رحب متظاهرون عراقيون، اليوم الثلاثاء، بتمير البرلمان لقانون الانتخابات النيابية الجديد، والذي كان أحد مطالبهم.
وأفاد شهود عيان أن مئات من المحتجين هتفوا بـ“النصر“ للاحتجاجات ومطالبها في ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية بغداد إثر تشريع القانون.
وفي وقت مُبكر من، اليوم الثلاثاء، أقر مجلس النواب العراقي قانونًا جديدًا للانتخابات النيابية، بعد خلافات دامت 3 أسابيع بين القوى السياسية حول بعض بنوده.
ويشكل القانون انتصارًا جديدًا لمحتجين أجبروا حكومة عادل عبد المهدي على الاستقالة، في الأول من شهر ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وضغطوا حتى مرر البرلمان قانونًا جديدًا لمفوضية الانتخابات.
وقال دريد المحمودي، وهو أحد المعتصمين في ساحة التحرير، إن“العراق يمر بمرحلة تاريخية، نحن نشهد بداية نهاية الطغمة الفاسدة، وإبعادهم عن السلطة عبر انتخابات نزيهة قبل الشروع بمحاكمتهم لاحقًا“.
وأضاف أن القانون الجديد سيكفل إجراء انتخابات عادلة تضع حدًا للأحزاب المتسلطة، وتتيح المجال إلى صعود الأكفاء من ذوي الخبرة ممن يدينون بالولاء للوطن.
وأردف ”المحمودي“ أن القانون القديم فصلته الأحزاب على مقاسها، وهو ما حال دون وصول المستقلين والكتل الصغيرة إلى قبة البرلمان.
ويعتمد القانون الجديد على نظام الدوائر الانتخابية المتعددة ضمن المحافظة الواحدة (دائرة انتخابية على مستوى القضاء)، فضلًا عن الترشيح الفردي، وهو ما ينسجم مع مطالب المحتجين، والقوى السياسية المؤيدة لهم، مقابل معارضة قوى أخرى.
من جانبه، قال أحمد، وهو متظاهر في بغداد رفض الكشف عن اسمه الثاني، إن أجواء الفرح سادت ساحة التحرير احتفالًا بتمرير قانون الانتخابات.
وأضاف أن القانون“ثمرة دماء المئات من الشهداء، لذلك يجب أن نحتفل، ونتذكر بأن دماء من فقدوا حياتهم لم تذهب سدى“.
وقال متظاهر آخر يدعى سعيد الماجد، إن الاحتجاجات ستتواصل إلى حين تحقيق جميع مطالبها، مبينًا أن الهدف التالي يتمثل بتكليف شخص مستقل نزيه لقيادة حكومة مؤقتة تمهيدًا لإجراء انتخابات مبكرة.
وبدوره، قال مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري، وأحد أبرز المؤيدين للحراك الشعبي:“تحقق مطلب آخر من مطالب الشعب بعد أن وقفت معه المرجعية (علي السيستاني)، والعقلاء الأصلاء، وكل وطني شريف من النواب وغيرهم“.
وأضاف في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي ”تويتر“ إن ”قانون الانتخابات سيقصي كل الأحزاب الفاسدة“، مردفًا:“ننتظر بفارغ الصبر أن تكون مفوضية الانتخابات نزيهة ومستقلة بحق، ولن نسمح بغير ذلك“.
كما أعرب مجددًا عن رفضه ترشيح مسؤولين سابقين لرئاسة الحكومة المقبلة، قائلًا:“المجرب الجدلي لا يجرب، ومرشح الشعب سينتصر“.
ويطالب المتظاهرون باختيار مرشح لرئاسة الحكومة المقبلة يكون مستقلًا ونزيهًا وغير خاضع للخارج، خاصة إيران، ليتولى إدارة البلد خلال مرحلة انتقالية، تمهيدًا لانتخابات مبكرة.
وتخللت الاحتجاجات، المستمرة منذ مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعمال عنف خلفت 497 قتيلًا، وأكثر من 17 ألف جريح، وفق مصادر حقوقية وطبية وأمنية في العراق.
والغالبية العظمى من الضحايا هم من المحتجين، وسقطوا، وفق المتظاهرين وتقارير حقوقية دولية، خلال مواجهات مع قوات الأمن ومسلحين من فصائل ”الحشد الشعبي“ لهم صلات مع إيران، المرتبطة بعلاقات وثيقة مع الأحزاب الشيعية الحاكمة في بغداد، لكن ”الحشد الشعبي“ ينفي أي دور له بقتل المحتجين.