الوطن اليوم : أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي الشيخ نافذ عزام، أن الموقف السلبي للسلطة الفلسطينية من التهدئة هو الذي عرقل أو أخر التوصل لاتفاق بعد الجهود التي بذلتها مصر، والنقاشات التي حدثت في القاهرة قبل عيد الأضحى المبارك.
وأوضح القيادي عزام في ، أن ما عرض على الفصائل في القاهرة خلال الاجتماعات قبل عيد الأضحى المبارك يكاد يلبي المطالب الشعبية في كسر الحصار المفروض على قطاع غزة تحديداً، ولذلك كان موقف الفصائل إيجابياً من تلك العروض وكان الاتجاه السائد هو القبول بتهدئة طالما أن المقابل يلبي الشعار الذي رفعه الفلسطينيون لكسر الحصار المفروض منذ سنوات، وأيضا التهدئة لم تكن بثمن سياسي، بمعنى أن الاتفاق لم يكن اتفاقاً سياسياً، وإنما تهدئة مقابل رفع الحصار، وجميع الفصائل أعطت أولوية لتخفيف المعاناة عن شعبنا، مؤكداً أن استغلال الفرصة من أجل التخفيف عن شعبنا دون ثمن سياسي أمراً منطقياً، لكن موقف السلطة لم يكن إيجابيا ولم يكن موضوعياً لأنها تتحدث عن أمور شكلية، والطرف الذي يجب أن يكون حاضرا في اتفاق التهدئة، بينما نحن يهمنا الجوهر والمضمون وهو رفع المعاناة عن شعبنا.
وأكد أن الشقيقة مصر لا زالت تواصل جهودها، وهي غير معنية بخسارة أي طرف فلسطيني، لذلك تواصل جهودها في محاولة لحشد موقف فلسطيني داعم لأي اتفاق يحصل.
في ذات السياق، أوضح القيادي عزام أن المشكلة القائمة في الساحة الفلسطينية والتي تتعلق بتحقيق المصالحة أو الوصول للوفاق الداخلي، لا يمكن رهن حياة شعبنا معطلة حتى يتم تحقيقها. لافتاً إلى أن اتفاق التهدئة في جوهره محاولة لتخفيف معاناة شعبنا، مع الإصرار على المصالحة، لكن للأسف هناك مناكفات وهناك فجوة لا زالت موجودة بخصوص المصالحة، متسائلاً: هل تبقى حياة الفلسطينيين رهينة كلها للمصالحة؟.
ورداً على سؤال حول ما تناقلته بعض وسائل الإعلام من تحويل البضائع المصرية إلى معبر كرم أبو سالم، واحتمالية اغلاق معبر رفح البري من قبل الجانب المصري، أكد القيادي عزام أن ما ذكر هو محض إشاعات ، والشقيقة مصر أكدت في أكثر من مناسبة أن معبر رفح لن يغلق، وبالنسبة للبضائع فهذا أمر غير مؤكد حتى الآن، ومصر تؤكد في المقابل أن المعبر مفتوح ولن يغلق.
كما أكد القيادي عزام، أن المصريين وعدوا بأن يكون تسهيل كبير في آلية عمل معبر رفح بشكل جذري وزيادة أعداد المسافرين في كلا الاتجاهين.
وعن قرارات الإدارة الأمريكية المتتالية ضد الفلسطينيين وانحيازها للكيان الصهيوني، شدد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي أن هذه القرارات تدل على حالة الجنون التي تسيطر على الإدارة الأمريكية الحالية، والتي انتقدتها أطراف داخلية في أمريكا من رموز السياسة والثقافة والفن والرياضة والاقتصاد في أمريكا عندما تحدثوا بشكل قاس عن الإدارة وتخبطها والفوضوية والعشوائية والارتجال والجهل الذي تمارسه، ومن بينها وصف وزير الدفاع الأمريكي ترامب بأنه يبدو كتلميذ في الصف الرابع الابتدائي، وهناك من عمل في البيت الأبيض وصفه بالمعتوه والجاهل والمتهور.
وأكد أن هذه الإدارة لم يسبقها أحد في تخبطها وجهلها وتطرفها وانحيازها لإسرائيل، وقراراتها تدل على جهل مطبق بالمنطقة وثقافتها والسياق التاريخي الذي حكمها، كما تعبر عن تطرف شديد في العداء للفلسطينيين والعرب والمسلمين، وانحياز أعمى لإسرائيل في أشياء تدينها عليها المحاكم الدولية، وتدينها مفوضية حقوق الإنسان التابعة للامم المتحدة، وتدينها الجمعية العامة في الأمم المتحدة.
وشدد على أن هذه القرارات توجب على الفلسطينيين الوحدة أولاً، ويدفع العرب والمسلمين إلى اتخاذ مواقف جادة وشديدة ومراجعة للعلاقة مع هذه الإدارة. مشيراً إلى أن بعض الدول الأوروبية دخلت في حالة صدام مع هذه الإدارة الأمريكية، وهناك خلاف شديد بين أمريكا وروسيا والصين وكوريا، وكثير من الحلفاء الأوروبيين. وأوضح أنه من باب أولى أن تكون مراجعة شاملة من قبل الحكومات العربية والإسلامية بالنسبة للعلاقات مع أمريكا واتخاذ مواقف جادة وأكثر حدة في مواجهة هذه السياسات التي تهدف لنشر الفوضى في العالم.
