قام هذا التيار بمبادرات عديدة وهؤلاء النواب عملوا الكثير لفتح قنوات اتصال وجلب مساعدات للتخفيف عن المواطنين المحاصرين في القطاع ،وللحقيقة قدموا الكثير من المساعدات للمواطنين دون ان يطلب منهم احد ذلك .

وشكلوا لجنة تكافل اجتماعية ووطنية من نواب غزة من كل الاتجاهات من فتح وحماس والجبهة الشعبية والديمقراطية ،وقدموا المساعدات لتزويج آلاف الشباب على مدى السنوات الماضية وقدموا المساعدة للجرحى وأسر الشهداء وعملوا على تنفيذ احد بنود اتفاقية المصالحة التي وقعناها مع الاخوة في فتح وهي المصالحة المجتمعية حيث تم انهاء قضية الدم مع 20 أسرة وحصلت كل عائلة حوالي 50 الف دينار ،نحن نتحدث عن مساعدات انسانية واجتماعية حقيقية ومؤثرة في قطاع غزة المحاصر والذي يعيش وضعا كارثيا .

قدموا حوالي مليوني دولار للأسر الفقيرة ، ومليون دولار لطلاب تخرجوا ولم يتمكنوا من الحصول على شهاداتهم بسبب عدم القدرة المالية ،ماذا نقول لهذا التيار الذي يخفف من آلام شعبه إلا شكراً لكم والله يجزيكم كل الخير .

نعم مساعدات سياسية ولكن!

س: ولكن هذه المساعدات سياسية ؟

ج:صحيح هذه المساعدات تخدم هذا التيار سياسياً ،نحن لن نقف في وجه كل من يسعى لمساعدة شعبنا في هذه الظروف، وهم أولاً وأخيراً ينتمون لحركة فتح التي رئيسها يضيق الخناق ويعاقب سكان قطاع غزة ،حتى الذين ما زالوا يوالون الرئيس عباس يشتكون ويناشدون الرئيس رفع العقوبات عن غزة واستخدام أسلوب الحوار وتنفيذ بنود المصالحة تمهيداً للانتخابات ولكن دون جدوى رغم الرسائل العديدة والمناشدات التي توجه الى الرئيس، فإجراءات الرئيس تدمر حركة فتح ومكانتها وشعبيتها في غزة.

تفاهمات محرجة!

س:هل التفاهمات مع تيار محمد دحلان أحرجتكم مع حلفائكم في الدوحة واسطنبول ؟

ج:ما من شك هناك بعض الحرج، ولذلك العلاقات مع هذا التيار مازالت قضية خلافية داخل أروقة الحركة.

س:هل ناقش القطريون والاتراك معكم التفاهمات مع دحلان ؟

ج:بكل تأكيد، ولا تزال مطروحة للنقاش، لكن نحن نقول بأن هذا التيار جزء من مكونات شعبنا في قطاع غزة وفي فلسطين، نعم لقد توقف عند هذه العلاقة الاشقاء في قطر وتركيا ،ونأمل بأن تحل الامور قريباً .

اوضاع مالية صعبة .. ولكنها ليست ازمة

س:هل تعيش حماس ازمة مالية بسبب الازمة الخليجية ؟وهل فعلاً توقفت المشاريع القطرية في القطاع ؟

ج: المشاريع القطرية لم تتوقف في قطاع غزة ، لكن صحيح نعيش أوضاعاً مالية صعبة جداً ولكن لم تصل إلى حد الازمة والحمد لله .

لا جديد في علاقاتنا مع الأردن

س:العلاقات مع الاردن هل من حديث عن انفراجة ؟

ج لا جديد في العلاقات مع الاردن ولكن نحن كنا ولا نزال نسعى لتكون علاقاتنا مع جميع الدول العربية في افضل حال .

علاقاتنا مع ايران جيدة جدا

س: علاقات حماس مع ايران الى أين وصلت في ظل الحديث عن محاور وسنة وشيعة ؟

ج:كما قلت نحن نريد علاقات جيدة مع العالمين العربي والإسلامي،ولا نحب الاصطفافات والمحاور ،قضية فلسطين قضية العرب والمسلمين وهي بحاجة للجميع ويجب ان تجمعنا قضية فلسطين والقدس والمسجد الأقصى المبارك .

دون جدال عندما كان هناك حديث عن اصطفاف سني شيعي كان هناك حرج لدى الحركة في علاقاتها مع ايران ،احتفظنا بهذه العلاقة ولم نقطعها ،في ظل شبكة العلاقات التي كانت تربط ايران مع معظم دول المنطقة .

ولكن بعد الازمة الخليجية الاخيرة ظهر ان الخلاف ليس سنيا شيعيا ،وانما الخلاف سياسي ،تتناول العلاقات مع إسرائيل وتموضع حركة حماس واعادة تعريف الارهاب ،والارهاب ومطاردة الاموال التي تذهب للتنظيمات حسب التعريفات الجديدة ،فالقضية انحرفت ودول تبنت هذه الحملة واتبعت توجهات ترامب والتي تستهدف المقاومة وتخدم إسرائيل بصورة مباشرة .

