محمود أبو عطا
تُعتبر الأسواق والتجارة في القدس على مر العصور، العمود الفقري لاقتصاد المدينة رغم كونها لا تقع على طريق تجاري رئيسي، أو قرب ميناء بحري. كما أن قلة المياه التي لم تساهم في تطوير الزراعة في المدينة، لم تقف عائقا أمام اشتهار المدينة بزراعة بعض المحاصيل، كالزيتون والتين والعنب.
وحظيت القدس في العصر الأيوبي والمماليك باهتمام كبير، فقاموا ببناء العديد من الأسواق والمباني الوقفية الخيرية، كما في عصر الإمبراطورية العثمانية. لكن واضح جدا أن كثيراً من الأسواق تعود الى الفترة المملوكية.
وكانت الأسواق مقسمة حسب أنواع السلع التي تتعامل بها. فهناك سوق اللحوم وسوق القماش وسوق للصباغة وسوق للخضار والفواكه، وسوق للقطانين وسوق للعطارين وهكذا. بالإضافة الى جانب من الأسواق الأسبوعية التي كانت تقام في القدس مثل سوق الجمعة وسوق الأربعاء وسوق الأحد.
وقد أحصى السائح التركي أوليا حلبي عندما زار القدس سنة 1081/1670 ما يقرب من 2045 دكاناً، جميعها بُني بالحجارة والعقود المقنطرة، وفيها ست خانات عظيمة وأسواق كثيرة.
ويظهر من نتائج مسح ميداني قام به مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية عام 1988، أنه يوجد في القدس القديمة 956 دكاناً، وحسب نفس الإحصائيات تشكل محلات السنتواري والتحف الشرقية في البلدة القديمة 26.5% من مجموع المحلات التجارية وتأتي في المرتبة الأولى. في حين يبلغ عدد المحلات المغلقة في البلدة القديمة 231 محلا، وهنا يمكن أن نضيف أن بناء جدار الفصل والضم العنصري أثر بشكل سلبي على أحوال البلدة.
تتعدد الأسواق اليوم وتختلف عما كانت عليه سابقا؛ لكن مما هو واضح أن سوق خان الزيت يحتوي على أكبر عدد من الدكاكين ( نحو 168 دكان)، ثم سوق حارة النصارى ( نحو 100 دكان) ، ثم سوق العطارين ( نحو 95 دكان) ، ثم سوق شارع الواد ( 79 دكان) ، وسوق الدباغة ( 75 دكان ) – بحسب إحصاء 1998.
ويلاحظ أن الاحصائيات تغيرت قليلا بحسب إحصاء 2012، فمثلا وصلت دكاكين خان الزيت الى 188 دكاناً والعطارين الى 105، مما يعني تحسن في بعض الأحيان، يعيده أكثر المراقبين الى ازدياد توافد الزائرين الى القدس والمسجد الأقصى من أهل الداخل الفلسطيني، وفي مواسم معينة من أهل الضفة الغربية، خاصة في شهر رمضان.