وأكد على أن القرارات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية بخصوص الاونروا هي معيبة وغير أخلاقية وبعيدة عن السياسة وتخالف المواثيق الدولية، لأن الأونروا تأسست بقرار من الجمعية العامة للامم المتحدة قبل سبعين عاما تقريبا، متسائلاً كيف تأتي إدارة ترامب لطمس او إلغاء الاونروا ومحاولة نشر الفوضى؟.
وحول إغلاق مقر منظمة التحرير الفلسطينية، أوضح عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، أن هذا القرار يدل بلا شك أن أمريكا لا تفرق في التعامل بين طرف وآخر في الساحة الفلسطينية، وأن منظمة التحرير أصبحت عدوا؛ وهذا يوجه رسالة للعالم بأسره أن أمريكا لم تقبل أحدا حتى الذين فاوضوها سابقاً واعترفوا بإسرائيل. مشدداً على أن ما تقوم به هو ذروة التطرف الذي تحاول فرضها على العالم.
الوحدة الفلسطينية سبيل المواجهة
وشدد القيادي عزام، على أن مواجهة هذه القرارات فلسطينياً لا يمكن أن يتم إلا بالوحدة الفلسطينية، والابتعاد عن لغة المناكفة، وإذا قدمنا المصلحة العامة عن مصالحنا الشخصية والفصائلية، والتحلل من منطق التعصب للموقف الفصائلي، حتى نستطيع أن نقف بشكل مسؤول وحازم في مواجهة الإدارة الأمريكية.
مسيرات العودة ورسائلها
وبشأن استمرار مسيرات العودة، أوضح القيادي عزام أن مسيرات العودة كانت محاولة من الفلسطينيين لإسماع صوتهم للعالم ولإيصال مظلوميتهم لجميع أنحاء العالم، ويفترض أن يلتقطها كل معني باستقرار العالم واستقرار هذه المنطقة، وهي محاولة لإظهار مدى البؤس الذي يعيشه الشعب الفلسطيني ومدى وحشية الحصار الإسرائيلي، وهي منذ البداية أكدت على السلمية وان هذه المسيرات هي سلمية عزلاء في مواجهة آلة العنف الإسرائيلية.
ولفت إلى أن جوهر هذه المسيرات أن يقف الشعب الفلسطيني بشكل سلمي وهذا يهم الكثيرين في العالم أن يقف في مواجهة آلة العنف الإسرائيلية ليقدموا دليلاً للعالم كله أن إسرائيل لا تمتلك إلا لغة القوة والعنف في مواجهة الشعب حتى لو خرج بصوته وهتافاته لإنهاء الحصار وكسر هذا الشر الذي تفرضه إسرائيل.
اتفاق أوسلو بعد ربع قرن
وعن ما حققه اتفاق أوسلو بعد ربع قرن ، أوضح عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي أنه بعد ربع قرن على اتفاق أوسلو، تأكد أنه اتفاق خارج السياق الأخلاقي، وهو محاولة لفرض الأمر الواقع الذي تكرس عبر قوة الحديد والنار والعنف، ومحاولة فرض هذا الواقع وتكريسه من خلال اتفاق يسمى باتفاق سلام (أوسلو) وفشل فشلاً ذريعاً.
وذكر القيادي عزام، بالتصريح الأهم لأحد صناع أوسلو في اليوم التالي لتوقيع الاتفاق نبيل شعت حينما قال عن شعوره بعد التوقيع:” اليوم أدرك تماما أن 80% من فلسطين قد ضاع للأبد، ولا استطيع أن أعد أبنائي بإقامة دولة على 20% من ما تبقى من فلسطين، واليوم بعد مرور ربع قرن على ذلك الاتفاق الأمور زادت وضوحا، وكان الاتفاق وهما كبيراً أراد العالم من خلاله طي صفحة كاملة وتغيير معايير هذه المنطقة من خلال إجبار الفلسطينيين على الدخول في شراكة مع الاحتلال، مشدداً على فشل هذه التجربة تماماً.
وأكد أنه لم يتبق من أوسلو شيء، وأن الجميع في الساحة الفلسطينية بات مدركا وهم الاتفاقات وعدم إمكانية التعايش مع هذا الكيان الصهيوني الذي يصر على فرض وجهة نظره، ويصر على الاستمرار في التحكم في مفاصل حياة الشعب ، وإذلال الفلسطينيين، وأن ما يجري في القدس والضفة وغزة، وإصدار قانون القومية يؤكد أن إسرائيل لا ترى إلا نفسها، وتريد من الجميع أن يعمل في خدمتها وهذا ما باختصار ما أرادته إسرائيل من أوسلو.