بعثت كبرى المنظمات الفلسطينية والعربية الأميركية رسالة الى الرئيس الأميركي جو بايدن على هامش زيارته للأراضي الفلسطينية المحتلة يوم الجمعة طالبته فيها بمساءلة ومحاسبة “إسرائيل” على التمييز والجرائم ضد الفلسطينيين وبإعطاء الأولوية لـ “الحريات الأساسية” للفلسطينيين.
وأشار بيان مشترك وقعته عشرات المنظمات بينها الاتحاد الأمريكي لرام الله، وشبكة المنظمات الفلسطينية الأميركية ومنظمة شاهد عيان على فلسطين وتحالف دالاس من أجل العدالة والمنظمة العربية الأميركية ضد التمييز وتحالف أصدقاء سبيل أمريكا الشمالية، ومنظمة الديمقراطية في العالم العربي وعشرات المنظمات الأخرى إلى إن التزام بايدن الذي اعلنه قبل سفره بالدفاع عن الحريات الأساسية لجميع الشعوب لم يظهر بعد في سياسات وأولويات إدارة بايدن تجاه “إسرائيل” وما تقوم به في فلسطين المحتلة، لا سيما في غياب تام للمساءلة عن الجرائم الإسرائيلية والتمييز ضد الفلسطينيين، بمن فيهم أولئك الذين يحملون الجنسية الأمريكية.
وأشار البيان إلى واقعة اغتيال الصحفية الفلسطينية الأميركية شيرين أبو عاقلة برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء تغطيتها غارة إسرائيلية في مدينة جنين. وقال البيان: استنتجت عدة تحقيقات مستقلة في مقتلها أجرتها واشنطن بوست ونيويورك تايمز وأسوشيتد برس وسي إن إن والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان أن أبو عاقلة اغتيلت بدم بارد على يد جندي إسرائيلي وعلى الرغم من كل هذا أصدرت وزارة الخارجية بيانًا مقتضبًا ومروعًا في الرابع من تموز يعفي “إسرائيل” فعليًا من أي ذنب أو مساءلة عن مقتل أبو عاقله.
واعتبر الرسالة بيان الخارجية الأميركية بأنه شكل صفعة لعائلة أبو عاقله والفلسطينيين في جميع أنحاء العالم.
ووصفت الرسالة نتائج تحقيق وزارة الخارجية بانه نابع من عدم وجود تحقيق أمريكي شرعي في وفاتها كونه يكرر ببساطة نقاط الحديث الإسرائيلية.
• الرئيس الأمريكي بايدن يواصل زيارته لليوم الثاني بلقاء لابيد للتوقيع على وثيقة “القدس”
واعتبرت رسالة المنظمات ان تعامل وزارة الخارجية وإدارة بايدن مع التحقيق في مقتل أبو عاقلة حتى الآن كان مسيئًا ومهملاً، ويتجاهل التاريخ الطويل للقوات الإسرائيلية التي تستهدف المدنيين الفلسطينيين، وخاصة الصحفيين.
واكد البيان ان موقف الخارجية الأميركية الخطير تجاه حقوق الفلسطينيين بما في ذلك أولئك الذين يحملون الجنسية الأمريكية ليس جديدًا بل تغلغل في سياسات إدارة بايدن فيما يتعلق بـ”إسرائيل” / فلسطين على جميع المستويات.
وانتقد البيان رغبة الإدارة الأميركية المعلنة في تسريع قبول “إسرائيل” في برنامج الإعفاء من التأشيرة، على الرغم من سجلها الثابت في المعاملة غير المتكافئة والتمييزية للأمريكيين الفلسطينيين الذين يسعون للعودة إلى وطنهم عبر المعابر والمطارات التي تسيطر عليها “إسرائيل” ما يجعل إسرائيل غير مؤهلة للبرنامج.
وقالت الرسالة: يتم تسريع اعفاء الإسرائيليين من التأشيرة رغم قواعد الدخول الجديدة التي اقترحتها “إسرائيل” وتسعى إلى تقييد وتتبع وتعقب سفر الرعايا الأجانب إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، والسيطرة على الفلسطينيين ونموهم السكاني، والاحتفاظ ببيانات عن مطالبات الأراضي للفلسطينيين الذين يحملون جنسية أجنبية وبالتالي وضع الأساس لسرقة المزيد من الأراضي الفلسطينية. كما أنها محاولة وقحة لإخفاء المعاملة غير المتكافئة للأمريكيين العرب بشكل عام ، والأمريكيين الفلسطينيين على وجه التحديد، من خلال نقل تلك التفاعلات من معابر الدخول إلى السفارات والقنصليات الإسرائيلية.
واعتبر البيان هذه السياسات بأنها تمييزية وستؤثر فقط على الأمريكيين الذين يرغبون في زيارة الأحياء الفلسطينية في الضفة الغربية وليس أولئك الذين يسعون إلى السفر إلى أي من المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية.
واكد البيان ان هذه المعاملة غير المتكافئة بموجب القانون تثير قلق الفلسطينيين الأمريكيين بشدة، وينبغي أن تكون مصدر قلق كبير للرئيس بايدن وهو يشرع في أول زيارة رسمية له إلى المنطقة كرئيس.
وقالت رسالة المؤسسات: بصفتنا منظمات ملتزمة بالدفاع عن حقوق الإنسان وتمثل عشرات الآلاف من دافعي الضرائب والناخبين في جميع أنحاء الولايات المتحدة، فإننا ندعو الرئيس بايدن وإدارته إلى الوفاء بوعده بحماية الحريات الأساسية لجميع الشعوب من خلال العمل على مجموعة مطالب هي لقاء مع عائلة أبو عاقله خلال الزيارة للاستماع إلى مخاوفهم ومطالبهم بعد اغتيال شيرين.
وطالبت الرسالة بالتراجع عن بيان وزارة الخارجية في 4 تموز وفتح تحقيق شامل بإشراف مكتب التحقيقات الفيدرالي في مقتل أبو عاقلة.
وطالبت الرسالة بايدن بلقاء منظمات المجتمع المدني الفلسطيني خلال زيارته لا سيما مع المنظمات الست التي صنفتها حكومة الاحتلال الإسرائيلية خطأً على أنها مجموعات “إرهابية” في عام 2021.
ومن ضمن مطالب الرسالة الضغط على إسرائيل للتراجع عن قواعد الدخول لفلسطين التي أصدرها مكتب تنسيق أعمال حكومة الاحتلال الإسرائيلية في المناطق المحتلة ومعارضة جميع السياسات والإجراءات الإسرائيلية التي تمنع المساواة في معاملة الفلسطينيين.
واصر البيان ان يذكر بايدن بوضوح لحكومة الاحتلال الإسرائيلية أن إضافة “إسرائيل” للدول المعفية من تأشيرة الدخول ليس مسألة تفاوض، ولن يحدث ما لم وحتى يتم تنفيذ المعاملة بالمثل للفلسطينيين.
وطالب البيان بايدن الضغط على إسرائيل لوقف التوسع في مشاريعها الاستيطانية الاستيطانية في منطقة E1 وفي مسافر يطا وفي جميع أنحاء الضفة الغربية وبإلغاء خطط بناء السفارة الأمريكية في القدس.