تبدي عدة دول من أمريكا اللاتينية بعد أوروبا استعدادها لاستقبال قسم من الاف المهاجرين الذين يفرون من النزاعات في الشرق الاوسط، ولو ان اوائل اللاجئين السوريين الذين تم استقبالهم العام الماضي في الاوروغواي يتظاهرون مطالبين بمغادرة هذا البلد.
واعلن رئيس فنزويلا الاشتراكي نيكولاس مادورو المؤيد لنظام الرئيس السوري بشار الاسد مساء الاثنين عزمه على ان “ياتي عشرون الف سوري وعائلات سورية إلى وطننا” الذي يعد حاليا “جالية سورية كبيرة”.
كما ابدت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف (يسار) الاثنين استعدادها “للترحيب باللاجئين .. المطرودين من بلادهم والذين يودون المجيء والعمل والمساهمة في الازدهار والسلام في البرازيل”.
ومن بين دول امريكا اللاتينية فان البرازيل هي التي استقبلت اكبر عدد من السوريين منذ اندلاع النزاع في بلادهم عام 2011، مع تخطي عددهم الفي لاجئي.
وعمد هذا البلد العملاق من جنوب القارة الامريكية منذ سنتين الى تسهيل اليات الهجرة بالنسبة للسوريين وهو يستعد لتجديد هذه العملية.
واوضح بيتو فاسكونسيلوس المسؤول في اللجنة الوطنية للاجئين في وزارة العدل لوكالة فرانس برس انه “خلال السنوات الاربع الاخيرة انتقلنا من اربعة الاف لاجئ الى 8400 لاجئ”.
غير ان عدد السوريين الذين يصلون الى البرازيل “محدود” واوضح المحلل فرناندو برانكو من معهد غيتوليو فارغاس الخاص “في ريو على سبيل المثال، فان اللاجئين الذين يصلون اليوم باعداد اكبر قادمون من جمهورية الكونغو الديموقراطية”.
وابدت تشيلي الموقف ذاته ولو ان أي لاجئ لم يصل بعد واكد وزير الخارجية هيرالدو مونيوز الثلاثاء ان “قرار (استقبال اللاجئين) اتخذته الرئيسة” ميشيل باشليه.
واكدت الرئيسة اليسارية الاثنين انها “تعمل على استقبال عدد كبير من اللاجئين لاننا ندرك الماساة التي تجري، انها ماساة للبشرية اجمع″ بدون ان تكشف تفاصيل حول بلدان الاشخاص الذين سيتم استقبالهم او عددهم او شروط استقبالهم.
وفي اليوم نفسه اعلن رئيس بنما خوان كارلوس فاريلا “اذا ما طلب منا ذلك فاننا مستعدون لفتح الابواب بسرور”.
وتطبق الارجنتين منذ تشرين الاول/ اكتوبر 2014 برنامجا رسميا للاجئين السوريين اتاح استقبال 90 شخصا.
ودعا البرتو ادريانزين ممثل البيرو في برلمان الانديز (يضم ايضا الاكوادور وكولومبيا وبوليفيا) الاثنين إلى اقرار “تاشيرة دخول انسانية” للسوريين لانه “لا يمكننا البقاء مكتوفي الايدي”.
لكن في الاوروغواي التي كانت من اوائل الدول في المنطقة التي طبقت عام 2014 برنامج استقبال شمل مجموع 117 لاجئا سوريا، فان العملية لم تنجح.
ووضعت خمس عائلات مع اطفالها منذ الاثنين حقائبها امام مقر الرئاسة مطالبة بمغادرة البلاد حيث تقول انها واجهت صعوبات في الاندماج وصعوبات اقتصادية بالرغم من المساعدات التي تحصل عليها والتي يمكن ان تتخطى الفي دولار في الشهر بحسب عدد افراد العائلة.
وقال ماهر الديس (36 عاما) لوكالة فرانس برس “لم نهرب من الحرب لنموت هنا في الفقر، انه مكان غير مؤات للاجئين”.
وفي البرازيل وبالرغم من حسن النية التي تظهرها السلطات قال فرناندو برانكو انه “ليس هناك سياسة منظمة لاستقبال اللاجئين، ليس هناك وزارة مختصة” وان كانت الامور تسير نحو التحسن الا ان “الوضع يبقى في الوقت الحاضر فوضويا”.
وتؤكد السا كاردوزو استاذة العلاقات الدولية في كاراكاس ان اعلان رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو لا يخلو من النوايا المبيتة موضحة ان “الحكومة تحاول اخفاء الاضرار الناجمة عن .. عمليات الطرد الجماعية لكولومبيين” بمن فيهم افراد يحظون بوضع اللاجئين على الحدود المشتركة مع كولومبيا منذ ثلاثة اسابيع على خلفية نزاع بين البلدين الجارين.
واعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة الثلاثاء انه منذ مطلع العام وصل اكثر من 380 الف مهاجر من دول تشهد نزاعات الى السواحل الاوروبية عبر المتوسط.
واسفر النزاع في سوريا عن 3,8 ملايين مهاجر و7,6 ملايين نازح بحسب أرقام المفوضية العاليا للاجئين.