في ذكراك أمير الشهداء تحمر الورود

48488

بقلم الكاتب: سامي إبراهيم فودة

تحل علينا الذكرى الـ 29 لاستشهاد قائدي ومعلمي خليل الوزير أبو جهاد,ذكرى رحيل أمير الشهداء,ذكرى أول الرصاص وأول الحجارة,ذكرى استشهاد مهندس الانتفاضة,ذكرى قائد مازال حياً يعيش في قلوبنا إلى ابد الآبدين,قائدي يا من عشقت الثورة يا سيدي حتى الدم,يا من عشقت الوطن يا سيدي حتى الثمالة,فأنت تاجًا فوق الرؤوس,فأنت التاريخ والعبر والدروس,في ذكراك سيدي أمير الشهداء تغرد الطيور وتتفتح الأزهار وتحمر الورود,وتكسو الأشجار أوراقها في يوم ذكراك الموعود,فأنت يا سيدي عاشق القلوب,فذكراك فينا كالنقش على الصخر هيهات أن يذوب,أعلم أنك يا قائدي سيد الشهداء قد عشقت راحة البارود وأزيز الرصاص وهدير القنابل وكنت خير سفير للفدائي المقاتل,فقد أقسمت بقسم الثوار قسم الشرفاء والأحرار أن لا يغادرك هذا السلاح جسدك الطاهر دون الالتصاق…

قائدي يا من عشقت تراب الوطن والطبيعة،فعشقتك وجهة الطبيعة وبسطت جسدها الملئ بخضارها إجلالاً وإكباراً لك،وأوراق الفل والياسمين والريحان وشقائق النعمان والأقحوان والنرجس لك إكراماً لدمائك الطاهرة يا سيدي,آه يا سيدي لقد رحلت ومازالت عيونك الفتحاوية نحو صوب الوطن تراقب وتحرس حلم الوطن فينا,علَ ما فينا يكفينا يا سيدي يا أمير الشهداء,قائدي رحل جسدك الطاهر وتركت الوطن يتحسر علي جسدك العاشق المشتاق لمعانقته,رحلت قائدي وبقيت روحك الخالدة تحلق فوق ربوع أرض الوطن كما عاهدناك يا سيدي دوماً…

فكنت رجلاً والرجال قليلة,فلم أجد قائداً في الثورة مثلك يسعف معاني الوطن فينا,قائد الفتح والفتح لينا,فأنت الثورة سيدي وإرث تاريخك يحينا,من منا لم يعشق خليل الوزير”أبو جهاد”أمير الشهداء,أنه رجل المواقف الصعبة انه رجل الصمت والتحدي,ورجل المفاجآت وإفشال جميع عناوين اللات,أنه رجل من الطراز الأول,أنه إحدى الشخصيات الهامة والقليلة في صفوف الثورة الفلسطينية,أنه رجل البناء والابتكار والإبداع الفكري الثوري,فهل تعلم يا قائدي كم يزيدني شرفاً وافتخار أن تكون حروف اسمك وساماً على صدري وسائلاً يسير في عروق دمي,رحل معلمي وقائدي ومازلنا نذكره,فأنه التاريخ والمجد ولا يغادره,فهو سكن الذاكرة ولن يكون مجرد ذكرى عابره,فلك منا كل الوفاء يا أمير الشهداء ….

فإن قرار اغتيال الأخ أبو جهاد لم يكن وليد تلك الظروف المتعلقة بالانتفاضة,كما يقال أنَ هناك سبب آخر يتعلق بدور أبو جهاد في العمل المسلح ضد إسرائيل خلال السنوات الطويلة الماضية شكل تهديداً واضحا،مما ولد عند الإسرائيليين رغبةً ملحة بقتله,يذكر أن أبا جهاد كان يشغل عدة مناصب أهمها نائب القائد العام للثورة الفلسطينية،وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح،عضو المجلس العسكري الأعلى للثورة الفلسطينية،ولقب مهندس انتفاضة الحجارة بأمير الشهداء,فأن نبأ اغتيال القائد العسكري خليل الوزير”أبو جهاد”في تونس بتاريخ 16/4/1988م كانت صدمة كبيرة للفلسطينيين فكان أبو جهاد نائب الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح،فخرجت الجماهير الفلسطينية الغاضبة في مظاهرات عارمة منددة بتلك الجريمة النكراء،وأجتاح الحزن يومها المنازل الفلسطينية،لفقدان هذا القائد الفتحاوي,الذي كان يتمتع بشعبية كبيرة بين الفلسطينيين…..

وتحولت التظاهرات،إلى اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي،أسفرت عن مقتل ما يزيد يومها عن 16 فلسطينيا،في كافة أنحاء الأراضي الفلسطينية والذي شكل في حينه أعلى نسبه من الشهداء خلال يوم واحد,مر على استشهاد أبو جهاد,علماً كان يقف وراء اتخاذ قرار اغتياله هو الرئيس الوزراء إسحق رابين للتخلص من هذا الكابوس كما قال فقرر بأن أبو جهاد يجب أن يموت وتم مراقبة أبو جهاد فعلاً من خلال شبكة من عملاء الموساد لأكثر من شهرين وقد تم تدريبهم علي العملية في منزل قرب حيفا مماثل لمنزل أبو جهاد مع الحساب الدقيق للمسافات بين الغرف وارتفاع الجدران والنوافذ والأبواب بحيث لا تستغرق العملية أكثر من 22 ثانية لقتله,إن الأمر لم يستغرق منذ دخولهم (رجال الموساد) إلى الفيلا حتى مغادرتهم إياها سوى 13 ثانية فقط,وهو أسرع بتسع ثوان حاسمة من أفضل ‘ تمارينهم’.

إننا على العهد والخطى باقون وماضون وذكراك مخلدة في قلوبنا …

المجد كل المجد لك خليل الوزير أمير الشهداء أبو جهاد

والخزي والعار للخونة المتساقطين

والموت كل الموت للكيان المسخ

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن