بقلم: أ. احسان بدرة
ونحن نعيش الذكرى ال67 للنكبة تلك الذكرى التي تعمدت ذكراها بالدم والعذابات وبجسور من الأجساد التي علت ضمائرها قبل أن تعلو أرواحها إلى قمم السمو.. تأتي الذكرى ونحن نرى في عيون آبائنا وأجدادنا دموع الحنين إلى بيوتهم التي هجروا منها وهم يتذكرون أجمل اللحظات التي عاشوها في أرض اختلط فيها عرقهم بترابها فقد رسموا لأنفسهم في تلك اللحظات باقة الزمن الجميل. تأتي هذه الذكرى ونحن نتذكر مرارة الماضي من غاصب محتل مارس بحقنا أبشع صور الإرهاب ليبني على أنقاض بلداتنا وقرانا الدولة المزعومة.. دولة خطط لها هيرتسل في مؤتمر بازل بسويسرا عام 1897 قال وقتها أنه سيقيم دولته المزعومة بعد 50 عاماً. وحقق ذلك بالفعل سنة 1948..هم يخططون وينفذون؟؟ ونحن نخطط لنقزم بعضنا بعضاً.. كان انتماؤنا للوطن قوياً يوم كنا نقتسم لقمة العيش معاً ونحن نعيش حلم العودة إلى فلسطين التاريخية. فبعد أن كانت قضيتنا حق العودة واللاجئين والأسرى والحرية.. فقد أصبح جل اهتمامنا كيفية التعايش مع أنفسنا بعد أن مزقنا التفرق والتناحر من أجل أن نعلو بأحزابنا وشخوصنا على حساب وطن يأن تحت سياط الاحتلال. فالأرض تصادر.. والقدس تهود. والاستيطان سرطان يسري في عروقنا. وأسرانا هناك خلف القضبان..و..و..و…..فأين نحن من ذلك ؟وهل أصبح اهتمامنا ينصب فقط على قضايانا الداخلية فقط. أم نحن بحاجة لشحذ الهمم لنضع قضيتنا الأم في سلم أولوياتنا .. كيف نخطط لمستقبل أفضل لفلسطين.. ولنعيد اعتبارنا لأنفسنا يوم كان القاصي والداني يرفع لنا القبعة..وقتها نكون حقاً فلسطينيون نحيي هذه الذكرى بالفعل لا بالقول..فكفانا شعارات فزمن الشعارات قد ولى..ليكن انتماؤنا لفلسطين..وفلسطين فقط..أرض الرسالات ومهد الأنبياء..نزرع في قلوب أطفالنا قبل عقولهم الحنين ليافا وعكا وحيفا ودمرة وهربيا والمجدل وبربرة وبرير وكل شبر من هذا الوطن..وتكون قبلتهم هناك حيث كان أجدادهم..نزرع فيهم العشق لفلسطين الوطن والهوية والانتماء. فالمحتل حاول أن يزرع فينا روح الهزيمة..ونحن نريد أن نحول نكبتنا هذه إلى عزيمة وانتصار..