للمرة الخامسة على التوالي لن تتغير لاءات نتنياهو

تمارا حداد
الكاتبة الفلسطينية : تمارا حداد

بقلم الكاتبة: تمارا حداد

بعد الاطلاع على نتائج الانتخابات الإسرائيلية والتي احتلت مكانة مهمة نظراً لأهميتها و تداعيات ودلالات نتائجها على المستوى الفلسطيني والإقليمي والدولي، ومدى ارتباط تحرك إسرائيل نحو اليمين المتطرف بالملف الفلسطيني، يبدو أن فوز نتنياهو للولاية الخامسة على التوالي ستُرسخ اللاءات الليكودية نستذكر جزء منها.

في خطاب نتنياهو الاول امام الكنيست بُعيد انتخابه عام 1996 والذي أكد فيه على الخطوط الحمراء إزاء التسوية مع الفلسطينيين عبر ثلاث لاءات :

1. لا للدولة الفلسطينية.
2. لا لإعادة الانتشار.
3. لا لوقف الاستيطان.

واكد أثناء خطابه الاستمرار في التوسع الاستيطاني التزاماً ببرنامج الليكود الانتخابي عام 1996 وجسد فيه خريطة الاستيطان كخريطة الحل الدائم، حيث جاء في البند التاسع من فصل السلام والأمن سيكون نهر الأردن والحدود الشرقية لدولة اسرائيل وسيكون هذا الخط حدوداً دائمة بين اسرائيل والاردن، هذه الخريطة ترسخت فعلياً على أرض الواقع ونجح نتنياهو طيلة الفترة الماضية بتجسيد الاستيطان، وهاهو اليوم ينجح للمرة الخامسة على التوالي لاستكمال مشواره الليكودي الاستيطاني، ويبدو ان لاءاته ستتحقق فعلاً على الارض.

اسباب نجاح نتنياهو:-

هناك عدة اسباب ادت الى فوز نتنياهو في الانتخابات التي حدثت في التاسع من نيسان الجاري، واهم هذه الاسباب:-

1. نجح نتنياهو فعلياً بحملته الانتخابية وابدع فيها واستخدام الاسلوب الامني والعسكري والنفسي في جذب أصوات ناخبيه ومحبي الليكود واستطاع جذب أصوات الأحزاب اليمنية الأخرى بعد تغيير لغة خطابه عبر دغدغة مشاعر الناخبين من خلال هل تفضلون انتخاب كتلة ام حزب؟ بالفعل نجح نتنياهو لجذب أصوات الناخبين نحو أكبر حزب في إسرائيل وهو الليكود رغم قوة حزب ازرق ابيض “كحول لافان”.
2. عبر مراحل استلام نتنياهو الحكم استطاع تحريك وازاحة اسرائيل نحو اليمين بالتزامن مع اضعاف وتآكل قوى اليسار واضعف نتنياهو اليمين الوسط او وسط اليمين فمنذ عقد ونصف من الزمن يسيطر اليمين على المشهد السياسي الإسرائيلي، وبروز ما يسمى اليمين الإسرائيلي “اليمين الجديد” وانزياح المجتمع الإسرائيلي أكثر نحو اليمين، وقد يستمر حكم الليكود بغض النظر من الرئيس حتى عام 2040.
3. الجمهور الإسرائيلي راضٍ تماماً عن انجازات نتنياهو الإقليمية عبر ترسيخ مفهوم التطبيع مع الدول العربية، وراضي عن جهود نتنياهو الدولية وبالتحديد ترسيخ العلاقة القوية بين اسرائيل وامريكا وروسيا والصين والقارة السوداء، وقد يتغاضى الجمهور الاسرائيلي عن ملفات الفساد ” الملفات الجنائية ” في سبيل الحفاظ على امن اسرائيل.
4. الجمهور الإسرائيلي موافق تماماً حول مواقف نتنياهو نحو قطاع غزة وقدرته على تعميق الانقسام وترسيخه مقابل المال والذي يمر عبر إسرائيل، وهذا الموقف سر نجاح نتنياهو في إسرائيل.
5. لم تكن الاحزاب الاسرائيلية الاخرى قوية كحزب الليكود فضعف خصم نتنياهو ساعد نتنياهو الفوز بشكل مريح وسيُشكل حكومة باريحية.
6. السر الأهم لنجاحه هو مقاطعة عرب 48 للانتخابات الاسرائيلية وهي اكبر هدية له، حيث ان 123 ألف عربي صوتوا للأحزاب الإسرائيلية منها 10 آلاف لنتنياهو .

ضعف إقبال العرب على الانتخابات:-

يبدو أن الناخب العربي فقد الثقة بالنواب العرب داخل إسرائيل لاهتمامهم بالنواحي الشخصية بعيدا عن المصلحة العامة، وهذا يؤكد أن عرب 48 لم يعد بمقدورهم سماع الشعارات الرنانة.

يبدو أن عرب 48 راضين تماما على بقاء الوضع الحالي ومتوافقين تماما على إبقاء حكم نتنياهو لأن انتهاء حكم نتنياهو يعني تبادل اراضي وايجاد حل سياسي مع السلطة الفلسطينية وارجاع حكم السلطة على أراضي عرب 48 وهم غير معنيين بإرجاع السلطة وسحب امتيازات الجنسية الإسرائيلية والتسهيلات الاقتصادية أمام ضعف السلطة ماليا وسياسياً وسياسيين بلا أسنان.

ولاية كاملة ام سنتين:-

سيقوم نتنياهو بتشكيل حكومة تؤمن له حصانة ضد الملفات الجنائية خاصته فاذا نجح في ذلك فإن ولايته ستستمر لمدة اربع سنوات، واذا لم ينجح فان بعد سنة ونصف ستبدا جلسات المحاكمة، الجلسة الأولى ستكون مطلع 2021، وبعد المحاكمة اما ان تتوقف الحكومة والذهاب لانتخابات مبكرة او أن يستلم جدعون ساعر او كاتس من حزب الليكود الحكومة وبطلب من نتنياهو.

ماذا بعد؟

أبرز تداعيات انتخاب نتنياهو هو تجسيد الانقسام، لا دولة فلسطينية، وابقاء الوضع الحالي كما هو، والاستمرار في الاستيطان وتهويد القدس الى ان يصبحوا الفلسطينيين اقلية صغيرة بحكم ذاتي و كانتونات معزولة بحواجز أمنية ومستوطنات.

أما قطاع غزة فستبقى حماس الحاكمة في القطاع مع الاستمرار بإدخال الأموال القطرية الى القطاع وسترضخ حماس لإبرام اتفاق هدنة مع بقاء ملف جنود الأسرى بيد القسام وشروطه ولكن سيتم اعادة الحديث فيه من قبل اسرائيل، سيبقى الوضع في القطاع كما هو مع ازدياد التناقضات الإقليمية في” قطر-تركيا-ايران-الامارات”، واذا تشكلت حكومة اسرائيلية وطنية موحدة بين اكبر حزبين” الليكود وحزب كحول لافان” فان الحرب القادمة سواء على القطاع او في الشمال.

في نهاية المطاف لا حقوق فلسطينية في الأيديولوجية الصهيونية ولا البرامج السياسية في ظل غياب لغة الخطاب الوطنية والانسانية في الطبقة السياسية الفلسطينية وبروز المصلحة الشخصية على حساب المصلحة الوطنية.

ستضع الحكومة الجديدة فريقا من القادة الأمنيين والاجتماعيين الجدد، للعمل من أجل ضمان أمن إسرائيل، وإعادة الوحدة إلى المجتمع الإسرائيلي المنقسم.

ختاما:-

حزب الليكود يميني استيطاني متطرف، يرفض إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود 1967، وسيُبادر لسلسلة قوانين تهدف إلى ضم تدريجي للضفة الفلسطينية المحتلة وهذا ما طلبه يسرائيل كاتس الشخصية الثانية بعد نتنياهو مباشرة، من خلال سريان قوانين إسرائيلية يسنها الكنيست مباشرة على المناطق المحتلة، إضافة إلى قوانين قمعية واستبدادية تُضعف السلطة الفلسطينية.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن