بقلم الكاتبة: تمارا حداد
ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كلمته يوم الثلاثاء 25/9/2018 باجتماعات الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي حملت العديد من الرسائل الموجهة لدول الشرق الأوسط وإيران، كما شن خلالها هجوما حادا على المحكمة الجنائية الدولية ورفض الاعتراف بها، ومنظمة “أوبك” العالمية، وأكد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، على أن بلاده تعمل مع دول الخليج والأردن ومصر لإقامة تحالف استراتيجي إقليمي لإعادة الاستقرار للشرق الأوسط.
وأسهب الرئيس الامريكي في خطابه حول ايران وكيفية التصدي لها، اما بخصوص القضية الفلسطينية لم يذكرها بأي حل سياسي يساعد الفلسطينيين في اقامة دولتهم، لم يذكر سوى التزامه بالسلام بالشرق الاوسط بما فيه السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين دون حلول جذرية، والذي عكس رسالة واحدة مفادها ان امريكا تحافظ على أمن وديمومة الكيان الصهيوني الراعي لإنهاء القضية الفلسطينية، ومضمون ما تحدث به” ترامب” حول ما يُسمى بعملية السلام ينسجم ويتقاطع تماماً مع المتطلبات الاسرائيلية المستقبلية حول استمرار تنفيذ صفقة القرن والتي تنفذ من قبل عدة سنوات، ولم يبقى إلا الرتوش الاخيرة باستكمال تلك الصفقة ولم يبقى سوى الخطوة الاهم والأصعب لدى اسرائيل وهي التهجير قدر المستطاع واستكمال الدولة الواحدة ولكن ” دولة يهودية “.
وهذا الامر ما اكده نتينياهو في خطابه بعد اعتزازه بدولة اسرائيل وبالانجازات العلمية والتكنولوجية والأمنية والعسكرية، وانه حاضن لكل الاطياف بمختلف ايديولوجياتها الفكرية والسياسية والدينية ويحترم معتقداتها لطالما تعمل وفق الحفاظ على اركان الدولة اليهودية والتي يسعى الى تحقيقها وازدهارها وحفظ امنها، خطاب نتينياهو رسالة قوية للجميع بأنه لا يوجد حقوق للفلسطينيين.
وهذا ما اكده ليبرمان وبنيت ” اعضاء الكبينت المصغر” انه لا يوجد شيء اسمه فلسطين وهم مهتمون حاليا بالدولة اليهودية، ومهتمون اكثر بالاضطرابات الاسبوعية على السياج الحدودي مع غزة.
مفاجاة:-
د. رياض منصور المندوب الدائم لدولة فلسطين في الامم المتحدة تفاجأ بانسحاب عدد كبير قبل كلمة السيد الرئيس محمود عباس وسيقدم ملاحظاته لجهات الاختصاص على هذا السلوك المستغرب، هذا الامر يؤكد نجاح رواية اسرائيل وباتت تُصدق من قبل تلك الدول التي انسحبت.
ورسالة اخرى للانسحاب بأنه لا يوجد أي افق سياسي واضح لحل القضية الفلسطينية، وستبقى القضية في حلقة مفرغة، والحل الجاري هو اتخاذ تدابير للتعامل مع البعد الانساني فقط.
شيء اخر مهما كان خطاب الرئيس مدافعا عن القضية الفلسطينية، ويستجدي القلوب فان خطابه امام الانحياز الامريكي لإسرائيل لا يجدي نفعا.
صناعة التكفيريين والقادم لغزة:-
يوجد في غزة افراد عديدة تعتنق فكر الجماعات المتطرفة، ونظرا لأن بعضهم تقلّبوا تنظيمياً بين فصائل المقاومة، واكتسبوا خبرات وعلاقات، ولديهم كمّ هائل من المعلومات عن الأجنحة العسكرية المقاومة، ما جعلهم أكثر عرضة للتجنيد من مخابرات الاحتلال الداخلية، التي تقف وراءهم وتغذيهم فكرياً ومالياً.
الكوادر المتطرفة يعملون بنظام الخلايا العنقودية، ولا يعرفون غير مسئول المجموعة ولا يعرفون قادتهم، والتواصل يكون إما عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء وهمية، أو من خلال نقاط ميتة توضع فيها الأموال، الأمر الذي تعمل عبره مخابرات الاحتلال المتواصلة معهم، وهذه الجماعات ستساعد اسرائيل في تدمير غزة، من خلال تأسيس مجموعتين:-
الأولى تحمل اسم “كوبرا”:- وهي مجموعة تستطيع تجنيد افراد تعمل لصالحها لبث الفوضى وبث الشائعات بين سكان القطاع بهدف قتل بعضهم البعض قُبيل شن حرب عسكرية على القطاع اذا لم يتم تسليم الجنود الاسرى لدى حماس ولم تتوقف مسيرات العودة.
أخرى سميت “أبناء أبو جهاد”، لاختراق حركتي “فتح” و”الجبهة الشعبية”، في عام 1992، وتم تأسيس 15 جماعة تكفيرية منذ عام 2005 بعد الانسحاب الإسرائيلي مباشرة من قطاع غزة وحتى اليوم، أبرزها (جيش الإسلام) و(جيش الأمة) و(أنصار بيت المقدس)، وكلها من السهل اختراقها وتوجيهها لخدمة مصالح المحتل وأهدافه.
خلاصة:-
1. خطاب ترامب يؤكد الانحياز الكامل لاسرائيل، وإنها تسعى الى تمرير كافة المخططات الاسرائيلية لشطب القضية الفلسطينية، وإدارة ترامب تتجاهل كل القرارات الدولية بما يخص القضية الفلسطينية، وتدير ظهرها لأي محاولة تُفعل عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
2. سيتم تأسيس حلف شرق اوسطي وهذا ما نتج عن اجتماع لدول منطقة شرق الاوسط مع بومبيو وزير الخارجية الامريكي في نيويورك للتنسيق الامني في الشرق الاوسط.