نصيحة للأهل كي يتجنبوا أطفالهم العقم في المستقبل

نصيحة للأهل كي يتجنبوا أطفالهم العقم في المستقبل

سيدتي نت: في الحوار الآتي نصه مع الدكتور أحمد إسماعيل، هو يتحدث عن العوامل البيئية والمُمارسات الخاطئة المُؤثرة في قدرة الرجل على الإنجاب، وعن مسؤولية الأهل في تجنيب أبنائهم حالات العقم المُستقبلية.

ما هي العوامل الخارجية المُؤثرة في خصوبة الرجل؟

هنالك عوامل كثيرة مُؤثرة في خصوبة الرجل، منها ممارسة أنواع مُعينة من الرياضة مثل رفع الأثقال وبناء الأجسام، وتناول الأدوية التي تؤدي إلى تضخم الجسم، أو الرياضات التي تتسبب باحتكاك شديد وكدمات مُستمرة في منطقة الخصية، أو تلقي الضربات الشديدة والمُتكررة على منطقة الخصية ما يؤدي إلى تكون تجمع دموي حولها، أو التعرض إلى حرارة عالية كما الحال مع العاملين في الأفران والمصانع أو الرجال الذين يتعرضون للإشعاعات الذرية التي تُشوّه الحيوانات المنوية. وحالة تعدد الممارسات الجنسية العشوائية خارج الزواج أيضًا، والوثوق الكامل بالواقي الذكري والاعتقاد الخاطئ بقدرته على منع حدوث الأمراض التناسلية، وهذا خطأ شائع لأن الميكروبات تنتقل رغم وجوده، ويمكن أن تؤدِّي إلى الإصابة بالتهابات خطيرة مؤثِّرة في الحيوانات المنويَّة وجودتها.

على الرجل أن يبتعد عن زوجته، إذا كانت مصابة بمرض في المنطقة التناسليَّة أو لديها إفرازات غير طبيعيَّة، إذ أنَّها قد تنقل له العدوى التي تؤثِّر في الحيوانات المنويَّة، وعليه الانتظار حتَّى تُعالج.

هل يؤثِّر التدخين في خصوبة الرجل؟

بالتأكيد؛ يُهمل كثيرون هذا العامل الذي يضرُّ بالحيوانات المنوية، مع الإشارة إلى أنَّ نتائج التدخين السلبيَّة لا تظهر مباشرةً وإنَّما يكون التأثير على المدى البعيد، وأنَّ كلّما زادت شهور وسنين التدخين زاد الضرر في الحيوانات المنويَّة. فقد ينجب الرجل طفله الأوَّل وهو يدخن، وينجب الثاني أيضًا وهو مستمرّ في التدخين، ولكنَّه قد لا ينجح في إنجاب طفل ثالث أو يتأخَّر كثيرًا في الإنجاب لأن مستوى الإحباط الوظيفي للخلايا المنتجة للحيوانات المنويَّة يتزايد مع فترات زيادة العمر الزمني للتدخين.

ما دور تعاطي الكحول في عقم الرجال؟

تُقلِّل الكحوليات بأنواعها نسب كمِّيات الأوكسيجين التي تصل إلى الأنسجة المنتجة للحيوانات المنويَّة، وكذا الحال مع تعاطي الحبوب المُنوِّمة أو المُهدِّئة وكلّ الكيمياويات التي قد يلجأ إليها بعض الرجال لما لها من تأثير مباشر على انحدار وظيفة الخصية، والخلايا المنتجة للحيوانات المنويَّة. وعلى الرجل أن يكون واعيًا أيضًا لمدى تأثير الضغوظ النفسيَّة والمشكلات اليوميَّة على القدرة على إنتاج الحيوانات المنويَّة وعلى نوعها.

هل ثمة حالات عقم ثانوي مستحيلة العلاج؟

لقد توصّل العلم إلى حل لكل مشكلة، ما دامت هنالك حيوانات منوية يمكن أن نعمل عليها، بغضِّ النظر عن عددها أو نوعها أو مقدرتها على الحركة. وفي هذا الإطار، هنالك علاجات دوائيَّة وجراحيَّة وتقنيات أطفال الأنابيب والحقن المجهري.
على الرجل أن لا يصدِّق من يقول له من المستحيل أن تنجب لأن حيواناتك المنويَّة قليلة الحركة! أؤكِّد من خلال تجاربي كطبيب مُتخصِّص على أنَّ الرجل يمكن أن ينجب طالما أنَّه يُنتج حيوانات منويَّة. أمَّا في حال عدم وجود حيوانات منويَّة بشكل مطلق (العقم الأوَّلي)، فأُبشِّر الرجال بأنَّ العلم المستقبليّ يعمل بجدٍّ ومثابرةٍ من أجل التوصُّل إلى تقنيَّة طبيَّة لإنتاج خلايا من جسم الرجل يمكن أن تقوم بمهمَّة الحيوانات المنويَّة وتحمل كلّ الصفات الوراثية وتُلقح بويضة الزوجة وفق تقنيَّات علميَّة خاصَّة.

ما هي النصيحة الذهبيَّة للأهل كي يُجنِّبوا أطفالهم حالات العقم في المستقبل؟

على الأهل أن يكونوا حريصين على إجراء الفحص الأوَّلي للطفل، وهو في مكان الولادة أو في يوم الولادة، وإذا ما تعذَّر ذلك يُمكن أخذ الطفل إلى طبيب الأطفال سريعًا بعد الولادة من أجل الكشف عن أيَّة عيوب خلقيَّة قد يعاني منها، مع الأخذ بنصيحة الطبيب حول الوقت المناسب لإصلاحها. فإذا كانت هنالك خصية مُعلَّقة، لا بدَّ أن تنزل في عمر مبكِّر كي نحافظ على الحالة الوظيفيَّة للخصية، ونمنع السرطان الذي قد يصيب الخصية. وكذا الحال مع حالات الفتق ووجود الماء حول الخصية.

ولا بدَّ أن يكون الطبيب كفء وذا خبرة كافية كي لا يؤذي القنوات الموصلة للحيوانات المنويَّة ويتسبَّب في مشكلات عقم لدى الطفل عند الكبر، وأن يُبادر في إجراء العمليَّة الجراحيَّة المناسبة لمنع تعرّض الخصية للتلف.

وعلى الأهل أيضًا أن يُجنِّبوا الطفل الأمراض النكفية قدر المستطاع، ولا يُشجِّعوه على ممارسة بعض أنواع الرياضة التي تتسبَّب باحتكاك وكدمات في الخصية.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن