مسؤول: لن نقبل بتسلم الحكم شكلياً في قطاع غزة

قوات الضبط الميداني التابعة لأجهزة الأمن بغزة

قال مسؤولون فلسطينيون ان الاتفاق الأخير الذي توصلت اليه مصر مع حركتي “حماس” و”فتح” قدم فرصة أكبر لإنهاء الانقسام، لكنهم عبروا عن القلق من “التورط” في معادلة حكم شبيهة بلبنان حيث يتحكم حزب مسلح بالسيطرة الفعلية على الأرض، بينما تتولى الحكومة دفع فاتورة الخدمات.

وتستعد الحكومة للتوجه الى قطاع غزة بعد غد لتسلم المؤسسات والهيئات الحكومية والمعابر. ووصل الى غزة أمس وفد أمني كبير من الضفة الغربية ضم عشرة قيادات أمنية رفيعة والعشرات من افراد الامن والحماية، وذلك استعداداً لاستقبال رئيس الحكومة وأعضائها.

وقال مسؤول حكومي رفيع لصحيفة “الحياة” اللندنية: “ذاهبون الى غزة لتسلم المؤسسات والهيئات الحكومية والمعابر، لكن، حتى الآن لا نعرف ما هي حدود الصلاحيات التي سنتمتع بها هناك”. واضاف: “متوجهون الى غزة بهدف تسلم الحكم كاملاً من دون اي قيود من اي طرف، ولن نقبل بتسلم الحكم شكلياً فيما تبقى السيطرة الفعلية على المؤسسة وعلى الارض لحركة حماس”. وتابع: “نعرف ان حماس تعاني من ازمة مالية خانقة، ولم تعد قادرة على الاستمرار في إدارة الخدمات العامة وفتح المعابر في قطاع غزة، لهذا تريد تسليم الحكم الى السلطة، لكننا نخشى انها تخطط لمعادلة حكم شبيهة بالمعادلة السائدة في لبنان حيث يتحكم حزب الله بالدولة، فيما الحكومة مسؤولة عن الخدمات”.

وأوضح: “تسلم المؤسسات الحكومية هو خطوة أولى، خطوة مهمة، لكن هناك الكثير من الامور العالقة التي يجب الاتفاق عليها حتى تستكمل عملية انهاء الانقسام، مثل عودة الموظفين القدامى الى العمل، والسيطرة الفعلية للحكومة على الموظفين الذين عينتهم حماس، ومدى التزامهم قرار المؤسسة الحكومية وليس المؤسسة الحزبية، وقبولهم تعليمات الحكومة في شأن امكان نقلهم من مواقع عمل الى أخرى، ودور المؤسسة الأمنية، وكيفية اقامة سلطة واحدة، ومؤسسة امنية واحدة، وسلاح شرعي واحد، واجراء انتخابات العامة والشراكة في منظمة التحرير، والاتفاق على قرار الحرب والسلام في غزة وغيرها”.

ورأى ان “حجم المشاكل في غزة كبير، ونحن في حاجة الى خريطة طريق تبين لنا من اين نبدأ والى اين ننتهي، وحتى الآن لم نصل الى اتفاق على هذه الخريطة، كما اننا لن نقبل ان نكون ماكينة لصرف المال”.

وتمتلك “حماس” جهازاً عسكرياً كبيراً شبيهاً بجيش صغير يضم عشرات آلاف المقاتلين، وتدير جهازاً امنياً خاصاً بها. والى جانب جناح “حماس” العسكري، تمتلك فصائل أخرى اجنحة عسكرية تضم آلاف المقاتلين واسحلة ثقيلة كالصواريخ والانفاق، مثل حركة “الجهاد الاسلامي” وغيرها. كما يتألف جهاز الشرطة والامن الداخلي في غزة، بالدرجة الاولى، من اعضاء في “حماس” يُعتقد انهم ملتزمون التعليمات التي يتلقونها من الحركة، ولديهم عقيدة امنية مختلفة عن العقيدة الامنية للاجهزة الامنية الحكومية.

وكان رئيس المكتب السياسي لـ “حماس” في قطاع غزة يحيى السنوار اعلن في كلمة له امام مجموعات شبابية أول من أمس ان حركته تعتزم انهاء الانقسام مهما كان الثمن، مهدداً بمعاقبة كل شخص يعيق عمل الحكومة في غزة. وقال: “سنقدم تنازلات كبيرة جدا، وكل تنازل سيكون صاعقاً ومفاجئاً اكثر من الذي قبله لكي نحقق المصالحة، ويجب ان ينتهي الانقسام في اقرب وقت ممكن”.

لكن مسؤولاً كبيراً في “حماس” هو موسى أبو مرزوق أعلن في اليوم نفسه أن حركته لن تقبل بمناقشة قضية سلاح جناحها العسكري. وأضاف: “هذا الملف غير مطروح للنقاش، لا سابقاً، ولا مستقبلاً”.

وجرى التوصل الى هذا اتفاق المصالحة بين “حماس” و”فتح” إثر تغيرات في مواقف الاطراف المؤثرة في المصالحة. فمن ناحية، شهدت “حماس” تغيرات لافتة ادت الى موافقتها على جميع شروط حركة “فتح” المتمثلة في حل اللجنة الادارية، وتمكين الحكومة من تولي صلاحياتها في القطاع، والموافقة على اجراء الانتخابات العامة.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن