معبر كرم أبو سالم إذلال مادي ونفسي لأصحاب النقل الخارجي

كرم ابوسالم

غزة / تسنيم البنا- ابتسام مهدي:

يعد معبر كرم أبو سالم من أهم المعابر في قطاع غزة فهو المنفذ الرئيسي للبضائع بمختلف أنواعها سواء كان مصدرها من المصدر الإسرائيلي أو من الجانب المصري .

وفي هذا المعبر يشرف جانبين على نقل البضائع أحدهما يسمى النقل الداخلي وهو يقصد به نقل البضائع من معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي إلى الجانب الفلسطيني من المعبر ومسافتها 200 متر فقط وهنا تتكلف شركة إسرائيلية بمشاركة شركة فلسطينية وهي شركة “أبناء سعدي شحيبر” في الإشراف على هذا الجانب .

أما الجانب الذي يشرف على نقل البضائع من الجانب الفلسطيني إلى باقي مناطق قطاع غزة هي شركات النقل التجارية الخارجية ويوجد عدد من هذه الشركات في غزة حيث تنقل البضاعة بمسافة 100 كيلو ذهابا وإيابا على طول القطاع .

وتتكلف الشركات التجارية الفلسطينية في أثناء جلب بضاعتها عن طريق النقل الداخلي في معبر كرم أبو سالم بدفع تكلفة 500 شيقل بالإضافة إلى 14% من قيمة البضاعة لكل شحن جار ومجرور بمعدل 38 إلى 40 مشطاح ,بينما تدفع للنقل الخارجي ما بين 500 إلى 600 شيقل لنفس الشحن .

وعن مدى تقارب التكلفة ما بين النقل الداخلي والنقل الخارجي في نقل البضاعة رغم اختلاف المسافة ما بين الجانبين، بيّن أحد أبناء شركة أبناء سعدي شحبير أن الشركة يوجد عليها الكثير من الالتزامات والتي تفرضها عليها الشركة الإسرائيلية الشريكة معها وهذه الالتزامات لا تتكلف بها النقل الخارجي .

وعن هذه الالتزامات قال “يوجد لدينا 115 عامل في النقل الداخلي وهم من جميع مناطق القطاع فتشرف الشركة على إحضارهم إلى المعبر بباصات من تكلفتها الخاصة وكذلك إعادتهم إلى مناطق سكناهم كما أن لكل عامل تأمين خاص به وله وجبة فطور يتم شراؤها من قطاع غزة  ووجبة غداء تجلب من الجانب الإسرائيلي وتكلفة وجبة غداء لكل عامل في اليوم 35 شيقل غير تكلفة وجبة الفطور , كما ندفع لكل عامل 120 شيقل في اليوم الواحد “، على حد تعبيره.

وذكر أنه يوجد تأمين للشركة تدفع للجانب الإسرائيلي بمشاركة الشركة الإسرائيلية وهناك ضرائب يفرضها الجانب الفلسطيني بالإضافة إلى المواد التي يتم استخدامها أثناء النقل من مشاطيح وغيرها مما يجعل قيمة التكلفة المفروضة  على التجار غير مكلفة مقارنة مع الالتزامات المفروضة على الشركة .

ومن جهته، قال جهاد اسليم، أمين سر جمعية النقل الخاص في قطاع غزة:” إن التسعيرة بالنسبة للسولار الاسرائيلي ارتفعت من 4  شيكل، حتى وصلت حالياً إلى 6.2  شيكل، أي ما نسبته 65% من الارتفاع، الأمر الذي ينعكس سلباً على الناقل”

وأضاف أنه يوجد بينهم وبين وزارة المالية والاقتصاد والمواصلات عقد واتفاق خاص على التسعيرة بخصوص السولار المصري”، مؤكداً على وجود 3 شرائح لعملية النقل من معبر كرم أبو سالم وهم الرامسات الخاصة بنقل الحبوب وأعلاف وغيره، القلابات الخاصة بنقل الحصمة وغيرها، بالإضافة إلى الطبالي.

وأوضح اسليم أنهم قاموا بالإحتجاج على رفع التسعيرة لكلٍ من وزارة الاقتصاد والمالية والمواصلات دون وجود أي ردود أو حلول فعلية على أرض الواقع.

ونوه إلى أنه تم تقييم ما تحتاجه عملية النقل من مدخل مدينة رفح وحتى مفترق الشجاعية تحتاج إلى 36 لتر من السولار، مؤكداً على أن ما تحتاجه المسافة فعلياً هو من 70-90 لتر، “وهنا تقع جرائم في التقييم”، على حد تعبيره.

وتابع:” بعد الاتفاق على تلك الكمية وهي 36 لتر وهي لا تسد الحاجة، قاموا بتوفيرها لشركات النقل لكن بشكل متقطع، “على الرغم من أننا نقوم بوضع ما يقارب 40 لتر اسرائيلي إلى جانب تلك الكمية لتسيير أمورنا”.

مطالبات بفرق السعر

وأشار اسليم إلى أن الحصمة تقوم اسرائيل بمنع دخولها إلى القطاع، أما الطبالي فإن 90% من أصحاب النقل يكونوا متعاقدين مع تجار من القطاع الخاص والذين يقوموا بدورهم بإعطائهم “الفرقية” بين السولار المصري والاسرائيلي، موضحاً أن الرامسات هي التي يقوم أصحاب النقل فيها بالتعاقد مع الأونروا والـundb  وبعض الوزارات الخاصة.

وذكر اسليم أن كل شاحنة تستهلك من 70-90 لتر من الوقود لكي الى كرم أبو سالم ومنكرم أبوسالم الى قطاع غزة.

وشدد اسليم على أن 90% من التجار أعربوا عن موافقتهم على رفع السعر، لكنهم يريدون قراراً من الوزارة، مؤكداً على أن كل ما يطالبون به هو فرق السعر بين السولار المصري والإسرائيلي.

وقال اسليم:” معبر كرم أبو سالم يمثل الشريان الوحيد لقطاع غزة، بينما الضفة يوجد بها 4 معابر وهم معبر طولكرم، وبيتونيا(رام الله)، وتربونيا(الخليل)، بالإضافة إلى معبر الكرامة والذي يربط بين الأردن واسرائيل”.

(1220) شيكل لرؤية البضاعة

واستكمل حديثه بالقول:” كل شاحنة تدخل المعبر يدفع صاحبها 1220 شيكل لمجرد أن يرى بضاعته، لافتاً إلى أن الأمر مختلفاً في الضفة الغربية وحتى في معبر الكرامة الدولي وميناء أسدود ومطار بنغوريون حيث أنهم لم يدفعوا ولو شيكلا واحدا على بضاعتهم، لكن معبر كرم أبو سالم لا توجد به هيئة ضمير”، على حد وصفه.

وذكر اسليم أنه يتم دفع 20 شيكل رسوم دخول بحجة اصلاح المعبر، مشدداً على أن المعبر يفتقر لأهم الخدمات فلا يوجد به حمامات ولا خدمات ولا مصلى ولا مقصف، مضيفاً أنه يتم جمع 488 ألف شيكل يوميًا على خدمات المعبر من تحميل وتنزيل فقط، دون اعطاء تعويضات لمن تتلف بضاعته أو تتعطل.

وبين اسليم أنهم يتعرضون لمضايقات وعراقيل أبرزها الإحتلال الإسرائيلي، إلى جانب المضايقات من الجانب الفلسطيني اذا كانت النقلة عالية أو بها ميل حسب الميزان ، ويتم اصدار الأمر بالرجوع على الرغم من المسافة الطويلة التي يتم قطعها، مؤكداً أنه قبل أيام قام بتحميل 40 طن قمح من حيفا وعند وصوله للمعبر تبين أن الوزن كبير وكان الرد بالقول  “ارجع كب اللي معك”

وأشار اسليم إلى أنه تم الاتفاق كجمعية على دفع مبلغ 500 شيكل لأن معبر كرم أبو سالم هو معبر مؤقت للحفاظ على الأمن الإسرائيلي، مبينا أن ذلك المبلغ يتوزع بين شركة أبناء سعدي شحيبر والتي تأخذ بدورها ما بين 10-20%، والباقي يأخذه المقاول الإسرائيلي نيسيم جاك.