ولقد ظهر للمنطقة بأسرها ان القضية لا علاقة لها بسنة وشيعة وانما هي قضايا سياسة بالأساس تخدم المصالح والأجندة الامريكية والإسرائيلية .

ولا احد يستطيع ان يصنف علاقتنا بإيران من الناحية السياسية والوطنية والدينية انها سلبية اطلاقاً ،وهذا جعلنا نستعيد علاقتنا بإيران بشكل اسرع وافضل مع ايران ،حيث كانت زيارتنا الاخيرة الى إيران ناجحة جداً .

نحن نتحدث عن ايران الدولة الوحيدة التي تدعم المقاومة ،بالمال والسلاح وهذا ليس سراً ،لذلك العلاقات مع ايران تتقدم بصورة جيدة جداً وإن لم تصل الى سابق عهدها قبل الازمة السورية .

س:هل الدعم المالي الإيراني للحركة عاد الى ما كان عليه قبل الازمة والحرب في سوريا ؟

ج:لم يعد كما كان ،ولكن في المستقبل ننظر إلى أن يكون أفضل .

س: كيف ترى تصريح نتنياهو ان العلاقات مع الدول العربية افضل من اي وقت مضى ؟والدعوات من بعض الدول العربية والخليجية للتطبيع مع إسرائيل قبل انهاء الاحتلال ؟

ج:هناك من يريد ان يخاطب الامريكي من البوابة الإسرائيلية ليدعمه في نزاعاته الداخلية ،مما جعل بوابة إسرائيل مطروقة من قبل بعض الشخصيات ولكن سراً لان شعوبهم لن تمرر وتقبل ذلك ، ويعتقدون انه يمكن ترويض هذه الشعوب ،ولكننا على قناعة ان هذه المحاولات ستبوء بالفشل ،ولا مستقبل لها ،وادعو كل دعاة التطبيع من دول الخليج والعرب ان ينظروا بعين فاحصة للتجربة المصرية وهي اقرب مثال السلام مع إسرائيل لم ينجح التطبيع 1/بالألف ،وتكاد تكون شخصيات معروفة بأسمائها التي تتعاطى مع التطبيع .

وللأمانه في الحديث والطرح عندما نواجه العرب ومن قاطع (اسرائيل) سابقاً وغيرهم، وعندما يقولون لنا :لسنا ملكيين اكثر من الملك ،انتم أقمتم علاقات مع اسرائيل وربطتم اقتصادكم بها وتنسقون امنياً مع إسرائيل ،المقاومة مجرمة عندكم قبل ان نجرمها نحن ،لذلك بحاجة لتصحيح المسار الفلسطيني قبل ان نطالب العرب بتصحيح المسار.

س:هناك من يتحدث في الساحة الفلسطينية وخارجها عن اليوم التالي لما بعد ابو مازن كيف تنظرون في حماس لهذا الامر ؟

ج:نحن نريد الخير للرئيس ابو مازن ،ولا نريد له ان يختم تاريخه السياسي على هذه الوضعية التي يعاني فيها الشعب الفلسطيني ،نتيجة فشل مشروع التسوية والانقسام الفلسطيني وضرب للمقاومة وملاحقتها،وعذابات للفلسطينيين في كل اماكن تواجدهم بصور وأشكال مختلفة .

نريد له خاتمة تسعده في الدنيا والآخرة والأجل بيد الله ،ونحن نتمنى له كل الخير ،على امل ان يستدرك ويصحح المسار والتوجه نحو الساحة الداخلية لتحقيق طموحات شعبنا ،نحن حركة لا تتساوق مع الطروحات التي يجري ترويجها ولا نتشفى او نتمنى له إلا النجاح والخير ،نحن نقرأ الواقع وندرك انه لا افق مع الإسرائيليين ولا يوجد عملية سلام وهذا مسار اثبت فشله ويحتاج وقفة مع الذات لتصحيح المسار فقط.

س:هل فعلاً وضعتم شروط وأسماء الوفد الذي تريدون لقاءه من فتح؟ وترفضون رئاسة عزام الأحمد لملف المصالحة ؟

ج:غير صحيح ،هذه تقارير وفبركات إعلامية ،ولا يحق لنا ولا يجوز أن نضع أسماء من يحاورنا، فتح حرة أن ترسل من تراه مناسباً .

لا اجتماع للوطني برام الله

س:لماذا ترفضون عقد المجلس الوطني في رام الله ؟

ج:هذا ليس سؤالا ،لا يمكن عقد المجلس الوطني في رام الله تحت حراب الاحتلال ،والسؤال من سيحضر هذا المجلس ؟ إذا غزة لم تحضر وحماس والجبهة الشعبية والجهاد لن تحضر وكذلك نصف فتح لن تحضر والخارج لن يحضر ما الفائدة ،ولماذا نزيد الانقسام انقساما . وعن اي شرعية شكلية يمكن ان يكتبوها من هذا اللقاء.

أهمية دخول المنظمة

س:كيف تنظرون الى منظمة التحرير الفلسطينية وهل تنظرون الى اهمية الدخول اليها؟

ج:هدفنا ورغبتنا وقرارنا هو إعادة بناء منظمة التحرير لتصبح تمثل جميع الوان الطيف الفلسطيني وتعبر عن طموحاته وآماله ،منظمة تملأ السمع والبصر ذات مكانة وقدرة ،ولهذا السبب دخلنا في الإطار القيادي المؤقت الذي يهدف الى إعادة بناء المنظمة ،واجتمعنا في بيروت من اجل هذا الهدف المركزي لكل التنظيمات والحركات والقوى الفلسطينية من اجل حمل الهم والأمانة مع بعضنا البعض .

مع ان منظمة التحرير هي التي بحاجة لحركة حماس وليس العكس ،ولا يمكن ان تكون المنظمة ممثلا للشعب الفلسطيني وحماس غائبة عنها او ليست فيها،فإذا تحدثنا عن الناحية الرسمية فحماس نصف الرسمية ان لم تكن اكثر ،وإن تحدثني عن الجانب الشعبي فشعبية حماس معروفة وواسعة بما لا يدع مجالا للشك ،وإن تحدثنا عن التاريخ والنضال لا ينكر منصف دور حماس النضالي ويزاود عليها،وحماس تدرك مسؤولياتها وتعلم تماماً ان المنظمة حاجة فلسطينية ولذلك لم تفعل ما يعاكس او يمس بالمنظمة ومكانتها وتأثيرها .

علاقاتنا مع الفصائل

س:كيف هي علاقاتكم مع باقي التنظيمات الفلسطينية وخاصة الجبهة الشعبية التي تتقاطع مواقفها مع مواقفكم في العديد من الملفات ؟وكيف تعملون مع الفصائل لإحياء المنظمة وأخذها دورها في هذه المرحلة ؟

ج:لا شك هناك فصائل لها وزنها ومكانتها وحضورها في الساحة الفلسطينية والشتات مثل الجبهة الشعبية والديمقراطية ، وهناك فصائل وحركات غير وازنة ولا حضور لها .

وهناك من لا يستطيع ان يستغني عن دعم الرئيس ومنظومته السياسية والمالية في المنظمة لذلك هي قد تصعد من مواقفها اكثر مما يطرحه الرئيس وحركة فتح .

اما الجبهة الشعبية لدينا معهم نوع من التوافق والتطابق في المواقف الرئيسية بالنسبة للمنظمة وترتيبها وغيرها من القضايا الاساسية والديمقراطية كذلك هناك قضايا متفقين فيها بالرأي مع بعض المواقف ونختلف معهم في أخرى إلا اننا في المفاصل الأساسية متفقين.

وهناك عدد من فصائل منظمة التحرير التي مقرها دمشق وقد حدت الحرب من قوتها نتيجة للازمات التي عصفت في الشقيقة سوريا خلال السنوات الماضية ، ونأمل ان نخرج جميعاً من هذه الدوامة لتصبح قوية وفعالة،ونحن نتعامل مع كل الفصائل باحترام لاننا نعلم مساهماتهم في الماضي ونتطلع للعمل مع الجميع في المستقبل .

نحن نأمن بالكل الفلسطيني ولا يغني أحد عن أحد والقضية بحاجة لنا جميعاً ولسواعد وقوة الجميع ،لا نستثني ولا نهمش أحدا ولا احد يستطيع ان يلغي أحدا.

نحن حركة تحرر وطني ويجب ان نكون جميعاً متضامنين لان الكل بحاجة للكل في هذا الوقت بالذات والبوتقة التي يجب ان ينصهر بها الكل هي منظمة التحرير الفلسطينية ،التي لابد من إعادة بنائها وترتيبها لتستعيد دورها ومكانتها بعد ان وصلت المقبرة والاندثار .

استشراق المستقبل … صعب

س:اين ترى “حماس” نفسها في السنوات الخمس المقبلة ؟في ضوء عملية إعادة ترتيب وترسم المنطقة وانسداد افق التسوية والحديث عن صفقة العصر ،وترتيبات دولية جديدة في المنطقة والخليج؟

ج:صعب استشراف المستقبل في ضوء المقدمات غير المشجعة ،ولكني اكثر تفاؤلاً من المقدمات التي نراها امامنا تتبلور وتتشكل ولا تسر ،وكلي أمل ان هذه المقدمات ستتغير تغيرا دراماتيكيا في كل ما يتعلق بالقضايا العربية والفلسطينية ،ليصبح المسار مبشرا وأكثر أملاً وخاصة في اتجاه وحدة الشعب الفلسطيني ونيله حقوقه وطموحاته وأرى المستقبل افضل كثيراً .

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن