قالت صحف دولية صادرة، اليوم السبت 05 فبراير 2022، إن تعزيزات موسكو العسكرية في جزيرة القرم تؤجج مزيدًا من المخاوف بشأن غزو محتمل لأوكرانيا، مشيرة إلى أن استعدادات قوات الجيش الروسي هناك وصلت مراحلها النهائية وتنتظر الأوامر بالهجوم.
وأبرزت الصحف في تقاريرها أيضًا، توابع الأزمة الروسية الأوكرانية على حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إلى جانب الآثار المترتبة على مقتل أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، زعيم تنظيم داعش المتشدد في سوريا.
المحتويات
مخاوف متصاعدة
وقالت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية، إن وجود القوات الروسية في المرحلة النهائية للاستعداد يؤجج المزيد من المخاوف في أوكرانيا.
وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم عدم وضوح نوايا الكرملين حتى الآن، فإن المسؤولين الأوكرانيين أصبحوا أكثر قلقًا الآن في ظل نشر القوات الروسية 10 آلاف جندي إضافي في شبه جزيرة القرم.
وأضافت أنه في الوقت الذي لا يبدو فيه الجيش الروسي حتى الآن قادرًا على شنّ غزو كامل ضد أوكرانيا، فإن أجزاء من القوات الروسية وصلت إلى القوة القتالية الكاملة.
وبينت أن القوات الروسية أصبحت في المراحل النهائية للاستعداد لشنّ عمل عسكري في حالة صدور الأوامر من جانب الكرملين، وفقًا للتقدير الصادر من القيادة العسكرية الأوكرانية العليا.
وأشارت إلى أن شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا إليها، في العام 2014، تمثل مصدر القلق الرئيس بالنسبة للمسؤولين الأوكرانيين.
♦ بريطانيا: أدلة أمريكا بشأن الاستفزاز الروسي ضد أوكرانيا “صادمة”
ونشرت روسيا خلال الأسبوعين الماضيين، 10 آلاف جندي إضافي في المنطقة، ومن بينها قوات مشاة وقوات محمولة جوًا، ووضعت القيادة على أعلى مستوى من الجاهزية، وفقًا للصحفة نقلًا عن تقديرات لتقديرات عسكرية أوكرانية.
وأضافت (نيويورك تايمز): “إلى جانب تعزيز القوات القريبة من منطقتي الانفصاليين الأوكرانيين المدعومين من روسيا، فإن تلك التعزيزات تعني أن روسيا ربما تصل قريبًا إلى مرحلة الاستعداد الكامل لشنّ هجمات عسكرية على طول 800 ميل من الحدود الشرقية والجنوبية مع أوكرانيا”.
وأشارت إلى أن هذا جزء من الخطوط العريضة للتقييم العسكري الأوكراني، الذي كشفه مصدر عسكري بارز، رفض الكشف عن هويته، في ظل أن تلك المعلومات استخباراتية سرية في المقام الأول.
وتابعت الصحيفة: “إلا أن هذه المعلومات تتواكب في نفس الوقت مع صور الأقمار الصناعية التي تم نشرها حديثًا، وأظهرت حشودًا عسكرية كبيرة في القرم خلال الأسابيع القليلة الماضية”.
وأردفت (نيويورك تايمز): “لكن هذا لا يقتصر على القرم فقط، فعلى طول معظم الحدود الأوكرانية، يرى محللون ما يصفونه بالاستعدادات شبه النهائية للحرب”.
وأشار المحللون إلى وصول البنية التحتية اللوجستية مثل المستشفيات، ووحدات الاتصالات، وعناصر الحرب الإلكترونية، التي تهدف إلى تعطيل اتصالات العدو، والقوة الجوية، والقوات الإضافية، لتشغيل المعدات التي تم نشرها في وقت سابق.
ونقل التقرير الأمريكي عن دارا ماسيكوت، الباحثة السياسية البارزة في RAND Corporation قولها: “ما يثير انزعاجي هي الطريقة المنهجية التي يعملون من خلالها، إنهم مثل الكتاب المفتوح، تعلم ما سيحدث مستقبلًا، ويظهر ذلك بوضوح”.