وقال اسليم:” ألوم وزارة الأشغال لأنها لا تلحق جوانب الطرق ولا تعبدها، فالشاحنات قانونياً تسير بطريقة خاطئة بسبب ظروف شارع صلاح الدين ووجود مدارس فيه بالإضافة إلى قلة أعداد الشرطة المتواجدين هناك”.

وأردف قائلاً:” حتى لا نقوم بعمل ضغط على شارع صلاح الدين أثناء عملية نقل البضائع وتجنباً لحوادث السير قامت جمعية النقل البري والخاص بعمل نظام تكافلي حيث قامت بعمل دور للشاحنات، حتى يستفيد الجميع دون حدوث أضرار، وللتقليل من سرعة السائقين لأن الشاحنة إذا عادت مرتين للنقل ستقوم بعمل حوادث “، بحسب اسليم.

وعن الصعوبات التي يواجها النقل التجاري الخارجي قال اسليم لــ “نور الإقتصادية ” هناك العديد من الصعوبات فطريق صلاح الدين يعاني من العديد من المشاكل فالطريق غير صالحة لمرور الشاحنات فوقه ولا ننسى وجود الحفر الكثيرة والتي تعيق الحركة بالإضافة إلى أعداد الفزب والتكاتك و”الكارات” التي تتسب في حدوث الحوادث والسائق غير قادر على دفع تكلفة هذه الحوادث “.

ويذكر أنه من الصعب على سائقي المقاطير الضخمة أن يسيروا ببطء وهذا الشيء معروف عالميا ولكن مع الازدحام على طريق صلاح الدين يصعب عليه أن يسير بسرعة فهو لا يملك تكلفة إذا حدث حادث فكل ما يحصل عليه كإيجار في النقلة الواحدة هي 200 شيقل.

مناشدات ومطالب

وناشد اسليم شرطة المرور بضرورة زيادة عدد أفراد الشرطة المنتشرين عند المعبر، “الذين نُكّن لهم كل الإحترام والتقدير على جهودهم وخاصة الأستاذ علي النادي”، شاكراً المهندس حاتم عويضة  وكيل وزارة الاقتصاد الوطني بغزة “الذي يقف دائماً بجانبنا”.

وطالب اسليم كل من المهندس زياد الظاظا نائب رئيس الوزراء الفلسطيني والدكتور علاء الرفاتي وزير الاقتصاد الوطني بضرورة الوقوف إلى جانب قطاع النقل الذي يدمر يومياً ويعاني الأمرين، داعياً إلى ضرورة النظر بعين العطف والحنان والمصداقية إلى ذلك القطاع.

وقال اسليم:” إن لجنة تنسيق دخول البضائع نُكّن لها كل التقدير لمساعدتها شركات النقل البري والعاملين على معبر كرم أبو سالم وهي دائما تمد يد العون لشركات النقل، كما نشكر شرطة معبر كرم أبو سالم بإدارة منير الغلبان”.

وناشد وزارة الاقتصاد الوطني بضرورة دعم دور شركات النقل العامة على معبر كرم أبو سالم بسبب الحوادث على شارع صلاح الدين، وأن لا تتجاوز الشاحنة النقل من مرتين إلى ثلاث مرات لكي تخلق فرص عمل للشاحنات الأخرى.

وقال صاحب أحد الشاحنات والذي رفض الإفصاح عن إسمه بأن الموظفين في المعبر يعيقوا عمل أصحاب النقل بحجة تناول طعام الغداء والصلاة وما إلى ذلك من أسباب تؤخر عمل أصحاب النقل، لافتاً إلى أن بعض موظفي المالية والذين يعطون الكابونات يقومون بالحضور للعمل من الساعة العاشرة والنصف صباحا وحتى الثانية والنصف مساءا، مبينا في الوقت ذاته أن المعبر يفتح من الثامنة وحتى الرابعة مساءا.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن