مُنذ اندلاع حرب تموز 2014، عكف العشرات من الأكاديميين؛ أغلبهم فلسطينيين، على توثيق الأحداث المُروّعة التي وقعت في الحرب، وتسجيل ما يسرده مواطنون من قصص حدثت معهم، ومع عائلاتهم في كتاب “صوت غزة” “Gaza unsilenced”.
التوثيق طُبع باللغة الإنجليزية في دار “جَسْت وورلد بوكس” في فيرجينيا الأمريكية، في 300 صفحة، وحرره رفعت العرعير، وليلى الحداد، بمُشاركة “علي أبو نعمة، ورمزي بارود، وديانا بوطو، وجوناثان كوك، وبلال دبور، وريتشارد فولك، وكريس هدجيز، وحاتم كناعنة، ورشيد الخالدي، وإيمان محمد.
و يُسلط الكتاب المُكون من ستة فصول، الضوء على حرب غزة، وتداعياتها، والآثار الناجمة عنها، والمُتمثلة في تدمير البنية التحتية لقطاع غزة، في ظل اشتداد الحصار المفروض على منذ ثماني سنوات، في قوالب فنية تتنوع ما بين القصص والمقالات، والتقارير، والمدونات والتغريدات التي نُشرت خلال الحرب، والتي كانت توثق الأحداث أولاً بأول آنذاك.
الصحفي في صحيفة كاونتربنتش الأمريكية “جاري جورسيري” يصف الكتاب بالقصة التي تكاد تكون مستحيلة، مُبيناً أن مُحرري الكتاب والقائمين عليه، لا يريدون أن يُصوَّروا كأبطال أو ضحايا بوسائل الإعلام العالمية الاختزالية، بل حاولوا التوصل دائماً إلى تفسير مبسط، وأن هناك العديد من الأبطال من بين القتلى والجرحى، أولئك الذين يخاطرون ويضحون بحياتهم، لإنقاذ ومساعدة الآخرين. ستستمر التضحية للأبد.
ويأتي الكتاب كمحاولة لإفشال تحويل الضحايا الفلسطينيين، إلى مجرد أرقام، بحسب المحرر المشارك في الكتاب رفعت عرعير، والذي فقد شقيقع، ودُمّر منزله بالقصف الإسرائيلي العنيف لحي الشجاعية شرق مدينة غزة، ووثق قصته في الكتاب، ويُشدد عرعير على ضرورة إيضاح حقيقة أن هؤلاء الضحايا لهم قصص وحكايات وعائلات وذكريات يجب أن يعرفها كل العالم.