عودة الناتو
من جانبها، رأت صحيفة (فاينانشال تايمز) البريطانية، أن التوترات الجديدة مع أوكرانيا أدت إلى ضخ المزيد من الدماء في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأضافت الصحيفة أنه في فترة ما، رصد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن أوروبا تعيش مرحلة الموت الدماغي لحلف شمال الأطلسي، الناتو، في الوقت الذي وصفه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بأنه عفا عليه الزمن.
وأشارت إلى أنه بعد قيام روسيا بنشر قواتها على الحدود مع أوكرانيا خلال الشتاء، والتحذيرات حول رد فعل عسكري ضد ما يقول الكرملين إنه طموحات للحلف في شرق أوروبا، فإن الناتو يعود إلى الحياة مجددًا.
وتابعت: “إلى جانب الولايات المتحدة، فقد قاد الناتو الرد على التهديد الروسي، وقام بالمضي قدمًا في المباحثات مع روسيا، وعزز عدد القوات في شرق أوروبا”.
ولفتت إلى أن الأمين العام للحلف يانس ستولتنبيرغ، حشد الدول الغربية من أجل موقف موحد ضد عدوان الكرملين، وأعلن دعمه للشريكة أوكرانيا، حتى وإن كانت الأخيرة ليست عضوًا في الناتو.
وأردفت (فاينانشال تايمز) قائلة: “جاء قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنشر أكثر من 106 آلاف جندي على الحدود الأوكرانية، إلى جانب مطالب أخرى تتضمن حظر انضمام أوكرانيا وجورجيا إلى عضوية الناتو، ليوضح قيمة الوحدة، وقدرة الناتو كمنظمة على الرد الجماعي على موسكو، بكل من تملكه من نفوذ سياسي وعسكري، بحسب مسؤولين”.
ونقلت الصحيفة عن جوليان سميث، الممثلة الدائمة للولايات المتحدة في الناتو، قولها: “هذه لحظة رائعة للحلف، مستوى الوحدة في هذا الصدد مبهر للغاية، لقد أصبح واضحًا للغاية أن التحالف والدول الثلاثين الأعضاء على نفس الخط تمامًا”.
انتقام مرتقب وقيادة وشيكة
بدورها، قالت صحيفة (جيروزاليم بوست) العبرية، إن الولايات المتحدة يجب أن تكون مستعدة للانتقام، بعد مقتل زعيم تنظيم داعش أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، معتبرة العملية الأمريكية بأنها انتكاسة مؤقتة قبل أن يظهر زعيم جديد للتنظيم المتشدد.
وأضافت الصحيفة، في تحليل إخباري: “يبدو أن العملية الأمريكية التي أدت إلى مقتل القريشي في إدلب السورية، كانت مزيجًا من القوة الجوية، والقوات البرية الخاصة”.
وأشارت إلى أن هذا المزيج أدى إلى انخفاض في خطر سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين، بحسب ما أكده الدكتور هانز جاكوب شندلر، مدير مشروع مكافحة التطرف، والمنسق السابق لفريق مراقبة القاعدة وطالبان في مجلس الأمن.
ونقلت عن شندلر قوله: “بالتأكيد، هناك الآن دافع جديد لدى خلايا داعش المنتشرة حول العالم في الرد على مقتل القريشي”.
ولفت إلى أن الأمريكيين لعبوا دور البطولة في القضاء على أحد أبرز قيادات التنظيم المتشدد، وبالتالي فإن هذا يضعهم عرضة للانتقام.
وأضاف: “ومن هنا، فإن القوات الأمريكية والمدنيين الأمريكيين في المنطقة، يجب أن يكونوا على أعلى درجة من الحذر”.
وبين شندلر أنه لن يمر وقت طويل حتى يظهر زعيم جديد لتنظيم داعش المتشدد، ومن المرجح أن يكون عراقيًا، لأن هناك هيكلًا كبيرًا للتنظيم في العراق، والتنظيم في الأصل من العراق.
وختم قوله: “ستعزز تلك العملية من احترام الولايات المتحدة في المنطقة، وصورة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وتخفف وطأة المشهد السلبي للعديد من السياسات مثل الانسحاب السريع من أفغانستان، والذي ألحق الضرر بسمعة واشنطن”.